الثلاثاء 23 إبريل 2024
فن وثقافة

"صقر" فن العيطة الشيخ عمر الزيدي يحكي سفره الفني في جغرافية عبدة الساحرة (04 )

"صقر" فن العيطة الشيخ عمر الزيدي يحكي سفره الفني في جغرافية عبدة الساحرة (04 )

في ثلاث ليالي متتالية من النبش والنقاش، خرجت "أنفاس بريس" بانطباع يعزز مكانة الشيخ عمر الزيدي التماني، ليتم تصنيفه صقرا من صقور تراث فن العيطة، بكل تفرعاتها، بعدما قلبت صفحات ذاكرته الفنية والطربية والغنائية.. كيف لا يكون "صقرا" وهو الذي ترعرع واشتد عوده في "عش الفن" بحي مولاي الحسن القريب من سيدي عبد الكريم وواد الباشا وجنان الشقوري، تلك الفضاءات التي تعتبر مفاتيح أبواب ومعالم مجال جغرافية عبدة الساحرة لولوج عاصمة السمك والفخار مدينة أسفي. من هذا المغرس والمنبت حلق الصقر بجناحين متوازنين نحو الأفق الرحب مسجلا مساره الفني رفقة العديد من الشيوخ والشيخات، كاتب كلمات وملحن وعازف وضابط إيقاع ومغني وحفاظ للقصائد "الشعبية" بمختلف أصنافها ومواضيعها. ضمن هذه السلسلة من سفرنا الفني مع صقر فن العيطة نقدم للقراء الحلقة الرابعة.

في اعتقادي يقول صقر العيطة الشيخ عمر الزيدي الذي رضع الحليب من ثدي والدته خديجة بنت عباس التمري، ودون تعصب لانتمائه لجدور أولاد زيد أصل مسقط رأس والدهامبارك بن أحمد الزيديأن "العيطة العبدية، هي عيطة تمرية وليست حصباوية". وفي هذا الصدد يعتبر أن سبب إلصاق وتداول اسم أغنية"الحصبة ولافة"من طرف الجمهور المغربي ومختلف الفنانين الشعبيين، بدل الاسم الحقيقي " رجانا في العالي "،الحصباوية الأصل المكونة من سبعة فصول، وستة حطات، أنهحدث ذلك مع بداية تدشين وترسيخ هذا الاسم كعنوان للأغنية يوم سجل لأول مرة كل من " الشيخين الرائدين الخماري ولبيض أسطوانتهما المشهورة،بالحصبة ولافة " .

 ويحكي صقر العيطة قائلا " كنت مرافقا للشيخين الخماري ولبيض آنذاك بعدما ألححت عليهما مرارا وتكرارا رحمهما الله بتسجيل أغانيهم العيطية، وفعلا اقتنعا بالفكرة، لكن حدث أن نطقا باسم الحصبة ولافة أمام صاحب استديو ـ اسطوانات بوسيفون ـ كإشارة منهما للعنوان خلال مفاوضات التسجيل وأتعابه المادية، فقرر هذا الأخير كتابة ذلك على ظهر الاسطوانة كاختيار فني يربط بين موضوع الأغاني والمجال الجغرافي الذي ينتميان إليه، ومن تم ترسخت في ذهن المتلقي الذي عمل على ترويج منتوج الشيخين، بهذا الاسم المنحوت على الاسطوانة، وهذا هو أصل قصة التسمية ـ الحصبة ولافة ـ "

 وفي هذا السياق يؤكد صقر العيطة،من خلال نقاش متمر ورائع حول مساره الفني والإبداعي، أن كلام/أغاني العيطة ورسائلها المشفرة،وصورها الشعرية الجميلة، تنطق"بالدلالي والرمزي، بالباطن والظاهر، رغم أن تداولها الشفاهي عرف التحريف والزيادة والنقصان لعدة عوامل ذاتية وموضوعية .مع العلم أنهناك أبيات شعرية واضحة المعنى لا تحتاج إلى مجهود لتفسيرها،ولا يمكن المرور عليهاوتجاهلها كمحدد لتفسير المعنى بدقة، وتحديد الظروف الموضوعية المحيطة بإنتاج النص الشعري / الغنائي، على جميع المستويات " يقول الصقر.

وحسب حكي الشيخ عمر فإن " مجال أرض الحصبة بجغرافية عبدة الساحرة، تم إهدائه للمستعمر الفرنسي من طرف القائد أحمد ولد عيسى بن عمر، وهذه التهمة المنسوبة له، هي سبب نظم جزء من أبيات شعر وغناء العيطة الحصباوية، وأحد أهم أسباب نزولها" ويستدل في هذه الواقعة بقول الناظم (ة) " الحصبة ولافة وسروتها عطابة" مفسرا هذه الجملة الشعرية بكون أن " الإنسان العبدي بمجال منطقة الحصبة في تلك الحقبة التاريخية لم يرقه فعل القائد أحمد بن عيسى بن عمر، وساد نوع من التدمر في الأوساط الشعبية " على اعتبار يضيف الصقر بأن " أرض الحصبة المعطاء، لها ارتباط وتيق بالإنسان العبدي، ولا يمكن أن يفرط في شبر من تربتها، وكل من تواطأ مع المستعمر الغاصب ومنحه شبرا منها فمآله العطب " وقال تحديدا في تفسير ذات المضمون " أن فرسان القبيلة العبدية، وخيولهم الشريفة ( سروتها عطابة )، لن يتنازلوا عن الأرض الحاضنة لهم، وسيدافعون عنها بالغالي والنفيس، وأن سروتهم عطابة، ستصيب الغاشم في مقتل طال الزمن أم قصر ".

من هنا يخلص الشيخ عمر الزيدي في حكيه الشيق، إلى رأيه الشخصي والذي يدافع عنه وفق مضمون الأغنية، بحيث يعتقد جازما أن العيطة ليست حصباوية وإنما هي عيطة تمرية ويستند في ذلك إلى البيت الشعري الذي ورد في الأغنية" الحصبة زينت السمية، والعيطة تمرية "

- ملاحظة : تبعد منطقة الحصبة عن مدينة أسفي بحوالي 38 كلم، ومن تربة أرض الحصبة داع صيت شيخ الشيوخ الفنان السي محمد الدعباجي، الذي تتلمذ وحفظ العديد من العيوط على يد الشيخ لشهب. وخصوصا عيطة الرادوني الصعبة المنال. فمن هو الشيخ لشهب وما هي علاقته بالشيخ الدعباجي.؟