الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

السليماني: البوليس السياسي الجزائري الذي تمرن على الاغتيالات يتفنن في قمع نشطاء الحراك

السليماني: البوليس السياسي الجزائري الذي تمرن على الاغتيالات يتفنن في قمع نشطاء الحراك أنور السليماني مع غلاف كتابه الممنوع في الجزائر

منعت السلطات الجزائرية نشر كتاب الدكتور والباحث في الحركات الدينية والسياسية المعاصرة، أنور السليماني، المقيم في بريطانيا "الإسلاميون والعسكر.. صراع داخل الحراك".

في هذا الإطار حاورت "الوطن الآن" و"أنفاس بريس"، أنور السليماني، حول عدد من القضايا التي تهم الحراك، وورطة الجزائر في قضية "إبراهيم غالي":

 

+ عنوان كتابك "الإسلاميون والعسكر.. صراع داخل الحراك".. عنوان تركيبي، كيف يمكن فهمه من داخل مضمون الكتاب، وما هي أوجه الصراع الداخلي؟

- تطرقت في كتابي حول تواجد التيار الإسلامي في الحراك الشعبي الجزائري وما هي المبادئ التي سار عليها، وأبرزت من خلال الكتاب موقف التيار الإسلامي الحركي وبقية التيارات المحسوبة على الفكرة الإسلامية وكيفية تعاطيها مع الحراك الشعبي، وما هي مقاومتها أو رضوخها لخارطة طريق العسكر الرافض للتغيير والمناهض للفكرة التحررية التي يطالب بها الشعب الجزائري سلميا.

 

كيف تقرأ عملية منع نشر كتابك في الجزائر؟

- منع كتابي من النشر في الجزائر كان متوقعا، أولًا لأن المهتمين بنشر الكتب يعيشون تحت الرقابة البوليسية، فلا يمكن نشر كتابي وفيه منع للكثير من الأعمال الفكرية التي ساهمت في تبيين الوجه الحقيقي للنظام الفاشل الذي حكم ويحكم الجزائر بقوة الإكراه لا الإقناع.

 

+ ما دور التيار الإسلامي في الحراك الشعبي الجزائري؟

- التيار الإسلامي كان له دور كبير وفعال في الانتصار للحراك الشعبي، ولعل نكران الذات الذي تميز به التيار الإسلامي دليل براغماتي كبير على نضج الحركة الإسلامية الحركية التي رفضت تسويق نفسها على انها سبب للحراك او قائدة له بل أبت إلا أن تقول أنها جزء صغير جدا من الشعب المطالب بالحرية والعدالة وانهاء العسكرة.

 

+ ما هي مبادرات الحراك الجزائري من أجل التغيير؟

- الحراك فلسفة وليس مبادرات وفقط، لأن الحراك يريد تغيير فلسفة الحكم من خلال تمدين الدولة والتمكين لثقافة المؤسسات وليس العصابات، كذلك الحراك يُرافع من أجل مفاهيم جديدة تتوافق والدولة الحديثة منها ما يتعلق بالانتخاب بعيدا عن التعيينات وإنهاء دور البوليس السياسي والنهوض بقطاع الإعلام فهذه كلها تعبِّر عن فلسفة الحراك التي تجاوزت عقلية الشيوخ الحاكمة.

 

+ لماذا يتعنت جنرالات الجزائر القابضون بيد من حديد دواليب الحكم في الجزائر في التجاوب مع الشارع الجزائري؟

- الصراع بين الكتلة الحراكية والعسكر... صراع وجودي فطبيعي جدا سيكون هناك رفض وتعنت وترهيب وإجرام عسكري في حق المطالبين بحكمهم، لهذا لا يمكننا التعويل عليهم لأن الحراك يدرك تماما أن هاته الطغمة همها البزنس والامتيازات وبيع البلاد على حساب حرية الشعب ومطالبه التغييرية.

 

+ هل ما زال البوليس السياسي قائما في الجزائر؟

- في كتابي تطرقت مطولا لدور البوليس السياسي الذي هو ميزة عربية بامتياز، حيث يتم توظيف البوليس السياسي لمراقبة أفكار ونشاطات الناس التي تُزعجُ الحاكم الفعلي، فالبوليس السياسي في الجزائر يقوم على مبدأ الترهيب وتكميم الأفواه وفي غالبه يمارس الإجرام المؤسساتي ضد المواطن المتحرر من تبعيات الأوامر والانصياع لها.

 

+ كيف تفسر عملية تزوير هوية إبراهيم غالي من طرف جهاز المخابرات الجزائرية؟

- أعتقد أن العدالة الإسبانية مستقلة في قراراتها لهذا ننتظر القرار القضائي في حق هذا الشخص، فإن صح الخبر فهذا يعتبر مهزلة مضافة لعسكر الجزائر.

 

+ اتهمت البوليس السياسي بممارسة الإرهاب، أين يكمن ذلك، وهل يتعلق بممارسة الدولة للإرهاب؟

- ممارسات البوليس السياسي قلت أنها إرهاب رسمي لا شك فيه وهذا ناتج عن تاريخ حافل بالاغتيالات من قيادات الثورة وصولا الى المواطنين العزل الذين ذاقوا ويلات الطغيان والتجبر في السبعينات والتسعينات وصولا الى الحراك الشعبي الذي تفنن البوليس السياسي في قمعه وترهيبه وتعذيب النشطاء كما صرح النشطاء، فلهذا يسعى العقلاء إلى تحرير مؤسسات الدولة من مختطفيها وإعادتها لجادة الصواب حيث تكون مؤسساتها الأمنية في خدمة المواطن والوطن وليس في خدمة ثلة حاكمة وقوى استعمارية قديمة.