النصر الايمان الثروات والإسرار التقدم الابدي
هذا ما سأنشده الآن
الحياة وما ظهر منها من وراء الستار وما خفي عن الأنظار
أنشد الآن آلام المخاض الذي يعتري المرأة وكل فعل خلاق
أنشد الازدهار والتقدم وأمقت الانحطاط
فكيف لي أن أفكك اللغز الذي لم ينفك بعد
أنشد القوة والعطاء
ذلك الشيء الغريب والحقيقي الذي يجعل الشعوب تتقدم
تجعل الحضارات تزدهر ثم تندثر
أحيي من هنا الجماهير التي تندفع من أجل مقاصدها وأحلامها
أتأمل بإمعان كل الاشياء التي تتراءى لي عبر الزمن وتتكرر رغم الأخطاء والندم
أحيي الحشود وهي تتقدم صفوفا لا متناهية
تشق طريقها بخطى تابته موزونة إلى الأمام
أفواجا لا تتوقف تؤدي مهمتها وتمضي
رحبي بأشعاري أيتها الجماهير لقد كتبت لك
إنها هديتي إليك ولكل الأزمان
أنا شاعرك بدون منازع وبدون غرور
لا لن أكون مهما بلغت من العلم فخورا متعجرفا أبدا
دوما أنحني أمام الحكماء العظام
اليوم سأتوجه كذلك إلى الحكومات وأصحاب السلطة والجاه
أتوجه إلى صانعي اللغات متسائلا إلى من سأنتمي
أتذكر الأمم التي كانت منيعة فأذكر مليا صيرورة التاريخ
أتعقبها وهي الآن واهنة متراجعة معزولة
أتوجه إلى الأوطان القوية وهي تحمل في قلبها الضغينة
أوجه لها رسالتي لعلها تأخذ العبرة مما وقع سابقا وقد يقع
القوة ليست كل شيء بل هي مئال لما سنصنع بها
حلمنا وحده قادر أن يجعلنا نخلد أو نندثر
تأكد أيها القارئ
فلا شيء سيدوم إلا وجه الله الواحد القهار
لا شيء يستحق الذكر إلا من سكنت قلبه درة من إيمان
تأملت مليا في صيرورة الأمم واللغز المحير للخليقة فتيقنت أنها سائرة لا محالة إلى الزوال
صدقني يا أيتها الشعوب الملهمة
لن أخذلك بالوعود الزائفة
ولن أهجرك في لحظة الحسم
حتى وإن هجرتك الشمس سأظل أنا مستقرا في مكاني ملفوفا بنور القمر أهديك إلى الطريق
لن يلقي لساني بكلماته مسترسلا كالمياه المتدفقة لواد تائه
يقينا لن تتناثر كلماتي كأوراق خريف
لن أكون كشجرة شبه عارية لا شيء يثمر على أغصانها
يا أيتها الشعوب الملهمة الصدوقة التواقة للعدل
ها إنني أبحر فيك أيتها الديمقراطية اللعوب
ها إنني كما تشاهدين أهتم بمصير الأمم
صادق مع نفسي دوما كما أنا على شاكلتي لم أتغير
دوما أسطر حروفي ورسالتي
ردا على خصومي أكتفي بعملي لا غير
ثابت في مواقفي لن أتعثر
رابط الجأش لا أتنازل عن مبادئي مهما بلغ الأمر
لا الحروب ولا الدمار يثنياني إلى الوراء
أرى الخير لمحالة آت غدا وبعد غد
الشر مهما عظم سيمضي ينحل يتبدد في العدم
الفكر الثاقب شيء أما الغوغاء فهي لا محالة للزوال
فكلما تصفحت كتبا موغلة في القدم عثرت على ندرة مما قيل عن لغز تداول الأمم
أينهم قوم عاد وثمود وأينهم الفراعنة أو أهل الأيكة
قوم لوط نوح، شعيب وصالح، أمم تعاقبت على الدهر
حضارات لم تترك من ورائها إلا أطلالا وذكرى من سراب
ها إنني أسمع هنا وهناك هدير حطام الحضارات الزائفة يتدحرج من أعلى
وأرى العلم الرافد ينتشر حولي جليا يصب في بحر الكون العظيم
أرى الصداقة الصادقة تتسم بالعفوية
الكرم يعم بين الأوطان....