الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

فردوس: حان وقت إطلاق سراح "عْيُوطْ وَمْكَاحَلْ" بلمسة فرسان "اَلتْبَوْرِيدَةْ"... يا رئيس الحكومة

فردوس: حان وقت إطلاق سراح "عْيُوطْ وَمْكَاحَلْ" بلمسة فرسان "اَلتْبَوْرِيدَةْ"... يا رئيس الحكومة أحمد فردوس
عجبا، ولا مؤسسة واحدة ترافعت ودافعت عن فرسان الخيل والبارود "اَلْبَارْدِيَةْ مْوَالِينْ اَلْخَيْلْ". واجهوني إن شئتم بموقف، أو سؤال كتابي أو شفوي، أو بيان أو بلاغ أو مراسلة للحكومة و وزاراتها ذات الصلة، أو تدخل يشفي غليل "دَاكْ اَلدَايْزْ فِي لَمْرَاحْ مُولْ اَلْبَرْﯕِي وَالسْنَاحْ"، الذي أقفل صندوق عدة الأجداد على لوازم وعدة "اَلتْبَوْرِيدَةْ" منذ شهر مارس 2020 ، بسبب حالة الطوارئ والحجر الصحي لمواجهة الجائحة.
كل المؤسسات والقطاعات في مختلف المجالات و الميادين شمرت عن سواعدها وكشرت عن أنيابها للدفاع عن بقائها واستمرارها في زمن كورونا اللعين، باستثناء فئة فرسان "اَلْخَيْلْ وَالْبَارُودْ" الذين أغلقت في وجوههم كل أبواب الترافع، وتنكر لهم الجميع في زمن الجائحة التي عمقت جراحهم وآلامهم وحرمتهم من "لَمَةْ لَحْبَابْ" ومن إحياء مواسمهم ومهرجاناتهم في ميادين اللعب بـ "المكاحل والبارود" على إيقاع زغاريد الفرح .
عشاق مواسم ومهرجانات "عْيُوطْ وَمْكَاحَلْ" لا خيار لهم سوى فتح أبواب محارك الفرسان في أنحاء المملكة السعيدة، وإعطاء انطلاقة "صُنَاعْ اَلْفُرْجَةْ" لمعانقة ملايين الناس الذين تفرقت بهم السبل بعد تسونامي الحجر الصحي في زمن الجائحة. هم وحدهم قادرون على إبطال سحر ومفعول سلاح كورونا بـ "اَلتْفَوْسِيخَةْ" (فَاسُوخْ وَتْبَاطِيلْ).
رَدَدُوا مع صيحة لمقدم بصوت واحد، ورجع صدى نداء الشجعان في الجبال والمداشر والقرى وضواحي المدن العتيقة "بَالُو اَلصَلَاةْ عْلَى اَلنْبِي...لَمْكَاااااحَلْ...شَدُو اَلْجَمَاتْ أَلَوْلَادْ...اَلْخَيْيْييْييْلْ"، لكن للأسف لم يأبه بندائهم التاريخي من يقرر في ديباجة بلاغ حكومي يعطي الإنطلاقة لسنابك الخيل لتدك مواقع الخوف من المجهول.
فرسان "اَلتْبَوْرِيدَةْ" وحدهم قادرون على طرد طائر النحس من فوق رؤوسنا جميعا، هم الأصدق تعبيرا عن الإنتماء للوطن، وهم حراس تراثنا المادي واللامادي الذي نحصن به أبواب التاريخ والجغرافيا. فرساننا هم تراثنا وموروثنا الثقافي الشعبي ومعمارنا الإجتماعي وعشقنا الأبدي الذي يجمع كل مظاهر الفرح والفرجة تحت سقف خيم "لَمَةْ اَلْخَيْرْ وَاَلْخَيْلْ".
