بعد ثمانية أشهر من الإقامة في البيت الأبيض، لازالت إدارة ترامب بدون "السيد أفريقيا". السبب في هذا التأخير راجع إلى أن جون بيتر فام المرشح لهذا المنصب اصطدم بمعارضة من أحد أعضاء اللوبي الجزائري، السيناتور جيمس إنهوف. هذا الأخير يحتفل هذا العام بالذكرى السنوية لـ"الجمهورية المزعزمة التي نصبت نفسها في مخيمات تندوف.
وفي يناير الماضي، طبع الحماس ترحيب العديد من وسائل الإعلام المغربية بتعيين جون بيتر نائب كاتب الدولة المكلف بأفريقيا. والسبب في ذلك هو أن المتخصص الأكاديمي الكبير في القارة السوداء كان على اتصال دائم بوكالة المغرب العربي للأنباء، ولم يتوقف يوما عن الثناء على سياسة المملكة.
بهذا الصدد، أشار موقع Foreign Policy إلى أن ذلك الموقف شكل حجرة عثرة ارتطم بها مسعى مدير المركز الإفريقي لمجلس التفكير الأطلسي القريب من الحزب الجمهوري للالتحاق بفريق ريكس تيليرسن.
ويدعي المنشور أن التأخير الذي لوحظ في تعيين فام يرجع إلى معارضة السيناتور الجمهوري في أوكلاهوما، جيمس إنهوف. وفي الولايات المتحدة، تقتضي التقاليد أن يحظى كبار المسؤولين التنفيذيين المعينين لشغل مناصب رئيسية في إدارات الرؤساء بموافقة مجلس الشيوخ.
دوافع معارضة إنهوف لتعيين فام لا علاقة لها بالسياسة الداخلية لبلاده، ولكنها تتعلق بالسباق الذي تخوضه في الولايات المتحدة لوبيات متطاحنة لفائدة كل من المغرب والجزائر، البلدين الجارين المتخاصمين.
إنهوف و السلطات الجزائرية يتوجسان خيفة من تعيين جون بيتر فام في منصب حساس جدا كمنصب "السيد أفريقيا". السر في ذلك أن هذا التعيين إذا ما تم فسوف يكون - في نظرهما - نعمة تقدم على طبق من ذهب للرباط على حساب أطروحات البوليساريو.
ومن المعروف عن عضو مجلس الشيوخ دفاعه عن مواقف الجبهة المفبركة. في 26 فبراير 2017، قاد وفدا يتكون من أربعة أعضاء في الكونجرس و من بعض الموظفين لزيارة المخيمات في تندوف. تلك كانت بالنسبة له طريقة للاحتفال بالذكرى ال 41 للإعلان عن تأسيس "الجمهورية الوهمية التي أعلنت عن نفسها في 27 فبراير 1976. لم تكن تلك أول زيارة له إلى تندوف.
جيمس إنهوف واللوبي الجزائري لا يريدان أن يتجرعا مرارة نكسة ثانية، بعد فشلهما في أن يسحبا من قانون الموازنة الأمريكية لعام 2017 مقتضيات لصالح المغرب وذات صلة وشأن بقضية الصحراء المغربية.