السبت 4 مايو 2024
كتاب الرأي

بومعيز: إلى الكائنات الإنتخابية التي تترقب ولا تراقب عن كثب... وإلى من لا يهمهم الأمر...

بومعيز: إلى الكائنات الإنتخابية التي تترقب ولا تراقب عن كثب... وإلى من لا يهمهم الأمر... أحمد بومعيز
...أعرف أن صبركم بدأ ينفذ. وأعلم أن بعضكم بدأ في صرف مستحقات الحملة قبل الموعد وقبل الاستحقاقات. وأحس بكم وبشككم وتشيكيكم في الوعود التي منحكوم أو منيتم بها أنفسكم ودوييكم وعشيرتكم وخلانكم وخليلاتكم . وأتفهم كونكم وحدكم القادرون على دخول حلبات السباق من أجل تسيير المجالس والجماعات والأفراد والرعية .
 
والتسابق على المناصب وإلى المناصب في الدواوين الدافئة والحكومات. ولا أشك في تعبيركم عن غيرتكم ودفاعكم عن مصالح الوطن وبلدكم وجماعتكم ودواركم ومداشركم وزواياكم شرط أن يكون في ذلك وقبل كل شيء مصلحتكم الخاصة ذات الأولوية القصوى . وأتضامن معكم في أزمة الثقة الذي تعيشونها، وفائض التملق والتقبيل والمجاملات التي تحاصرون بها قطيعكم الإنتخابي، وشبه موظفي الوكالات الحزبية التي تشترون تزكياتها وتبتزون مساندتها وودها..كل ذلك نعلمه جيدا وخبرناه وعهدناه وحفظناه عن عين قلب لا ظهره. واستظهرناه حتى بات يلزمنا طوعا وكرها كالقدر المحتوم ...

لكن .. ورغم ذلك، لن تفوتني الفرصة اليوم كي أخبركم أن في الوضع ما يشي بالخطورة.. وأن في الظرفية ما يبعث على التروي والحذر والحيطة والحدر .. وأن المياه التي جرت وتجري تحت الجسر تغير لونها وصبيبها.. وأن النهر قد يغير مجراه ..

ومن باب الإخبار وتتبع أحوال الرعية والمداشر والمدن والوطن... وحال الأحزاب والحكومة والبرلمان. والدواوين والكواليس ومجالس الأعيان .. اعلموا رحمكم الله قبل الانقضاض على طرائد الاستحقاقات، وإغلاق أبواب المجالس و المؤسسات، أن أشياء جديدة حدثت وتحدث في البلد وأنتم في "بزنيسكم" منغمسون..وأنا أقدر فيهم انهماككم في مهماتكم ومهامكم الصعبة، وضيق وقتكم ،وجهلكم بما صار وما يصير وما سيصير ..

فاعلموا رحمكم الله أن الوطن في خطر. وأن المتربصين باتوا كثر ذات اليمين وذات الشمال وذات الجنوب، فقط جهة الغرب يحرسها حياد المحيط وهيبة أطلسه . وأن الجزاير واسبانيا تحاول وضع البلد في كماشة. وتنوي محاصرته من كل الجهات... فهل تفقهون في الأمر شيئا ،أو هل سبق أن سمعتم  عن شأن السياسة الكبيرة، والتحولات الجيوسياسية الدولية والإقليمية ؟؟
وهل علمتم أن التنمية في أزمة مزمنة في البلد. وأن لجنة مختصة وضعت تقريرا لنموذج تنموي جديد؟؟ وأن النموذج التنموي ينجز على أرض الواقع وليس للاستهلاك الشفوي؟؟ وأن الأزمة هي نتيجة لتسييركم للشأن التنموي المعطل في الوطن؟؟؟ وأن مؤشرات التقرير تؤكد فشلكم وتورطكم ؟؟؟ وأن تنزيل المشروع الجديد يتطلب نخبا جديدة، وعقليات جديدة، وآليات جديدة، ومسؤولين جدد؟؟
وهل خبرتم أن الحكومة الحالية فقدت ما تبقى من صوابها المفبرك والمفدلك ؟؟ وأنها جزء من أزماتنا  بدل أن تجد لنا الحلول؟؟ وأنها دخلت مرحلة هديان علني يلغي أبجديات المنطق قبل السياسة؟؟؟
 فهل علمتم أن حزب الأغلبية الحكومية صار حزبا معارضا للحكومة نفسها، وبذلك يسن نهجا ومنهجا سورياليا غير مسبوق في التدبير والتسيير ؟؟؟ وأنه بات يصوت ضد قوانين نفسه؟؟ وأنه لا يحب هيكلة القطاعات؟؟ وأنه مستاء وغاضب من شأن تقنين الكيف والحشيش؟؟ وأنه ليس غاضبا ولا مهتما بأمر الفقر والبطالة والاحتجاج؟؟؟ وأنه يصوت لصالح توزيع أموال الدولة على مستشاري البرلمان بغير حق؟؟ .... 

 

أيها الكائنات الإنتخابية، أشياء كثيرة تحدث وأنتم في هم تقسيم غنائمكم المستقبلية ماضون... حتى أن منكم من وضع شيكات بقدر وقيمة هوامش الربح المرتقب... ومنكم من كون المجالس ووزع المهام وختم المحاضر وأدى والأتاوات... ومنكم من يعتقد أو يجزم أن السياسة والانتخابات مجرد سوق نخاسة.. وأن المجالس مجرد طرائد وصفقات قابلة للتداول في المزاد بينكم وحدكم لا شريك لكم.