السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: في الدفاع عن الوطن.. الإعلام قبل البندقية

عبد السلام المساوي: في الدفاع عن الوطن.. الإعلام قبل البندقية عبد السلام المساوي
الحاجة اليوم ماسة لصحافة مواطنة، جادة وجدية تنقل الأخبار الموثوق منها والصحيحة الى الناس تواكب هذا الابداع المغربي في مجال مقاومة العدو بوطنية وبتقدير حقيقين، تقفل الباب على المتسللين سهوا إلى ميدان الصحافة.
وهم كثر.... فهناك من يصر على أن يظل الوحيد الذي يستفيد من هذا الميدان غير المدر للدخل بالنسبة لأبنائه الأصليين، الوفير الأرباح بالنسبة لعدد كبير من المتسلطين عليه ...

الحقيقة، التي انكشفت اليوم، أكدت حاجتنا لاعلام وطني، مواطن، قوي، موجود في كل مكان من المغرب، متمكن من المهنة وأجناسها وأدواتها، حرفي التعامل، سريع التجاوب، لا يترك لأعداء الوطن ولا للطابور الخامس الفرصة مهما كانت صغيرة لترويج الأكاذيب.
هذا الاعلام نستطيع صنعه وتشجيعه إذا امتلكنا جرأة الايمان النهائي والتام بأن المعركة الإعلامية تسير مع المعركة السياسية ومعارك الوطن جنبا إلى جنب.
أن الدفاع عن الوطن، هو أساس وجود الإعلام، وأن ما عدا هذا الأمر من تنويعات هي أشياء إضافية أو نافلة، تتوارى الى الخلف حين المعارك الكبرى ... وفي اللحظات المصيرية يصبح الاعلام قبل البندقية والطائرة والصاروخ أداة المواجهة الأولى.

وقد رأينا في الأيام الأولى للأزمة مع اسبانيا كيف تجندت قنوات تلفزيونية اسبانية كبرى لبث صور حولها كثير من الشك والريبة، وكيف قدمتها دون أي تدقيق باعتبارها مساندة للرواية الإسبانية، وكيف رفضت هاته القنوات الإسبانية بث أي معلومة قد تشكك في صدقية هاته الصور.
رأينا، أيضا، كيف تجندت بلاتوهات إخبارية اليوم بطوله، ودون أي مبالغة للمس بالمغرب، لبث أي شيء سيئ عنه ، لفتح ميكروفوناتها لاي راغب في النيل منه .
هنا _ وهاته يجب قولها بكل بصراحة _ الحكاية الوطنية تختلط في أذهان بعض من يكتشفون الصحافة في الزمن المتأخر والميت من أوقاتهم بالدفاع عن الرواية الرسمية.
لا يستطيع هؤلاء أن يميزوا بين دفاع مستميت عن الوطن، وعن قضايا الوطن، وبين الخلاف أو الاختلاف العادي في الأيام العادية حول قضايا محلية يفرقنا تدبيرها ولا نحقق حولها الاجماع ولا نريد لهذا الاجماع أصلا أن يكون لأنها قضايا خلافية، عكس قضايا الوطن الكبرى.
أن تصرخ بنفس الحماس وبنفس القوم دفاعا عن وطنك، مثلما يفعل آخرون أثناء الدفاع عن فلسطين أو عن العراق أو عن سوريا أو عن ميانمار أو عن مسلمي الروهينغا، أو ضد رسامي شارلي يبدو أو عن أنصار لهم في بلدان أخرى يعتبرون أنهم ملزمون بمساندتهم، لا يعني أنك بوق رسمي، ولا يعني أنك مأجور ولا يعني أنك تتلقى مقابل ما تكتبه من قناعات في هذا الصدد.
قد يكون الأمر فقط دفاعا من جانبك عن وطنك، لأنك تعتبر هذا الوطن أغلى ما لديك، وتعتبر الدفاع عنه بوسيلتك وبمهنتك الشيء الوحيد الذي يمكنك أن تقدمه له في لحظات الضيق والشدة التي يمر منها.
كيف السبيل الى اقناع من لا يقتنعون أصلا بأي شيء أن هذه البديهية على بساطتها قد تكون هي تفسير كل الأشياء؟
لا ندري، ولا تكترث كثيرا بطريقة الاقناع هاته ولا حتى بجدواه. هناك ما هو أهم: هذا الوطن المستهدف من أكثر من جانب، والذي لا ينتظر من أبنائه الأصليين الا الوقوف معه دون أي قيد أو شرط ، مثلما تفعل كل الأجناس مع أوطانها ، بكل اختصار ....
قال الملك محمد السادس، في خطاب لمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء عبارته الشهيرة: " لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع ، فاما ان يكون المواطن مغربي أو غير مغربي، اذ انتهى وقت إزدواجية المواقف "، ورغم اختلاف السياق، إلا أن المقولة تصلح لمواجهة جارة شمالية تتثاءب حين يحضنها جنرالات الجزائر، فتوقع على صفقات غريبة، ثم تعطس في المغرب لاطلاق فيروسات حقدها على شعبه.