الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

المداخل الثلاثة لهزيمة عسكر الجزائر والرئيس تبون في الانتخابات التشريعية

المداخل الثلاثة لهزيمة عسكر الجزائر والرئيس تبون في الانتخابات التشريعية مشاهد من العنف الذي رافق الانتخابات بالجزائر وفي الإطار شنقريحة وتبون في قلب العاصفة
في سياق مواكبته للانتخابات التشريعية التي جرت بالجزائر، رصد يزيد البركة (القيادي بحزب الطليعة)، ثلاثة مداخل اعتبرها نصرا معنويا للشعب الجزائري، وبالمقابل انتصبت هذه المداخل كهزائم متتالية للعسكر وللرئيس تبون.
"أنفاس بريس"، تتقاسم مع قرائها قراءة يزيد البركة:
 

رغم انشغالي لم أستطع أن أفوت المتابعة الدقيقة للانتخابات التشريعية الجزائرية التي جرت أمس، وفي تقديري فإن العملية كانت هزيمة سياسية معنوية للعسكر وللرئيس الجزائري، وستكون لها عواقب في المستقبل على النظام ,وقد بينت عدة حقائق مهمة منها

 

أولا، تراصت كتلة شعبية واسعة ضد النظام، ليس من موقع العزوف الانتخابي، بل من موقع رأي سياسي مبلور في شعارات كبيرة في مقدمتها دولة مدنية وليس عسكرية؛

 

ثانيا، ظهور ارتباك في صفوف النظام كشف عدم القدرة على تمرير عملية الانتخابات بطريقة قابلة لأن يبلعها الرأي العام الدولي؛

 

ثالثا، إعلان الرئيس أن نسبة المشاركة لا تهمه لما توصلت السلطات إلى الاقتناع في وسط النهار أن المقاطعة واسعة ، يبين أن العسكر قرر الهروب إلى الأمام...

 

كان جنوب الجزائر وشرقه، في كل انتخابات، يصوتان صباحا، وقد أعلنت اللجنة المشرفة في العاشرة صباحا، أن المشاركة لم تبلغ أربعة في المئة، حينذاك اتضح للسلطات أن الوعاء الانتخابي القديم للعسكر قد مسته أيضا عدوى المقاطعة؛ وفي الرابعة مساء، أعلنت اللجنة أن معدل المشاركة بلغ 14 في المئة.

 

كل المكاتب كانت فارغة من المصوتين، ولا تسجل كاميرات الصحافيين المستقلين إلا أفرادا قليلين بين الحين والآخر، لكن بغتة في المساء ظهرت وجوه وصفوف طويلة بعض الشيء في بعض المكاتب وتدل هيئاتهم، مثل حلق الشعر، على أنهم جنود، وهذا يدل على التكليف المباشر من قيادات العسكر والأجهزة الأمنية للجنود والموظفين الحاملين للسلاح بالتصويت كأوامر مشددة، ومع ذلك فإن نسبة 30 في المئة المعلنة هي هزيمة سياسية..

 

لابد من إبداء ملاحظة تتعلق بالحراك، ففي ما ظهر أنه بلغ درجة عالية من الالتفاف حول أهداف سياسية، فإن قيادته لم تستطع لحد الآن أن تبلور تكتيكات غير مكلفة وذات مردودية سياسية وتعبوية وتنظيمية في أوساط الشعب، والاكتفاء بالأسلوب الوحيد، وهو النزول إلى الشارع سيؤدي إلى دورة مغلقة يدور فيها الحراك بدون مخرج، مع إشارة تبون إلى التصعيد حين أكد على أن نسبة المشاركة لا تهمه.