الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

مَحمد المذكوري: أطفالنا والشاشات الالكترونية

مَحمد المذكوري: أطفالنا والشاشات الالكترونية مَحمد المذكوري

في التربية المعلوماتية

  1.  وأنا اكرر تجربة تربية أطفال هم اسباطي أو بالأحرى أساهم فيها حيث لم أتمكن من ذلك بنفس النسق سابقا، وكذا باعتباري أضيف إلى "معرفتي" البيداغوجية تعلما مستمرا في هذه الحياة، أكتب كمهتم، وأتمنى لو نفتح مناقشة حول اشكالية السماح أو عدمه أو ترتيب وتقنين إستعمال شاشات التلفاز والحواسيب والالواح والهواتف والالعاب الإلكترونية بالنسبة لفئات الأطفال بالخصوص، وصيغ استعمال ذلك على مستوى التنشيط التربوي المنظم كذلك.
  • فالحجر الذي فرضته الجائحة وتقلص حرية التنقل والتجول والاتصال من جهة، والتحول الرقمي والانتشار الأفقي والتطورات التكنولوجية والمجتمعية، والرغبة الذاتية والتطلع إلى مراتب متقدمة في المعرفة، من جهة أخرى، دفع بالكثير من الأسر إلى البحث والعمل من أجل تملك وسائط إلكترونية وتطوير ما لديهم وتنويع ربط مؤكد بشبكات البث التلفزي والعنكبوتية المتنوعة والمتشعبة. إنها رغبة لإشباع حاجات مشروعة للاطلاع والتكوين والترفيه. ولم تبق للمقاييس الطبقية بالنسبة للتملك أي مقياس، حيث أصبح تفضيل اقتناء أجهزة متطورة على حاجيات معيشية هو السائد لدى أغلب الطبقات بحجج مختلفة، لقد دخلنا العصر الرقمي بامتياز مكرهين وبدون استعداد، حيث المعلومات في متناول الجميع حتى الصغار يمكنهم الوصول إلى سيل من المعلومات والمعارف بالإنترنت عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
  • وعلى الرغم من سوء أو ضعف مستوى الاستعمال ومحدوديته نظرا لأمية شائعة وعدم تكوين مناسب لكثير من المستعملين، مما يعرضهم لفيروسات وانجرار واستسلام وراء مواقع وصفحات دون المستوى أو لا أخلاقية أو مجازفة بأفكار وآراء بدون مرجعية ولا ضوابط، أو لاستدراج ممنهج أو اعتباطي لأغراض متعددة تجارية وجنسية وغيرها من جرائم الانترنيت الشائعة في هذا العصر وهو ما يعرف بالاستدراج عبر الشبكة العنكبوتية، في ظل ضعف مراقبة الأهل لنشاط الأبناء في هذا الفضاء، فإن سيطرة الشاشات من حيث الوقت أصبح مؤرقا ويشكل عوائق على مستوى التنشئة من مختلف التوجهات والاختيارات. والدراسات المتعلقة بخطورة التعرض لأشعة الشاشات أو الموجات الصادرة المحتملة وتأثيرها على الادمغة والرؤيا غير نهائية وليس هناك اشعاع كاف لها.
  • ليس هناك خلاف حول أهمية هذه الشبكات والصفحات والمنصات والمواقع في توفير المعلومات والتعرف على التجارب والتفاعل مع الآخرين لاكتساب خبرات ومهارات في وقت وجيز وحسب أهواء المستفيدين، ولكن بقدر تلك الأهمية يطرح موضوع خطورة الافراط أو الاستعمال السيء أو الإدمان على هذه الشاشات،

لقد أصبحت هذه الشاشات تلعب دورا كبيرا في حياة الناس، كوسائل للتواصل الاجتماعي والترفيه والمعرفة، ونتيجة لذلك أصبحت تنتشر بين الجميع وبين الأطفال والمراهقين بشكل لافت، وزادت المدة التي يقضونها مع تلك الأجهزة الأمر الذي دفع الكثير من المهتمين لدق ناقوس الخطر من الآثار السلبية التي قد تترتب على هذا الاستخدام.

