الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

هذا هو الصحراوي الذي وصفه الملك بصاحب العطاء الفكري والأدبي في التراث الصحراوي الأصيل

هذا هو الصحراوي الذي وصفه الملك بصاحب العطاء الفكري والأدبي في التراث الصحراوي الأصيل الراحل سيدي أحمد الرحالي
وهو يبعث بترقية تعزية لأسرته استحضر الملك محمد السادس، متحدثا عن الراحل سيدي أحمد الرحالي، ".. دماثة الخلق، والغيرة الوطنية الصادقة التي تتجسد في تكريس حياته لخدمة بلده بكل إخلاص ونكران ذات، والدفاع عن سيادته ووحدته الترابية، في ولاء مكين للعرش العلوي المجيد، وتشبث راسخ بثوابت الأمة ومقدساتها، فضلا عن عطائه الفكري والأدبي الذي يعنى بالتراث الصحراوي الأصيل"، فمن يكون هذا الصحراوي؟
هو سيد أحمد ولد أمبارك ولد رحال ولد اسويلم، شاعر وأديب ومعتقل رأي سابق، معد ومقدم برامج تليفزيونية تعنى بتقاليد وثقافة الصحراء، ازداد سنة 1944 بمنطقة الساقية الحمراء، ينتمي إلى أسرة عريقة، فوالده أمبارك ولد رحال، فقيه ومجاهد كبير شارك في مجموعة من المعارك كالكليب، واحميم، وبئر غسرمت ضد الغزو الفرنسي، تتلمذ على يده وحفظ عنه القرآن الكريم كما أخذ منه بعضا من العلوم الفقهية والشرعية.
انضم سنة 1970، إلى المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء، التي كان يقودها سيد ابراهيم بصيري، وكان من بين الشخصيات الديناميكية التي لعبت دورا كبيرا في تأطير المنخرطين في التنظيم، اعتقلته السلطات الاسبانية عقب مظاهرات يونيو 1970، وسجنته بالداخلة رفقة العديد من أعضاء الحركة إلى جانب إبراهيم غالي، وعبد القادر الطالب، وكذلك سيد إبراهيم بصيري الذي لا زال مفقودا إلى يومنا هذا.
وسيد أحمد الرحالي هو آخر من شاهده قبل أن تختطفه السلطات الاسبانية من سجن القنديل بالداخلة إلى وجهة غير معروفة.
اعتقل مرة أخرى سنة 1976 من طرف السلطات المغربية، وسجن لمدة 16 سنة بعدة معتقلات سرية كالبيسيسيمي وأكدز وقلعة مكونة، وكان من ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وقد عينه الملك محمد السادس، سنة 2006 عضوا في المجلس الملكي للشؤون الصحراوية.
وفي سنة 2015، وشحه الملك محمد السادس بالعيون، في الذكرى الأربعون للمسيرة الخضراء، بوسام من درجة قائد، نظرا لدوره البارز في هيأة الإنصاف والمصالحة.
وهكذا كان الراحل سيداحمد قامة حقوقية وأدبية في تاريخ الصحراء المعاصر، فحسنات الرجل لا تعد ولا تحصى فقد قدم الشيء الكثير من خلال دفاعه عن مغربية الصحراء في كل الجموع التي يحضر فيها، ومطالبته بالرفع من مستوى عيش الساكنة المحلية، ومنزله المتواضع أضحى قبلة لكل الباحثين والمهتمين بالثقافة الحسانية، فلا يكاد يخلو بحث جامعي له علاقة من قريب أو من بعيد بالصحراء إلا وكان اسم سيد احمد الرحالي مطروحا في لائحة مراجعه.