الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

"غزة"... كلمة السر لإسقاط "الرباط" و"سبتة"!!

"غزة"... كلمة السر لإسقاط "الرباط" و"سبتة"!! سعد الدين العثماني
إلى المنافقين بالمغرب الذين يجعلون من قضية "غزة" مزادا علنيا لاستعراض عضلاتهم في الشارع.
 إلى المضللين والغوغائيين الذين يتزينون بالكوفيات الفلسطينية، من سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة وهلّم جرّاً، يلفون بها أعناقهم للزينة والاستعراض والتظاهر مثل أي أكسسوار، كما يلبسون ساعة أو خاتما في حفل خاص. بعد انتهاء الحفل الاستعراضي يعيدون الكوفية إلى مكانها ويغلقون عليها داخل دولاب مظلم، في انتظار حفل قادم!!
إلى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال بالمغرب، أخصّ هذا الحديث وأبعث هذه الرسالة:
لا تضيعوا "سبتة" و"مليلية" المحتلتين
لا تضعونها تحت نعالكم
لا ترموا بلاغ البرلمان الأوروبي "المسموم" في سلة مهملات
لا توصدوا قلوبكم
لا تشمعوا آذانكم
اجعلوا "سبتة" السليبة و"مليلية" الموءودة قطعة من قلوبكم ونتفة من أكبادكم
دفئوا أعناقكم بمناديل من عطرهما
أخرجوا حناجركم
لا تكتموا أصواتكم
لا تخونوا وطنكم
"سبتة' قبل "غزة"
"مليلية" قبل "أريحا"
فلسطين على مرمى "قلب"، لكن المغرب على مرمى "عين" و"كبد"
ليس هناك ما هو أغلى من التراب. ترابنا تدوسه إسبانيا، دم شهدائنا تشربه أوروبا.. اسألوا سنابك الخيل، جسّوا نبض التراب، أنصتوا لهمس المساجد والكنائس، لتسمعوا أصوات الاشتياق للوطن.
لمَ تحجّرت ألسنتكم؟ لمْ تصطفوا في الشوارع وتقسموا الطوابير إلى درجات:
الأنبياء أولا، والزعماء ثانيا، والأولياء ثالثا، والصحابة رابعا، والتابعين خامسا، وتابعو التابعين سادسا، و"الذباب" في ذيول الطوابير، ومع ذلك هم من تسمع طنينهم، ووقع حوافرهم!!
أين اختفت غيرتكم؟ كيف ذابت "سبتة" و"مليلية"مِلْحاً في عيونكم؟ كيف لعقتكم جراحها عسلاً في شفاهكم؟ كيف شربتم عارها نبيذاً في كؤوسكم؟!
أهانتكم أوروبا.. سخرت منكم إسبانيا.. طعنتكم الجزائر.. 
فماذا أنتم فاعلون؟!
تفتحون الدولاب، تخرجون الكوفية، ترشًون فوقها عطرا فرنسياً أو أمريكياً، وربّما إسرائيلياً، لا تهمّ جنسية العطر ولو كان مصنوعا من جلد الخنازير. تفتحون مرائب أحزابكم ونقاباتكم وجمعياتكم، لتخرجوا شعارات من الحفل الجماهيري السابق، وتذهبون في قوافلكم صوب الرباط عاصمة الاحتجاج وكرنفال الاستعراضات، يختلط اليمين مع اليسار، الإخواني مع الماركسي، تجار القضية الفلسطينية مع بائعي صايكوك والحلزون. ألسنا في "مزاد" لبيع الضمائر؟! 
لكن الغريب في الأمر كله أن الإعلان كان كاذبا من البداية.. صفحة فايسبوكية كتبت "يوم التضامن مع غزة" وهي كانت تريد كتابة "سبتة".. بحكم العادة والعرف تسقط "سبتة" وتحيا "غزة"."غزة" كلمة السرّ لاحتلال الرباط وإسقاط "الموروث المغربي" !!