وهناك من يرى أن تجربة التعامل مع هذه الأنواع تجربة مفيدة جدا للأطفال "فهي تجعلهم أكثر قربا من الحياة في عصر التقنية، وتضعهم في التفاصيل الأساسية المتعلقة باستخداماتها ومزاياها المعرفية". (باسل رفايعة الأردني رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم).

  1. لقد تطور النقاش لدى بعض الشعوب، ولدى المختصين في التربية والتواصل، إلى ضرورة حظر الاطلاع إلى هذه الشاشات بالنسبة لفئات من الأطفال دون سن معينة (كيف تم تحديد ذلك؟)، ومنهم من قننها حسب السنوات بالنسبة لبعض الأجهزة، ومنهم من قننها في توقيت معين كل يوم أو كل أسبوع...

فهناك من الآباء أو المربين من يرى أن يسمح للأطفال بمتابعة الإرسال التلفزي في حصص الرسوم المتحركة أو برامج تنشيطية موجهة للأطفال بعيد الخروج من المدرسة أو أيام العطل الأسبوعية، وغالبا ما أثر هذا التقليد عندما كانت القنوات محلية وتشتغل حسب برامج محددة في الزمان، وعندما انتشرت قنوات تلفزية متعددة ومتخصصة تداخل الزمن من بلد الى آخر والشاشات من متخصصة في الأطفال على مدى زمن غير محدود أو مطول، فأصبح الجلوس أمام التلفاز نوع من التهدئة المطلوبة عوض الشغب المنتظر في كل لحظة وحتى نوع من العقاب والحجز للأطفال عوض ترك حرية التحرك أو اللعب او... وبذلك ساهمت هذه الحلقات في استيلاب الأطفال وانتقالهم الى متفرجين مستهلكين بدون تفاعل يذكر اللهم الا تسجيل ونحت مصطلحات وأبطال وأفكار وخيالات بدون تمييز ولا اختيار مسبق ، اللهم الا القليل النادر، بالخصوص في مجتمعنا، سواء للأسر المتوسطة الواعية والمثقفة أو لدى اسر الطبقات المحرومة. واستمر الأمر حتى بالنسبة للوحات والهواتف الذكية.

وعندما انتشرت الشاشات الأخرى، لجأ العديد من الآباء الى تقنين استعمالها، إما للسماح بتداولها بين أفراد الأسرة الواحدة، أو للتمكن من مراقبة الزمن المستغل في هذه الوسائل قبل أن تكون جزءا من المنظومة التعليمية في زمن الحجر الذي تسببت فيه الجائحة، أو للمراقبة البيداغوجية الممكنة.

ومن الآباء والمربين من اعتمد على تصفية مدمجة لبرامج الكترونية ونظم مراقبة مسبقة حول البرامج والصفحات غير ملائمة للأطفال! إلا انها تقوم بتصفية حول نوعية البرامج وهناك برامج أو أفلام غير مناسبة تتسلل تحت تصنيفات أخرى. ولكن بالنسبة لاستعمال الشاشات حسب السن وفي أوقات او زمان محدد، فان نظام التحكم عن بعد هو الوحيد القادر على السماح أو المنع بالنسبة للأطفال المراقبين.

          3.هناك "نظرية/ قاعدة" 3. 6. 9. 12:

طور الطبيب النفسي الفرنسي سيرج تيسيرونSerge Tisseron معايير عملية للغاية، وأعرب عن أسفه "للفقر الاستثنائي للمقترحات التي يتم تقديمها لتوجيه الوالدين" في مواجهة انتشار الشاشات، وقد وضع سلسلة من التوصيات، ينقلها الآن عدد كبير من المؤسسات والمهنيين في الصحة والتعليم. في الممارسة العملية، القاعدة "3-6-9-12" هي:

التلفزيون ليس قبل 3 سنوات.

وحدة التحكم الإلكترونيLa console personnelle ليس قبل 6 سنوات.

الأنترنت بعد 9 سنوات.

شبكات التواصل الاجتماعي بعد 12 سنة.

