يعيش أفراد الجالية الراغبون في العودة إلى المغرب، بعد إعلان الحكومة فتح الحدود الجوية والبحرية جزئيا، في حيْرة من أمرهم، بسبب عدم وضوح البلاغ الحكومي المحدد لشروط العودة خاصة فيما يتعلق بضرورة توفر المسافر على اختبار PCR لا يتعدى 48 ساعة قبل دخول التراب الوطني.
وتعرف مواقع التواصل الإجتماعي جدلا واسعا حول الشروط التي وضعتها الحكومة من قبيل هل الشخص الذي قام بعملية التلقيح عليه أن يتوفر على اختبار PCR ؟ أم أن هذا الإختبار فقط للأشخاص الذين لم يلقحوا بعد؟
واشترطت الحكومة على المواطنين المغاربة الذين يريدون الدخول إلى المغرب ابتداء من 15 يونيو أن يقدموا قبل الصعود إلى الطائرة اختبار PCR لا يقل عن 48 ساعة، لكن هذا الإجراء سيطرح إشكالا كبيرا أمام المغاربة الراغبين في العودة إلى بلدهم، بسبب حصر مدة صلاحيته في ثمان وأربعين ساعة، فكيف للمسافر يوم الإثنين أن يتوفرعلى تحاليل مختبرية تقل عن 48 ساعة علما أن جل إن لم نقل كل المختبرات لا تشتغل أيام السبت والآحاد.
ويتساءل عدد كبير من مغاربة العالم عما إذا كانت الحكومة المغربية استعانت بخبراء في مجال الهجرة والمهاجرين الذين يعرفون جيدا واقع بلدان الإقامة أم أنها أقدمت على نسخ شروط العودة بشكل ارتجالي.
ولعل أكبر إشكال تعاني منه الجالية المغربية منذ الإعلان الحكومي هو الإرتفاع الصاروخي لأسعار تذاكر الطيران والبواخر واستغلال شركات الطيران لهذه الأزمة من أجل نهش جيوب المواطنين المغاربة، الذين نالت منهم الأزمة الإقتصادية بسبب تداعيات جائحة كورونا، حيث يتراوح سعر ذهاب فقط في الأسبوعين المقبلين من ميلانو إلى الدار البيضاء ما بين 350 و 600 أورو.
هذا الإستغلال البشع كان يمكن تفاديه لو أن الحكومة فكرت بالموازاة مع إعلان شروط العودة أن تعقد اتفاقيات مع شركات الطيران كتوفير أسعار جزافية أو أن تفرض رحلات إضافية للتخفيف من الضغط الذي كان سببه الإغلاق، لا أن تترك مغاربة العالم يواجهون مصيرهم لوحدهم.
ويستغرب مغاربة إيطاليا كيف أن عددا الجاليات المقيمة بإيطاليا يستفيدون من " تسعيرة طيران إثنية " أي أسعار خاصة بتلك الجاليات إلى بلدانهم في حين تعتبر الجالية المغربية من أكبر الجاليات بإيطاليا وليس لها هذا الإمتياز.
إن مغاربة العالم من خلال" عملية مرحبا" لا ينتظرون قرورات الماء المعدني وهي في حد ذاتها عملية إشهارية لا تخلو من علامات استفهام، ولا ينتظرون لافتات الأبناك بعبارات الترحيب والمختارة بعناية، ولا لشعارات هنا وهناك ..... مغاربة العالم ينتظرون من يآزرهم في محنتهم في غربتهم المزدوجة في بلدان الإقامة وفي وطنهم، أفراد الجالية لهم من المشاكل والقضايا العالقة ما يتطلب من الحكومة ومجلس الجالية و كل المؤسسات ذات الصلة والإهتمام أن تناقش بجدية تلك القضايا.