الاثنين 16 سبتمبر 2024
رياضة

"لشهب".. حكاية سفير من الملاعب إلى كراسي المسؤولية

"لشهب".. حكاية سفير من الملاعب إلى كراسي المسؤولية

قبل أن يتقلد عبد القادر لشهب، السفير المغربي المعتمد حاليا في روسيا، منصبا مهما، كان خير نموذج للاعب من أبناء مدينة وجدة، حيث جمع بين الكرة والدراسة، قبل أن يغادر الأولى بصفة نهائية، وهو في قمة العطاء.

التحق بفريق الاتحاد الإسلامي الوجدي، الذي تكفل رئيسه الراحل أحمد جمال الدين بمتطلبات لشهب لإتمام دراسته، ثم معارا لفريق المولودية الوجدية لموسم واحد، ثم تحول إلى الوداد البيضاوي في منتصف السبعينات، بحكم انتقاله إلى البيضاء لمتابعة دراسته في شعبة القانون، والتخصص في العلاقات الدولية.. لكن ذلك لم يمنعه من المزاوجة بين الدراسة واللعب للوداد، بل ويصبح أحد أعمدته الأساسية، حيث ضمه الراحل عبد الرزاق مكوار، ولعب لمنتخبي الشبان والكبار، لكن ذلك لم يحرمه من متابعة الدراسة لينال شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية في سويسرا، ويعين سفيرا في كندا ثم اليابان فروسيا.

وخاض أول مباراة دولية معه أمام أجاكس أمستردام، حينها كان رئيس الوداد عبد الرزاق مكوار سفيرا للمغرب في لاهاي في هولندا 1975، ومكلفا بمهمة سياسية تتعلق بملف الصحراء المغربية، ما مكنه من نسج علاقات وطيدة مع الهولنديين، وبالتالي، كان يضمن للوداد إقامة معسكرات تدريبية في أوروبا بين حين وآخر.

استطاع لشهب أن يثير انتباه مسؤولي الوداد، لفنيته العالية وطول قامته، التي افتقدت لدى الكثير من لاعبي الوداد، فضلا عن حسن خلقه، وقدرته على التأقلم بسرعة مع أسلوب الوداد الرياضي.

كان يفضل الدراسة على ممارسة الكرة، رغم تألقه كلاعب جيد مع الوداد الرياضي وصانع الألعاب مع المنتخب الوطني، إذ سبق له أن رفض المشاركة مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا بغانا 1978، وذلك لتزامنها مع فترة الامتحانات، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة مسيرته رفقة الوداد إلى نهاية فترة السبعينات، حينها اضطر لشهب إلى التفرغ كليا للدراسة، وترك كرة القدم بصفة نهائية.

تقلد عبد القادر لشهب مناصب مهمة في وزارة الخارجية، كما سبق أن عين سفيرا للمغرب في اليابان من 2000 إلى 2006، وكندا، ثم سفيرا كذلك في روسيا إلى الآن.

ولأن لشهب مارس كرة القدم على مستوى عال، سواء في الوداد أو المنتخب الوطني، فهو يحرص على استضافة البعثات المغربية، سواء للمنتخب أو الوداد، بين حين وآخر، كما فعل عندما كان سفيرا في اليابان، إذ استقبل بعثة فتيان الوداد أثناء مشاركتهم في دوري دولي في اليابان، كما استضاف أعضاء بعثة المنتخب الوطني في روسيا قبل مواجهة نظيره الروسي في يونيو الماضي.

وشكلت هذه المباراة فرصة سانحة لتكريم عبدالقادر لشهب من قبل زميليه السابقين بادو الزاكي، المدرب الحالي للمنتخب، وعزيز بودربالة، المدير الرياضي للأسود. وبدا لشهب حينها سعيدا، وهو يتسلم تذكارات وقميصا للمنتخب الوطني وصورة تؤرخ لوجوده رفقة الوداد في فترة السبعينات.

وأبرز عبد القادر لشهب، عقب تأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم 2018، التي ستقام بروسيا، أن جميع أطر السفارة المغربية بموسكو "على أهبة واستعداد لمواكبة المشاركة المغربية في هذا المحفل العالمي، وتقديم الخدمات الضرورية للوفد المغربي والمشجعين المغاربة، الذين سيحلون بفيدرالية روسيا.