  1. وبالنسبة ل " كريستين لانغير Kristin Langer " الألمانية فإنه "ينبغي أن تبدأ التربية في استخدام الوسائل الإعلامية بشكل مبكر" وتضيف أنه "من الأفضل أن يبدأ ذلك في الرابعة أو الخامسة من العمر". وتعمل كريستين لانغير كمستشارة لمبادرة "أنظر إلى الأطفال" التي أطلقتها وزارة الأسرة والمسنين والنساء والشبيبة الألمانية عام 2003 بهدف تقديم الدعم إلى الوالدين والمربيين في موضوع الاستفادة من وسائل الإعلام الإلكترونية. وتلاحظ كريستين لانغير أن أولياء الأطفال يتخوفون في حالات كثيرة من قوة التأثير السلبي لوسائل الإعلام الإلكترونية على أطفالهم، ومن جهة أخرى فإنهم يتخوفون أيضا من ابتعاد أطفالهم عن محيط التطورات في وسائل الإعلام والتواصل. وتؤكد لانغير أيضا على أهمية الوالدين كقدوة للأطفال، وتقول: "لا يمكن للوالدين أن ينطلقا في حديثهم مع أطفالهم من المنظور الشخصي فقط" وتضيف قائلة: أنا أحتاج إلى موقف شخصي أساسي بشأن كيفية التعامل مع ما يُعرض علي في المواقع، ويعني ذلك أني أرسم حدودا أيضا بالنسبة لشخصي عند استخدام الكومبيوتر ".

ومن جهته يؤكد خبير ألماني آخر يدعى توماس هاينيه من مبادرة "رخصة قيادة الإنترنيت" أن منع الأطفال فقط لا يفيد في شيء، كما يؤكد على أهمية التربية في التعامل مع هذا الموضوع، ويشير هاينيه، إلى الأسس القانونية المرتبطة باستخدام الإنترنيت ويلاحظ أن أولياء الأطفال لا يعرفون أهمية هذا "العنصر الجديد في التربية ".

(عن صفحة DW الاخباري الألماني)

ويرى فاعلون تربويون آخرون أن الأمر متروك للآباء ليقرروا الحدود التي يريدون وضعها لمراهقيهم عندما يتعلق الأمر بوقت الشاشة، وهنا بعض القيم الإرشادية:

بين 12 و14 عاما = بحد أقصى 1.5 ساعة يوميًا أو 10.5 ساعة في الأسبوع

بين 14 و16 عاما = بحد أقصى ساعتين يوميًا أو 14 ساعة في الأسبوع

بين 16 و18 عاما = بحد أقصى 2.5 ساعة يوميًا أو 17.5 ساعة في الأسبوع

          5.أما الأكاديمية الامريكية لطب الأطفال فإنها ترى:

للأطفال أقل من سنتين: يجب عدم قضاء الوقت أمام الشاشات.

للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات: يجب أن يقضوا أقل من ساعة يوميًا أمام الشاشات.

للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 5 سنوات: يجب أن يقضوا ساعتين كحد أقصى يوميًا أمام الشاشات.

بالنسبة للمراهقين (13-18 عامًا)، كان الوقت الذي أوصى به العديد من الخبراء بحد أقصى ساعتين يوميًا.

لقد ركزت التوصيات بشكل أقل على مدة الاستخدام، ولكن بدلاً من ذلك على أهمية الإشراف المناسب على استخدام الشاشات في العائلات، من خلال تفضيل التطبيقات ذات التوجه التعليمي وكذلك التجارب الحية والإبداعية وتعزيز التواصل الاجتماعي.

  1. بينما ترى دراسة انجليزية: أن الأطفال يشاهدون اليوم التلفاز أقل مما كانوا يشاهدونه قبل 10 أو 20 عامًا. ومع ذلك، لم يتوقفوا عن استهلاك الشاشات، بل أنهم يستهلكونها أكثر، بل وهم صغارا أكثر، وهذا لا يخلو من العواقب على صحتهم إلى جانب عوامل أخرى، مثل النوم غير الكافي أو النشاط البدني غير الكافي، ويمكن للشاشات أن تؤثر على نمو الدماغ الطبيعي وتغيره عند استهلاكها بجرعة عالية جدًا.

