الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

خالد أخازي: على والي بنك المغرب أن يعتذر...

خالد أخازي: على والي بنك المغرب أن يعتذر... خالد أخازي
أغضب الجواهري والي بنك المغرب الأحزاب السياسية حين وصفها بالباكور والزعتر...
والحقيقة أن الذي كان عليه أن يغضب هو الباكور الذي أطعم المغاربة ولم يتخل عنهم لا صيفا ولا شتاء، ومازالت شجرته رمز العطاء والكرم، ولم تخذلهم حتى في سنوات الجفاف...
الذي كان عليه أن يحتج على الجواهري هو الزعتر، هذه النبتة العطرية، ذات الرائحة الجميلة، خلافا لعفن ونتونة بعض الأحزاب السياسية التي فاحت حتى أزكمت الأنوف...
هذه النبتة التي لا تأخذ شيئا وتعطي نهكة الطعام، ومنقوعا دواء للسعال وعدة أمراض، خلافا للأحزاب السياسية المغربية، تأكل الغلة وتسب الملة، بعضها ينخره الفساد والعطب، واغتنى من العمل السياسي... وبعضها ممنوع على زعمائه تحمل أي مسؤولية رسمية، وبلا حياء يريدون اعتذار عن مدح لهم ليس في محله...
الزعتر دواء وطعم وعطر، والأحزاب داء وعلل وريع سياسي...
طبعا بعضها...
الزعتر... يذكرنا بتل الزعتر... في قصيدة درويش...بملاحم الصمود والحرية..
الباكور... هو التين في أوله بزهرته الجميلة...
هو العطاء والبهاء وفاكهة الفقراء والأغنياء..
هو في النهاية حين يجف يغدو " الشريحة " التي تقدم صدقة عند زيارة موتانا في المقابر....يجف ويحن... الأحزاب كلما شاخت خرفت وقست قلوبها ... وجنت حد توريث المناصب.. والمسؤوليات
الزعتر الذي ظلمه والي بنك المغرب..
هو طعام على موائدنا في رمضان...
فهل تستحق الأحزاب المغربية كل هذا المدح...؟
زعتر الجبل... زعتر درويش... الزعتر في مطبخ أمي وجدتي... الزعتر العبق.. الزعتر... الزعتر..
هل يستحق الباكور أن يتم الحط من مكانته والمس بكرامته وتشبيه الأحزاب به...؟... والباكور عنفوان وزهرة ثم فاكهة ثم صدقة، وهي متآكلة... منهكة... شائخة... يرتع بعضها في الريع الحزبي والسياسي...
سيدي الجواهري...
عليك أن تعتذر للباكور والزعتر...
خالد أخازي، إعلامي وروائي