الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز : الباكور والزعتر ...والجواهري تايتبختر.. "... يقتلنا ويسرق جثتنا ويبيعها.. !!!"

أحمد بومعيز : الباكور والزعتر ...والجواهري تايتبختر..  "... يقتلنا ويسرق جثتنا  ويبيعها.. !!!" أحمد بومعيز
..قد يكون الحنين، أو هو الحنين، يا سيدي الوالي الجواهري، وسيد الأبناك الغنية والمتخمة بسعر الفوائد وكلفة الخدمات..
..هو الحنين سيدي الجواهري لزمن كنت فيه وزيرا لمالية الدولة وهي تغرق في سوء تدبير التيقنوقراط للمرحلة إياها.. في بداية التمانينيات من القرن الماضي. إبانها أملت عليكم المؤسسات المالية الدولية برنامج التقويم الهيكلي المشؤوم ...وأنتم بخنوع المنفذ قومتم وهيكلتم وأفقرتم الشعب ودمرتم الأجيال..وقاوم من قاوم وانتفض من انتفض،من أبناء الشعب ومن الأحزاب التي صارت في نظرك الآن باكورا وزعترا..وكنت انت لا غيرك الوزير آنذاك للمالية ، تدك القدرة الشرائية للمواطن وترهن مستقبله وتهدي عرقه ودمه قربانا لمؤسسات النقد الدولي مقابل شيئ من الرضى، وشيء من الامتيازات لكم ،ولكوكبة من النافدين والبيروقراط  والمستغلين للظرفية وللسياق مثلك..ألم  تكن يا سيادة الوالي شاهدا على شهداء الكوميرا كما سماها رفيق دربك وعرابك آنذاك إدريس البصري؟؟
وقد يكون للذاكرة حين نفقدها أو نتناساها تأثير على الخطاب..أو قد نتوهم أن التاريخ ينسى...فيا سيدي وزير المالية المغربي في أحلك مراحل الإقتصاد المغربي وفي عز الرصاص وعهده ،نذكرك أنك أنت وأمثالك من أوصل البلاد إلى الأزمة التي تتدعي قدرتك على الإفتاء في أسبابها...السبب أنتم..وأنتم السبب في أزمة الاقتصاد والسياسة والتنمية والأحزاب والجمعيات والمؤسسات. ومن كان طرفا في الأزمة لن يكون طرفا في الحل. والتاريخ يعفيه من مهمة الوعض والإرشاد، يحاسبه بتهمة التهافت و قول الزور وادعاء الحكمة . 
سيدي الوالي الحكيم..يا مفتي الباكور والزعتر، فعلا الأحزاب صارت أكواما من الزعتر والباكور لأنها لم تطالب بمحاسبة كل من كان مسؤولا عن خيبات الوطن والأجيال، وعادوا بعد أن نومونا بشعودة وأوهام الخبرة والأقدمية أنهم قادرون وحدهم  على إعطاء الدروس لكل الأجيال وكل المؤسسات وكل الأحزاب..فهم نفسهم من قال فيهم درويش " أتقتلني وتسرق جثتي وتبيعها..؟؟ " ..
سيدي الوالي، وأما بعد ، فماذا عن الأبناك الجميلة والفاخرة التي تحرسها؟؟
 هل ضحت وضحى مالكوها الأثرياء كما ضحت الأحزاب والمناضلون في البلد؟
هل تعلمون السيد الوالي أن للأبناك مهام وواجبات اتجاه الوطن أخرى غير احتساب الفوائد واقتطاع الرسوم ومراكمة الأرباح السهلة وتلميع زجاج واجهات الوكالات ؟؟ 
هل اعتباركم ووصفكم للأحزاب بالباكور والزعتر تعتبرونه حلا لأزمة السياسة والتنمية في البلد؟
هل تريدون سيدي الوالي الشيخ الملم العالم الشاهد على الخيبات أن تصدرون الفتوى والنظرية المثلى ،بأن الدولة تستقيم بدون أحزاب ؟؟؟ والأحزاب مجرد باكور وزعتر؟؟
هل فعلا كنتم أنتم معشر التيقنوقراط نموذجا لا باكورا ولا زعترا في عهدكم؟؟ هل كنتم جواهر عقد محكم ؟؟؟ 
نعم ..وأقول نعم ،لم يكن عهد التيقنوقراط وعهدكم باكورا ولا زعترا..كان حنظلا وزقوما...دقناه وشربناه حد الارتواء..
فيا شيخ الأولياء والولات الذي يزرع اليأس في الأجيال، وينسف الأحزاب والسياسة، تمهل قليلا..
 واعلم أن للتاريخ ذاكرة..وأن لكل دجال مدة صلاحية. وللباكور والزعتر بقية..
فلا تتبختر كثيرا ..