الأحد 19 مايو 2024
فن وثقافة

حتى لا تتلطخ صورة فنانين اختاروا "الفايسبوك" لفضح أسرار بيوتهم..

 
 
حتى لا تتلطخ صورة فنانين اختاروا "الفايسبوك" لفضح أسرار بيوتهم..

جميعنا يعلم أن الإنسان بطبعه ميال إلى اكتشاف الجديد، ومعرفة ما يكتنفه عالم الغموض من أسرار. كما أن صفة الميول هاته تزداد درجات حين تتعلق بأناس معروفين جماهيريا، إذ تجد العيون متربصة لتلقي خبر شخصي عن هذا الرياضي أو تلك الممثلة، وحبذا لو تعلق بحياتهما الأسرية.

والمعلوم أيضا أن شبكات التواصل الإجتماعي ساهمت بشكل كبير في تحقيق هذا المنى للممتبعين، حتى أنه لم يعد يمر يوم دون أن تصادف نبأ أو صورة لفنان أو فنانة يحيلان على أدق تفاصيل التحركات وإن من غرف البيوت والفنادق.

والحقيقة، أنه وإلى حدود هذا المستوى يصح التجاوز، إنما ما لا يستقيم مع منطق سليم هو تلك الخرجات التي تكاد أن تصير روتينا لأشخاص مشهورين، ينشرون من خلالها مشاكلهم الأسرية، وتحديدا الزوجية، بل واتخاذ تلك المواقع منبرا لتبادل التهم والسب والوعيد بالإنتقام أحيانا. الأمر الذي يفضح أمورا يستحب أن تظل في علم المعنيين بها، نظرا لانعدام أي إضافة قد تسديها لهم، وحتى إن كانت فلا تخرج عن تشويه الصورة التي طالما احتفظ العموم بها عنهم.

ولو أنه أصبح من الصعب سرد جميع النماذج التي اقتفت، وللأسف، هذا النهج المعاق لتسريب ما يجري خلف جدران بيوتها، يبقى من الأقرب إلى الذاكرة ما وقع بين الممثل هشام بهلول وطليقته من خلاف بلغت حيثيات مجرياته جميع المغاربة، حتى صار في علم القاصي والداني سبب انفصالهما، وكيف دخل "فيروس" اللاتوافق وهما بالديار المقدسة، فضلا عن ضلوع "النسيبة" و "اللوسة" في ذلك النزاع، وكيف تحملت هذه الزوجة السابقة عناء رعاية الممثل وهو في أحلك الظروف بعد حادثة السير.

إنها فعلا أحاديث مخجلة ولا في "أحاديث الحمامات"، والأفظع، كما سبق الذكر، تعلقها بأفراد من المفروض أن يحرصوا على كتمان خصوصياتهم أكثر من أي مواطنين آخرين. ولعل من سخرية القدر، أن تراخى هذا السلوك إلى "بهلول" آخر، ولو أن اسمه الحقيقي محمد عزام، الذي عرفنا عبره وعبر زوجته أيضا ما يستحيل معرفته من غيرهما، والأفظع أن التطورات امتدت إلى القذف بالخيانة وتشويه السمعة، وكأن الطرفان لم يجمعهما يوما سقف واحد، أو مرت عليهما لحظات حب متبادل.

بهلول المنشط وبهلول الممثل، ليسا، كما سبقت الإشارة، سوى غيض من فيض لباقي السيناريوهات المماثلة، والتي حان الوقت للدعوة إلى القطع معها، وهجرها إلى حيث لا رجعة. فصحيح أن الفنان أو الرياضي أو السياسي بشر ويعيش أيامه بالحلو والمر، لكن على أساس أن تبقى حبيسة حياته الخاصة، ولا تتعداها إلى الشارع وفضاءات المقاهي، مع العلم أن "سخونية الراس كترجع بالبرودة"، والأكيد أن العديد ممن كشفوا عن أسرارهم يتوجعون الآن ندما على كلام أفلتوه من أفواههم في لحظة تهور. ولولا قساوة هذا الإحساس لما قال أحد الفلاسفة "أن تندم على قول لم تقله أفضل من الندم على قول قلته..".