حيث سجلت أن ساعتان من الشاشة في اليوم ضار بذكاء الأطفال، وأظهرت الدراسة أن التعرض المفرط للشاشات يمكن أن يبطئ النمو المعرفي للأطفال.

  1. ولما عدد المركز التربوي للبحوث والانماء اللبناني في دراسته حول الإنترنت والأطفال بين الفوائد والمحاذير سنة 2013 قسم سلامة الأطفال على الشبكة إلى أربعة أنواع:

1- السلامة الجسدية

2- السلامة النفسية

3- سلامة السمعة

4- سلامة الهوية والمعلومات الشخصية والممتلكات

لم يتعرض للأضرار المحتملة المتعلقة بالزمن المخصص وتداخل التعلم مع الترفيه في الوقت المقضي أمام الشاشات.

(عن موقع المركز التربوي للبحوث والانماء)

  1. ومن موقع الأنتربول نقرأ أن أفضل طريقة لحماية طفلك هي إقامة حوار مفتوح وصريح بشأن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات والألعاب والإنترنت.

     وباشر في تشجيع العادات الآمنة والتوعية بالتهديدات السيبرية في أقرب وقت ممكن، ويُفضل أن يكون ذلك فور بدئهم في تصفح الإنترنت، وهناك محتوى "جيد" وآخر "سيء": تحدث عن الفرق بينهما.

  1. وأصدر (الاتحاد الدولي للاتصالات) سنة 2020 تقريرا حول: مبادئ توجيهية لأولياء الأمور والمربين بشأن حماية الأطفال على الإنترنت، جاء فيه:

 يواجه الأطفال – والأوصياء عليهم - العديد من المخاطر والتحديات من قضايا الخصوصيات والأخبار المزيفة والتلفيق الحاسوبي العميق، والمحتوى العنيف وغير اللائق، والمحتالين عبر الإنترنت، وشبح الاستدراج والاعتداء والاستغلال الجنسيين عبر الإنترنت.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت جائحة فيروس كورونا المستجد (19-COVID (العالمية زيادة في عدد الأطفال الملتحقين بعالم الإنترنت لأول مرة، لدعم دراساتهم والحفاظ على التفاعل الاجتماعي. والقيود التي يفرضها الفيروس لا تعني مجرد بدء العديد من صغار الأطفال في التفاعل عبر الإنترنت في وقت أبكر بكثير مما كان يخطط له أولياء أمورهم، بل إن الحاجة إلى التوفيق بين التزامات العمل أعجزت العديد من أولياء الأمور عن الإشراف على أطفالهم، معرضة الشباب لخطر النفاذ إلى محتوى غير لائق أو لخطر استهدافهم من مجرمين في إنتاج مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال

..... ويخلص التقرير الى خلاصات مهمة من بينها:

4 إجراء حوار منتظم وصريح ومنفتح مع الأطفال والشباب يتناسب مع العمر ويتغير بمرور الوقت

أ) تأكدوا من أن الأطفال والشباب يفهمون المخاطر التي يمكن أن تعترضهم، ويوافقون على الإجراءات التي سيتخذونها إذا صادفوها - وقد يكون ذلك مجرد التحدث معكم

ب) شجعوا الأطفال والشباب على التفكير في الكيفية التي يمكن أن يكونوا بها مواطناً رقمياً جيداً، والتفكير فيما يفصحون عنه بشأن أنفسهم والآخرين، فتساعدوهم على تبني طريقة إيجابية للتصرف عبر الإنترنت

ج) شجعوا التفكير النقدي بشأن ما يرونه على الإنترنت، وتكلموا عن كيف يمكن ألا تصح ادعاءات كل شخص عن أنفسهم، أو كيف يمكن ألا يكون ما يرونه صحيحاً. وتكلموا عن التلاعب بالصورة الذاتية، والأخبار المزيفة التي تسعى إلى استغلال الناس.

