الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

رشيد لزرق: الاستحقاقات القادمة ينبغي أن تكون محكا لتنزيل النموذج التنموي الجديد

رشيد لزرق: الاستحقاقات القادمة ينبغي أن تكون محكا لتنزيل النموذج التنموي الجديد رشيد لزرق

تميزت العشرية الأخيرة في كنف الدستور 2011 بحكومات اتسمت بالضعف الدستوري، والحال أن النموذج التنموي الحالي هو مشروع وطني يلتف حوله الجميع.

 

وعليه يمكن القول إن الاستحقاقات القادمة ينبغي أن تكون محكا لتنزيل هذا المشروع ومعالجة الملفات المهمة، وكذلك توفير البيئة المناسبة للاستثمار ومكافحة الفساد والبيروقراطية. إضافة إلي ذلك الدفع في اتجاه تنشيط الاقتصاد وتحقيق الاستقرار المالي، وبالتالي أن هذه الاستحقاقات بهذا المعنى مطالبة بإيجاد عوامل كثيرة وعناصر ضرورية، منها أساسا كسب ثقة المستثمرين بالحد من التضخم والاتجاه إلى تشكيل حكومة متضامنة قوية لتبديد حالة الغموض السياسي وعدم اليقين التي أصابت المجتمع وأربكته، وذلك بالعمل على توفير مناخ حر للتداول على السلطة، مناخ يتم فيه احترام القانون وحقوق الإنسان والمواطنة.

 

ويبدو لي أن هناك جبهة سياسية بدأت في التشكل والتكتل سياسياً ضد حزب العدالة والتنمية، على الرغم من تباين رؤى القوى السياسية المشاركة في هذه الجبهة، ولقد ظهر ذلك في التصويت على القانون الإطار وقانون القنب الهندي كذلك، خلال التصويت على القاسم الانتخابي. كما أن هناك معارضة شعبية ضدها بدأت تتنامى وتتسع.

 

ويبدو أن الوقت قد حان لتاخذ العدالة والتنمية حجمها الطبيعي المتناسب مع عدد أعضائها والمتعاطفين معها الذين لا يتجاوز عددهم 5% من عدد المشاركين في الانتخابات، ولا يمكن أن يبقى هذا الحجم مهيمنا على مجلس النواب. في وقت تعرف العدالة والتنمية تطاحنات تنظيمية كبيرة بين أجنحتها، كما أن دور السلام السياسي قد تراجع دولياً وإفليميا، ومن المعلوم أنها تتأثر سلباً بهذه الأوضاع وبالمحيط الإقليمي، وهذا كله ينذر بانفجار تنظيمي.