Tuesday 1 July 2025
مجتمع

ثانوية ابن الخطيب بطنجة.. من ماض مجيد إلى حاضر ساخط ومتدمر

ثانوية ابن الخطيب بطنجة.. من ماض مجيد إلى حاضر ساخط ومتدمر

من يعرف تاريخ ثانوية ابن الخطيب بطنجة العتيد، لا يمكن أن ينكر الأدوار الطلائعية والريادية لهذه الثانوية المجيدة، التي تخرجت منها رموز وشخصيات وأسماء مثلت مختلف المجالات والتخصصات.. إلى جانب أن الثانوية، ومنذ تأسيسها سنة 1964،عملت بها نخبة من الكفاءات، وجلة من الأطر الإدارية والتربوية، وهي كفاءات ضمت لجانب الأطر المغربية، العشرات، بل ما يربوا عن ستين إسما من الأستاذات والأساتذة الأجانب "فرنسية.. رومانية.. بولونية..". عناصر قوية ومميزات فاعلة ستبوئ الثانوية مكانة مهمة وفارقة، ودفعت بها إلى مزيد من التميز والإشعاع النوعين. بل ارتقت بها لمصافات من الحضور والعطاء المتميزين محليا وجهويا ووطنيا ودوليا. إن أفضال ثانوية ابن الخطيب، وعبر مسارها التاريخي والتربوي والتعليمي والإشعاعي.. لا يمكن إغماطه، أو تناسيه والقفز عليه.

إلا أن الأوضاع التي آلت إليها الثانوية راهنا تبعث على القلق والحسرة. ومرد ذلك للظروف العصيبة والمتشابكة التي تعرفها الثانوية، بدءا من الخصاص المهول في العنصر البشري "حارس عام وحيد مقارب ما يقارب 2000 تلميذ وتلميذة"، إضافة للفراغ الذي تعرفه الإدارة من المساعدين، والذي انعكس سلبا على جملة من المصالح والمرافق "مكتب الأرشيف". كما أن مختبر الجناح أو المسالك والتخصصات العلمية معطل بقضه وقضيضه، وأثار ذلك على المتعلمين لا تخفى "غياب الوسائل والأدوات والتجارب ..". إلى جانب العناصر المكلفة بالحراسة التي لا تتماشى فئتها العمرية وسنها مع المهام الموكولة لها "مايتعدى 50 سنة".

ولا تفوت الفرصة في هذا الصدد إلى الإشارة بأن الثانوية تحولت إلى مطرح من الأزبال والقمامة، فالثانوية من تاريخ 2 أكتوبر 2017، لم تعرف النظافة، بسبب غياب المنظفات، وتوقف الشركة المسؤولة عن ذلك بالثانوية.

إن وضعية النظافة مقززة ومحرجة بالنسبة لجميع العاملين بها من الأطر الإدارية والتربوية، فضلا عن التلاميذ "البعض منهم ومنهن يعاني من أمراض وحساسيات و...  ووضعية لا تربوية ولا جمالية تداعياتها سلبية ولا تطاق.

إن ما تمت الإماءة له من المشاكل أعلاه، أدت إلى تسيب مهول بالمؤسسة، إضافة لغياب الأمن بباب المؤسسة وبمحيطها، كل ذلك أدى لانتشار العنف والشغب داخل المؤسسة، بل أنتشر ظواهر في أوساط التلاميذ من تدخين للمخدرات وتعاط للشيشا، وحمل للسلاح الأبيض... بل الطامة الكبرى أن ساحة المؤسسة إنقلبت لميدان تلجه عناصر غريبة وأغيار لا تجمعهم صلة بالثانوية، يلحقون أضرارا لا حصر لها بالفئة المتعلمة والتغرير بها، وجرها لما ظهر وخفي من الويلات والمصائب والسلوكات المنحرفة في الجوهر والمظهر.. وأكبر دليل على هذه الأوضاع والمشاكل ما تعرض له السيد مدير ثانوية ابن الخطيب، مساء يوم الخميس 26 أكتوبر 2017، من اعتداء لفظي وبدني من طرف أحد الغرباء، شك في صفته وهو يزاول مهامه بالمؤسسة في الضبط والمراقبة خلال فترة الإستراحة، الأمر الذي استدعى نقله على وجه السرعة على متن سيارة الإسعاف لمستشفى محمد الخامس بالمدينة، وعلى إثر هذا الحدث، سارعت الأطر التربوية من أستاذات وأساتذة العاملين بالثانوية إلى تنظيم وقفتين من يوم الجمعة 27 أكتوبر 2017 "ساعة في الفترة الصباحية وساعة في الفترة الزوالية" تنديدا واستنكارا بهذه السلوكات الجبانة والمشينة واللا تربوية واللاأخلاقية التي تزداد حدتها في الآونة الأخيرة ،وللإشارة هذه الوقفة هي الثانية التي تعبر فيها الأطر العاملة بالمؤسسة: إدارة وهيأة تدريس عن تدمرها وسخطها جراء ما تتخبط فيه الثانوية من المشاكل والمعضلات، وتدعوا بكل مسؤولية الجهات المسؤولة من المديرية الإقليمية والأكاديمية وكل الفرقاء والغيورين والغيورات،على أن تتضافر الجهود، والإنخراط الفعلي في إيجاد الحلول الآنية والمستعجلة، والحيلولة دون من مزيد المشاكل والظواهر، خدمة لفلذة أكبادنا من التلاميذ والتلميذات، وتوفير الشروط المطلوبة للإرتقاء بثانوية ابن الخطيب لمقامات العطاء والنجاح والجودة، وكذا إرجاع الثقة والمكانة التي حظيت بها الثانوية منذ مدة طويلة.