الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب دبيش: الدولة ارتكبت أخطاء في التربية على المواطنة

عبد الوهاب دبيش: الدولة ارتكبت أخطاء في التربية على المواطنة عبد الوهاب دبيش
لم اشاهد في حياتي ولا في بلدان العالم مواطنين يجلدون وطنهم صباح مساء مثلما يفعل بعض المغاربة مع بلادهم!!؛
في كل بلدان العالم الوطن مقدس والدولة أكثر، خصوصا حين يكون الوطن معرضا لهجوم الاجنبي او لتكالب الآخر عليه...
هنا ترى بعض المحسوبين على الوطن يكيلون لبلادهم كل انواع الايذاء سواء بالفعل او بالكتابة العدوانية التي تجعل البلاد في حيرة من امرها هل تحارب الاجانب او تحارب مواطنيها!!؟
قد يعتبر البعض ان الدولة لا تعكس طموحاته او متمنياته، فيكيل لها من التهم والسباب ما يعتقد به انه يريد ان يصلح من حال البلاد، وواقع الحال يقول ان الوطن والدولة كيان واحد لا يحق للمواطن ان يتكالب عليه، خصوصا حين يكون في صراع مع الاجنبي حول البقاء! نعم انه في صراع وجودي يتطلب من مواطنيه الالتفاف حوله والتضامن معه ظالما أو مظلوما.
حقيقة ان الدولة بسياساتها ارتكبت اخطاء في منظومتها التربوية التي غاب فيها شق التربية على المواطنة والتربية على حب التاريخ، والتصالح مع هذا التاريخ بصفحاته البيضاء والسوداء دون تمييز بين ما يشرف صوته او يضرب ماهيتها.
لكن هذا التقصير لا يجب أن يكون سببا لجلد الوطن والبلاد في حربها مع الاخر !! لان ذلك يشجع على الخيانة التي هي اسوا خصلة يمكن ان تصيب البلاد!.
إننا نعيش في جزيرة على حسب وجهة نظر الفيلسوف والمؤرخ العروي؛ نعيش في جزيرة مجازيا لان كل جيراننا اعداء حقيقيون للبلاد.
الجوار الشرقي اصاب اهله الجنون وانساق وراء صراع ايديولوجي لا مكان فيه للحوار معه أو للتصالح معه بشكله الحالي!
بصراحة كان هذا الجوار صادقا مع اختياراته منذ ازمة الصحراء المغربية، فقد جاء في قصاصة لجريدة منسوبة الى هذا الجوار قولها في بداية 1976ان جوارا طبيعيًا بين الدولتين يعني ازالة أحدهما!! تصريح لم يحد عن أهدافه الاستراتيجية المرسومة في مؤسسة العسكر بهذا البلد.
الجوار الشمالي لم يكن يعتبرنا غير عدو استراتيجي لا يمكن مهادنته الا لأجل خدمة مصالح عابرة!!
هذا هو وضعنا في مجال يحيط به الأعداء؛ وهو ما عنى به العروي أن شعبه يعيش في جزيرة معزولة الا من نفسه؛ لأجل ذلك فالأحرى بمواطنيه ان يكونوا اول من يحميه من ضربات الآخرين، قدر هذه البلاد ان لا تعتمد الا على مواطنيها، وهذا في حد ذاته تحد يفرض الالتفاف حول قضاياه، وهي قضايا وجودية تعني في نهاية المطاف ان نكون أو أن نفنى.
وإذا كان من خلاصة يمكن الخروج بها في مثل هذه الحالات هي أن تلجأ الدولة الى تعبئة مواطنيها مهما كانت توجهاتهم للدفاع عن البلاد لأنه السبيل الأوحد ...للخروج من النفق.