خلافا لعدة قطاعات اجتماعية التي فضلت الركون للانتظارية، والاكتفاء بالحلول السهلة في زمن الجائحة كالإغلاق وتطبيق مقولة" سد لباب ومريضنا ما شاف باس"، قدمت وزارة أمزازي موسما دراسيا إبداعيا، مجتهدة في ابتكار حلول وبدائل على مستوى الزمن المدرسي وزمن التمدرس وأنماط التدريس، وتدبير قدراتها البشرية والمادية وفق المعطيات المتجددة، دون إرباك للموسم الدراسي، اختارت الحل الشجاع بعدم الإغلاق الشامل كخيار وحيد، وعدم تعطيل الحياة المدرسية، مجتهدة في حلول وصيغ مغربية مائة في المائة ، ضمان تدريس صحي وشامل في زمن الوباء بتنويع الصيغ والأنماط والوضعيات التعليمية والبيداغوجية، وتكييف مضامين الامتحانات وفق ما أفرزه مؤشر تحقق المنهاج الدراسي.
وجاءت محطة الامتحانات الإشهادية، لتبرز مدى توفر أطر وزارة أمزازي محليا وجهويا ووطنيا على مهارات وقدرات للتكيف السريع، والتحول من خطاب وصف الأزمة إلى مشروع تدبير الأزمة، الذي فتح هامشا كبيرا للمبادرة وتبادل التجارب الناجحة.
لا عيب أن نصفق لأمزازي وأطره، على إنجاحهم لموسمين دراسيين بعقلية إبداعية حمت المغرب من الستاتيكو التربوي، وماكان لهذا أن يتحقق لولا تلاحم جميع الفاعلين والفاعلات في المنظومة التربوية، ووجود قيادة تروية مبادرة ومنفتحة، ووعي بالتحديات الكبرى، فالسيادة التربوية، تستمد من مصداقية القرار التربوي واستقلاله، ومصداقية الشهادات، وهذا هو الرهان الذي ربحه أمزازي، وسط رزمانة من الإجراءات المتوازية والمنهكة.
وفي السياق ذاته، ستعطي لأمزازي الوزير والمصلح والأكاديمي والسياسي العلامة الكاملة كوزير مبدع ومتميز، حين يتم الوفاء بجميع التعهدات القطاعية، وطي الملفات العالقة، التي حتما تعاني في دهاليز وزارة المالية وتحديث الإدارة، وفرض رؤيته على الجهات المعطلة لمشروع الإصلاح بأساليب بائدة تصل اصطناع الأزمات.