حينما تغنت العيطة بـ "تْكَبَتْ اَلْخَيْلْ" فقد بصمت عمق مغربنا بشجاعة الأبطال في زمن  "لَمْحَلَةْ اَلسُلَطَانِيَةْ" لإخماد انتفاضات المتمردين، وطرد الغزاة، والمتربصين بالأرض والعرض، ولم يكن للبكاء حضور في أعيننا الجاحظة: "بَكَانِي رْكُوبْ اَلْخَيْلْ اَلْحَبَةْ مَغْشُوشَةْ وَالْبَارُودْ قْلِيلْ". فلماذا تخنقون البنادق بكاتم الصوت (مْكَاحَلْ اَلْبَارُودْ)، وتعتقلون الخيول في إسطبلاتها ومرابطها، وتكبلون الفرسان في صيف مواسمنا ومهرجاناتنا الموسومة بعبق التاريخ والحضارة؟
خيول عبدة تصهل ثائرة مثل أمواج البحر، و أعراس المهرجانات تترقب انخراط فرسان دكالة والرحامنة وأحمر ورفاقهم "اَلْخِيَالَةْ" هنا وهناك من مختلف القبائل، الذين يذرفون دموع الشوق والحنين لاسترجاع الأمجاد بمحارك البارود، شجعان الشاوية إشتاقوا للحيك والسيف ونقع غبار الأرض الطيبة، سنابك الجنوب تحرس رمال صحرائنا في انتظار ساعة الصفر، وخيول الشرق تغني سنفونية حراسة بوابتها بحرا وبرا وجوا. 
شعب "اَلْخَيْلْ وَالْبَارُودْ" على أهبت الإستعداد لمواجهة العدو "كورونا" بما يليق من إجراءات احترازية ووقائية بفضاءات أعراس "اَلْعَيْطَةْ وَاَلْخَيْلْ" في الهواء الطلق. فماذا تنتظرون يا من تقررون في مصير الوطن؟
فرسان "اَلتْبَوْرِيدَةْ" ومن على شاكلتهم، في صيفنا المشبع بمنتوج حصاد وافر، قادرون على ضخ أوكسيجين الحياة وإعادة الروح في جسد صناعتنا التقليدية، وتحريك عجلة اقتصادنا التضامني والاجتماعي، بل أنهم قادرون على إدخال الفرحة في جيوب الصانع والحرفي.
ماذا تنتظرون يا من وضعت في أياديهم أختام بلاغات الليل والنهار؟ لقد حانت ساعة رائحة البارود، وصناعة الفرح والفرجة ورسم الإبتسامة على وجوه الناس، بعد أن حكمت عليهم الجائحة دون محاكمة تليق بعدالة قضية "مَالِينْ اَلْخَيْلْ وَاَلْبَارُودْ" (حكمت عليهم) بـ 16 شهرا دون حركة، دون تنقل، دون تواصل، دون لَعْلَعَةْ اَلْبَارُودْ عْلَى ﯕْـصَاصْ اَلْخَيْلْ؟
تجردوا من أنانيتكم ونرجسيتكم، وعبروا عن انتمائكم للوطن، صوغوا بلاغا وطنيا يفتح أبواب خزائن التراث المغربي الأصيل، امنحوا الفرصة لـ "شعب الخيل والبارود" و "لَمَةْ اَلْخَيْرْ أُو لَحْبَابْ" ليتحقق ما عجزت عنه عقولكم وقراراتكم، أضيفوا جرعة الحب والعشق لتلقيح مواسم ومهرجانات "سَنَابِكْ اَلْخَيْلْ وَاَلْبَارُودْ"، إنها ترياق الفرح أمام القلق النفسي و الغضب والحزن عميق الذي اكتسح ميادين الجمال والنخوة.
ماذا ستقدمون لمغاربة العالم من أطباق تامغربيت؟ بعد أن اعتقلتهم الجائحة منذ شهر مارس 2020 في غربتهم، ها هم حلوا بيننا في ديارهم مع أهاليهم وأسرهم وعائلاتهم لإحياء روابط الإنتماء والوطنية الصادقة وروابط الدم والقرابة؟ 
لقد كان قرار الملك حكيما في شأن عودة جاليتنا المغربية، لكننا ننتظر جرعات من الأمل مخضبة بصهيل الخيل ونقع غبار سنابكها ولعلعة البارود في سماء الوطن لتبتسم الحياة في وجه شعب الخيل والبارود وفرسان مغاربة العالم. (هل تعلمون أن من بين مغاربة العالم فرسان ألفوا صيف المواسم ومهرجانات التبوريدة ويخططون لها كل سنة للمشاركة؟)
إن المواسم والمهرجانات ذات الطعم التراثي المغربي الأصيل قادرة على فك العزلة في زمن الجائحة، وباستطاعتها تنشيط دورة الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وإعادة الحيوية في مفاصل أسواق باديتنا وحاضرتنا حتى أبعد نقطة من مغربنا العميق...فهل من مجيب ؟.