 د) تكلموا عن ضغط الأقران والخشية من فوات الصداقات وإدارتها عبر الإنترنت.

 هـ) تكلموا عن إغراء التكنولوجيا الغامرة المسببة للإدمان، خاصة في الخدمات المجانية، حيث الوقت الذي يمضونه على شبكة الإنترنت والبيانات التي يقدمونها هي العملة المتداولة أو نموذج العمل المتبع.

5 تأكدوا من أن الطفل يعرف متى ومن أين يحصل على المساعدة. ويمكن أن يكون ذلك والديهم أو مقدم الرعاية أو مدرساً أو شخصاً بالغاً موثوقاً. وشجعوا سلوكاً يحدوا بهم، إذا واجهوا أي شيء مزعج على الإنترنت، إلى مناقشته مع شخص بالغ موثوق.

6اتفقوا على قواعد أسرية بشأن استخدام الأجهزة الموصولة، بالتفاهم على أن أولياء الأمور أو مقدمي الرعاية هم قدوة السلوك عبر الإنترنت

7 تأكدوا من تناول الأطفال لوجبات رقمية متوازنة، بحيث يحسنوا إنفاق الوقت الذي يمضونه على شبكة الإنترنت وأن يحتوي على مزيج من الأنشطة يتضمن التعلم والإبداع وإقامة الصلات بطرق إيجابية. واستخدموا أدوات مضمنة لاستعراض أنماط الاستخدام بشأن مقدار الوقت المستغرق والخدمات في التطبيقات

 8 تأكدوا من أنكم وأطفالكم من مستخدمي الأدوات القديرة. فهناك العديد من الأدوات التي يمكن أن تساعد أولياء الأمور في "إدارة" التكنولوجيا الموصولة داخل المنزل وخارجه.

 أ) ضعوا في اعتباركم جميع الأجهزة الموصولة، وليس فقط الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب الشخصية الواضحة. وانظروا أيضاً في وحدات التحكم في الألعاب، وأجهزة المساعدة الشخصية، وأجهزة التلفزيون الموصولة، وأي أجهزة أخرى موصولة عبر الإنترنت.

 ب) استخدموا التصنيفات العمرية للمساعدة في تحديد المحتوى والألعاب والتطبيقات والخدمات التي يمكن للأطفال والشباب النفاذ إليها؛ علماً بأن التصنيفات العمرية يمكن أن تختلف في متاجر التطبيقات والمنصات نفسها. وانظروا في استخدام الإعدادات للتحكم في التطبيقات والألعاب التي يمكن تحميلها واستخدامها.

 ج) انظروا في استخدام اصطفاء الشبكة، الذي يشار إليه في كثير من الأحيان باسم أدوات رقابة الوالدين، واستخدام محركات البحث الآمنة أو الضوابط لاصطفاء المحتوى الذي يمكن للأطفال والشباب النفاذ إليه عبر الإنترنت.

د) افهموا كعائلة، كيف ومتى يبلغ عن أي محتوى تشعرون بعدم الرضا أو القلق أو التخوف بشأنه أو تشعرون بأنه يخالف الشروط والأحكام. واعرفوا كيف تحظر جهات الاتصال غير المرغوب فيها أو غير المطلوبة.

 هـ) فكروا ملياً في استخدام تطبيقات وتكنولوجيات المراقبة التي تتبع استخدام الطفل للإنترنت. إذ يمكن أن يكون لها عواقب غير مقصودة تؤدي إلى سلوك أكثر سرية عبر الإنترنت ويمكن أن تلحق أيضاً ضرراً في حالات العنف المنزلي والأسري. وإذا استخدمتموها، اشرحوا لطفلكم ما تراقبونه ولماذا.

 و) ومع تقدم الأطفال والشباب في السن ونضجهم، من المهم إعادة تقييم استخدام الضوابط والقيود للتأكد من أنها تناسب أعمارهم؛ ومن المهم تعزيز قدرة طفلكم على تجاوز العثرات ليتمكن من الازدهار عبر الإنترنت.

