الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

الصادق العثماني يكشف بالحجة الصور المفبركة عن "مجازر" مسلمي بورما

الصادق العثماني يكشف بالحجة الصور المفبركة عن "مجازر" مسلمي بورما

تداول عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ومن بينهم مشايخ ودعاة كبار، صورة يظهر فيها عدد من الجنود المسلحين وهم يحيطون بمجموعة كبيرة من الأشخاص شبه عراة مع سطور تقول أن الصورة لمسلمين من بورما تم تجريدهم من ملابسهم استعداداً لإعدامهم بشكل جماعي ..وهناك من استخدمها أثناء الحرب في سوريا واعتبرها لإحدى سجون بشار..تم تداولت الصورة بهذا الوصف أو تلك مئات المرات وربما آلاف المرات في تويتر كما تمت مشاركتها في الفيس بوك مئات المرات كذلك..وازداد نشرها وانتشارها هذه الأيام، وبحكم أنني مقيم في البرازيل وجميع الشعب البرازيلي يتذكر هذه الصورة وغيرها كثيربأنها لا علاقة لها بمسلمي بورما من قريب ولا من بعيد ولا بسجون سوريا ولا يحزنون، وإنما هي مأخوذة من فيلم سينمائي برازيلي اسمه كرانديرو (Carandiru) ..

 

وكرانديرو هو اسم سجن يقع في ولاية "ساو باولو" البرازيلية، تم إنشاؤه في العام 1920 ثم أغلقته الحكومة البرازيلية رسمياً في العام 2002 ، على خلفية أعمال شغب داخلية وقعت فيه .. ويعد سجن كرانديرو أسوأ سجن في االبرازيل من حيث المعاملة البشعة التي يتلقاها السجناء من الحراس، وقد شهد هذا السجن أكبر "مجزرة" في تاريخ السجون البرازيلية عام 1992 عندما لقي 111 سجيناً مصرعهم في غضون نصف ساعة على أيدي وحدات مكافحة الشغب المجهزة بالرشاشات والبنادق والمسدسات تدخلت لإنهاء مشادات بين السجناء وقد قتل أغلب الضحايا رمياً بالرصاص من مسافة قريبة..وقد أصدرت إحدى المحاكم البرازيلية فيما بعد أحكاما بالسجن يبلغ مجموعها 156عاماً بحق 23 شرطيا لضلوعهم في المجزرة ..والفيلم "كرانديرو" الذي تم انتاجه في العام 2003 فهو يحكي عن بعض المآسي والأهوال التي حدثت في هذا السجن ، ومنها تجريد السجناء من ملابسهم وإجبارهم على الجلوس على الأرض عرايا أو الوقوف لساعات طوال .. وقد أخذت هذه الصورة المنسوبة زوراً لمسلمي بورما من أحد مشاهد الفيلم..انتبهوا ياشباب الأمة المسلمة وأبناء الجاليات المسلمة في الغرب على الخصوص من نوعية هذه الصورة التي يساهم في نشرها دعاة التيارات الإسلامية الجهادية لغرض المزيد من أرصدتهم المالية ومن اللايكات على صفحاتهم الفيسبوكية..!! .