الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

شامة درشول:" لهضرا لي كتعصبني وكطلعلي الوزانية وكتخليني كنغلي غليان"!!

شامة درشول:" لهضرا لي كتعصبني وكطلعلي الوزانية وكتخليني كنغلي غليان"!! شامة درشول
سي المعطي، تعرف جيدا مدى تقديري واحترامي لشخصك، لكن الحق حق:"تقدر تعتبر الحكم ظالم لأن هذا حقك في التعبير والذي هو من سلوكيات الانسان المتحضر في مجتمع متحضر، وليس فقط بندا في ميثاق حقوق الانسان العالمي، لكن ان تضيف عليه ان هذا الحكم هو ظالم فقط لأنه "سيقضي" على سمعة المغرب فالخارج، فهنا اسمحلي، وسمحلي بزاف". 
واش حنا سكان المغرب في الداخل مكاينينشي في الخريطة؟ ما عليناش الله؟ ألا نستحق ان نفخر بأننا نعيش في بلد آمن، نتحدث فيه كما نشاء، ونكتب فيه ما نشاء، ونقول فيه ما نشاء، لأننا واثقون أن هناك عقلاء ينصتون لنا وليس فقط يتسمعون؟؟؟ 
ألا يمكن ان نحل مشاكلنا دون الاستعانة بالاجنبي؟ هل نحن الى هذه الدرجة دولة وشعبا قاصرون وفي حاجة للوصاية الدولية حتى نتحدث الى بعضنا البعض، بدل ان نناقش امورنا، وخلافاتنا، ووجهات نظرنا وجها لوجه، في عقد اجتماعي سليم يجمع الدولة بالشعب؟؟!!
هدشي راه بزاف، وبزاف، وبزاف…
بزاف  كل هذا الاحتقار لشعب  يريد ان يعيش في وطنه مرفوع الرأس، آمنا، حرا!! 
نريد ان نفخر بحريتنا ليس لأننا نخشى على سمعتنا من نظرة الأجنبي لنا، ولكن لأننا نحب أنفسنا، ولأننا نستحق ان يحبنا هذا الوطن الذي اخترنا البقاء فيه رغم كل شيء. 
نستحق أن يحبنا هذا الوطن ليس لأن سيف الأجنبي مسلط عليه يفرض عليه أن  يحبنا، يحترمنا، ويعدل فينا… 
وليس  لأننا نحمل جوازا أجنبيا يمكننا من الفرار متى غرق المركب،
وليس لأننا محصنين بشبكة علاقات دولية واسعة، ولا لأننا محميين بحصانة عائلية…
نستحق أن يحبنا الوطن لأن هذا الحب من حقنا، ومن واجب الوطن تجاهنا، وإن كان الأمان، والحرية،  سيأتي على يد الأجنبي فما عندنا ما نعملو بيهم، فمتى كان الاجنبي يحرث ارض غيره ليأكل الغلة صاحب الأرض؟!!!! 
مشكلة حرية الصحافة، وحقوق الانسان، لا تحل لا في أمريكا، ولا في سخرية من صورة مع بلينكن، ولا في الصحف الامريكية، ولا في خرجات يوتيوبورزية، ولا في استغلال نصف مجنون ليقول ما يخشى العاقل قوله، ولا في حوار الصم بين السلطة، ومعارضي السلطة، ولا في عقلية "سوء الظن" التي تحمل كتابات عادية أكثر مما تحتمل…
مشكلة حرية الصحافة، وحقوق الانسان، تحسم داخليا، وتحل داخليا، وتستوضح بعيدا عن "ثقافة تناوي"، و"اش بغى يقول زعما"، "راه كاين تمى ميساج خلف السطور"، "شي حد كيحرشو"، "شي حد كيكتب ليه"…
مشكلة حرية الصحافة، وحقوق الانسان، وأزمة ثقة بين المواطن والسلطة، بين الصحفي وصانع القرار، بين الناشط والأمني، تحل في مؤسسات المجلس الوطني للصحافة، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني، والمدرسة، والجامعة، ومختبرات البحث العلمي، ومعاهد التفكير، وكل المؤسسات التي تقوم بدور الوساطة المدنية بين السلطة والشعب، للتخفيف من حدة التشنج، وسوء الظن، والتوجس، وتصيغ قوانين هدفها جعل هذا الوطن مكانا صالحا للعيش، وليس تعميق "ثقافة سوء الظن" التي باتت هي القاعدة التي تسمم علاقاتنا،  وتهدد ثقافة "المسامح كريم"، "الساعتو لله"، "بدل ساعا باخرى"، "ساعا حضر فيها الشيطان لعنه الله"، "هاديك امرأة اصحابي واش انت راجل لي كتهدد امرأة؟؟!!!"، وكل تلك الثقافة التي تربى عليها المغربي في وطن به كثير من الجمال، ولا نحتاج للأجنبي ليكون عليه حارسا. 
بالأمس، بعث لي صديق رسالة:"حكمو على الريسوني بخمس سنوات"، أجبته:"للأسف، الحملة التي نظمت للدفاع عنه شابتها الكثير من الاخطاء التي جعلتها تضر به اكثر مما تبدد سوء الفهم المزمن"، رد علي الرجل بما جعل النوم يغادر جفني:"أريد أن اقول هذا، ان اكتبه، لكني خائف". 
الرجل، الاستاذ الجامعي، والكاتب، لم يقصد انه خائف من الدولة، من السلطة، من الأمن، بل خائف ممن نصبوا انفسهم حماة لبوعشرين، والريسوني، والراضي، والزفرافي، بل حماة للشعب، والوطن، كل ما عليك ان تردد وراءة "آمين"، ، وإلا ستوصم بأنك "عياش"، أو "شاريينك صحاب لحال!!". 
الرجل كان خائفا منكم، أنتم الذين تريدون ان تفرضوا علينا ان نحب وطننا بطريقتكم، وانتم لا تختلفون في شيء عن البعض الذي يريد ان يفرض علينا ان نظهر حبنا لوطننا على طريقته!! 
مللنا من ثقافة التماسيح، والعفاريت، ولخوت، وصحاب لوقت، وكأننا نعيش في مملكة الجن وليس في دولة ضاربة القدم… 
الصحافة ليست جريمة، لكن الصحافي ليس فوق القانون، والقانون لا يجب ان ينفذ جافا، بل ان يطبق بروح "الوطن غفور رحيم"، وليس بعقلية"ثلاثة لا ثقة فيهم:"المخزن، والبحر، والنساء!!"، والدولة العميقة في أمريكا لا تختلف عنها في المغرب، وان كان في المغرب بوليس سياسي، وقلم سري، وبنية سرية، فإذن حتى في فرنسا، وامريكا، الدولة العميقة. هي بنية سرية، وبوليسها سري. فلماذا إذن سيخشى المغرب على سمعته  في الخارج مادام نظام  الدولة  العميقة في المغرب شبيه بفرنسا وامريكا؟؟؟!!!!  
 ان كنا فعلا نريد ايقاف هذا المسلسل الذي لا رابح فيه، علينا  ان نحكي الحكاية من بدايتها، وقتها فقط سنصل الى ما قلته أنت:"لم اعد اعرف المغرب". 
وسأقول لك:
"بل قل انك لا تعرف المغرب!!".
——-
ملحوظة:
هذا المنشور مدفوع الأجر، وهو لخدمة اسرائيل، والامارات، والاخوان المسلمين، وقطر، والسويد، وأمريكا، وألمانيا، والشيعة، والكويت، والسعودية، والقاعدة، وداعش، وجزر الوقواق، وكل من تعاملت معهم، ولا أزال!!!