  1. إن أغلب التوصيات الرائجة اليوم لحماية الأطفال من سلبيات ومخاطر الإنترنت تتمحور حول:

توجيه الأطفال ومساعدتهم على تصفح المواقع الهادفة والمفيدة في التعلم والتكوين والترفيه، " اقض وقتًا مع طفلك أو ابنك اليافع على الإنترنت" كما ينصح بذلك موقع اليونيسف.

رقابة حول الشبكة العنكبوتية وعدم ترك الأطفال في غرف مغلقة.

استخدام برامج الكترونية موثوقة لحماية الأطفال، وتفعيل وظيفة "البحث الآمن" كما ينصح بذلك موقع اليونيسف.

تحديد الوقت والمكان والمدة المسموح بها لاستخدام الإنترنت للتعلم والبحث وللعب والتواصل.

فنظرا لأنه لا يتفاعل جميع الأطفال مع الوسائط بنفس الطريقة، فإنه لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع على هذا السؤال، ولا يكفي تحديد عدد الدقائق التي يمكن أن يقضيها طفل في سن معينة على الشاشة.

ومع ذلك، فإن وضع ضمانات والحد من وقت الشاشة للأطفال والشباب فكرة جيدة في أي عمر حيث لا يزال الأطفال غير قادرين على تنظيم سلوكهم بأنفسهم ويحتاجون إلى الكبار لدعمهم والعمل كقدوة.

حيث جاء على صفحة مجموعة مربين فرنسيين: نظرًا لأن الأطفال مختلفون تمامًا عن بعضهم البعض، تظل هذه القواعد غير مكتملة. ما هو جيد لبعض الأطفال قد يكون بالفعل أكثر من اللازم بالنسبة للآخرين. هناك سبب آخر لأن تقييد الوقت ليس دائمًا مفيدًا. إذا اضطر الطفل إلى التوقف في منتصف مقطع فيديو أو لعبة، فسيؤدي ذلك إلى إحباطه وقد يتسبب في ردود فعل عنيفة. أحد الاحتمالات هو الاعتماد على التسلسلات أو جولات اللعب.

وحالنا اليوم، بعد أن تم دمج اللوحات والحواسيب في التعلم عن بعد والأبحاث والدراسات والتحصيل، واهمية التكوين والتعلم الذاتي والترفيه، وحيث أن الانتشار الواسع للهواتف الذكية والوسائط المختلفة، فإن دراسة إيجابيات وسلبيات ذلك على النشء وتحديد معايير وضوابط تساعد الآباء والمربين على توقيت وأشكال استعمال هذه الوسائط والاحتياطات اللازمة لذلك.

إن تربية إعلامية معلوماتية ضرورية على كافة المستويات وهي (الكفاءات الأساسية التي تتيح للمواطنين التعامل مع وسائل الإعلام على نحو فعّال، وتطوير الفكر النقدي ومهارات التعلّم مدى الحياة، في سبيل تنشئة اجتماعية تجعل منهم مواطنين فاعلين) (اليونيسكو: "التربية الإعلامية والمعلوماتية"). ويجب علينا أن نعمل كل من موقعه على التخطيط لمنهج تربوي ملائم لتعليمنا في كل مستوياته، وأن تتم مصاحبة باقي المتدخلين في التنشئة من أولياء ومؤسسات تربوية وتنشيطية، يراعي التطورات والطموحات ويؤطر طموحات مشروعات للأفراد والمجتمع، وعلينا أن نتعبأ لمناقشة موسعة وحوارات مسؤولة من أجل مقاربة إشكالية الزمن واستعمال الشاشات الالكترونية لتجاوز الهوة الرقمية وامتطاء قطار التقدم بدون عقد التخلف والجهل والمغامرة والا نكون فئران تجارب لمشاريع تجارية صرفة.

يجب الا يسحقنا الزمن تحت عجلاته، وكما قال الحكيم: إن أزمة الإنسانية الآن، وفي كل زمان هي أنها تتقدم في وسائل قدرتها، أسرع مما تتقدم في وسائل حكمتها.