الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

أمين السالمي: البام اليوم بدون بوصلة في "زمن التعليمات"

أمين السالمي: البام اليوم بدون بوصلة في "زمن التعليمات"

ما وقع ويقع اليوم في البيت الداخلي لحزب الأصالة والمعاصرة يثير الشفقة والاشمئزاز في ذات الآن على بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب، أو من أضحوا ينعتون بـ "الإلياسيون الجدد". نعم أولئك الذين يصارعون الزمن للظفر بمناصب عليا، أو أخرى ذات مسؤولية سواء في المؤسسة الحزبية أو في مجلسي البرلمان أو في بعض مؤسسات الدولة قبل التأشير على استقالة "العراب"، وذلك على نهج "الإلياسيون المحترفون" الذين عرفوا من أين تؤكل الكتف، والذين اغتنوا بمشروعية أو بدونها على حساب التنظيم الحزبي والوطن، وراكموا الأموال، بطرق لا يعلمها إلا العالمون بخبايا ما وقع ويقع في تلك الفيلا الواقعة في شارع محمد السادس بالرباط قبالة سفارة المملكة العربية السعودية، بعلم الإلياس أو بدون علمه. صفقات، طلبات عروض وأظرفة بالدراهم والملايين. منها ما هو علني، سلك المساطر القانونية، ومنها ما فوت تحت جنح الظلام في ذلك المقهى الشهيرة بأكدال الرباط أو في فنادق الهرهورة على ضفاف المحيط الأطلسي.

أشياء كثيرة. وكثيرة هي مآسي الباميات والباميين الذين انطلت عليهم خدعة "الإلياسيون الجدد"، أو أولئك الذين خانتهم العاطفة طمعا في منصب ما، بناء على وعد ما، قطعه "قيادي" لم يضمن حتى ثمن جعته في مكان حقير في مكان ما، دون الحديث عن أولئك "القياديين" الذين نصبوا على "مناضلين" في هكذا فواتير، ونخر الفساد أجسادهم، ومازالوا يدعون محاربة الفساد والاستبداد، واستعدادهم لخوض حروب ولو أنها تبقى مجرد افتراضية ووهمية ضد هكذا خصوم يتملقون لهم نهارا، ويهاجمونهم ليلا تحت قرع الكؤوس.

بوضوح تام.. البام اليوم بدون بوصلة في "زمن التعليمات"، وهو في حاجة إلى التخلص من أولئك الإلياسيين الذين استرزقوا واغتنوا باسم الزعيم. البام في حاجة لما تبقى من حكمائه الذين يجسدون الهوية الحقيقية للحزب، والذين ينتمون لجيل المؤسسين والرواد في ظل الغموض الذي يكتنف هويته.. هذا في الوقت الذي أجمع فيه أعضاء المكتب السياسي للبام في ذلك الاجتماع "التاريخي" على ضرورة إجراء افتحاص قانوني لمالية وإدارة الحزب، وإماطة اللثام عن "الجرائم" التي ارتكبها بعض المنتفعين من "الجرار"، والذين انفردوا بالقرار وأبرموا الصفقات في غفلة من "أعين الزعيم" قبل وبعد السابع من أكتوبر.. طبعا ومما لاشك في ذلك إن البام في حاجة إلى وكيل عام للملك لتنقيته من بعض الذين أساؤوا إلى "سيرته الأولى"..