الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد العظيم بنبلال: كيف تحولت رمال شواطئ الفنيدق إلى قاعة انتظار ل" الحراكة " ؟

عبد العظيم بنبلال: كيف تحولت رمال شواطئ الفنيدق إلى قاعة انتظار ل" الحراكة " ؟ عبد العظيم بنبلال
بعد الأحداث الدرامية التي عرفتها مدينة الفنيدق من نزوح جماعي إلى سبتة المحتلة بحثا عن واقع اقتصادي لتحسين الوضع الإجتماعي المادي والاستقرار النفسي، يمكننا القول أن في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة اجتماعية خطيرة، وهي ظاهرة التهجير الجماعي لفئات حالمة بواقع إقتصادي بديل.
  هذه الظاهرة التي أصبحت مشكلة حساسة، من خلال الوقائع المأساوية التي نشاهدها في مقاطع الفيديو المنتشرة عبر الوسائط الإجتماعية، وهي مشكلة تمس جميع الأسر المغربية، بحيث أصبحت الظاهرة لا تقتصر على فئة معينة، بل أصبحت كلمة " الحريك " على لسان كل الفئات العمرية، الأمر الذي يتطلب تدخل كل القوى الحية في هذا الوطن، لمعرفة مكامن الخلل، ومعالجة الأوضاع الإجتماعية، نتيجة السياسات العمومية الفاشلة في وطننا العزيز.
إن تعقد الظاهرة وانتشارها الواسع في وطننا وما تثيره من إشكالات حساسة على الإستقرار الأمني في المناطق الحدودية، يستلزم دراسة موضوعية لعوامل  وداوفع ومسببات هذه الظاهرة، حيث يعتبر الكثير من الباحثين أن السبب الرئيسي للهجرة السرية يكمن في غياب التوازن الاقتصادي على المستوى الدولي، والذي يساهم في توسيع الهوة بين البلدان المتقدمة والبلدان السائرة في طريق النمو،  وبالتالي تصبح المناطق الغنية من العالم أقطابا هامة لجلب الأعداد الهائلة من المهاجرين السريين الراغبين في الاستفادة من العدالة الاجتماعية، حيث يقدم الإعلام الصورة المثالية للعيش الكريم والرفاهية و حقوق الإنسان وهذا ما يدفع الكثيرين إلى التفكير في الهجرة بأي طريقة كانت لتحقيق الطموح المادي، حيث أصبحت الشواطئ الشمالية للمملكة المغربية تعرف يوميا محاولات للهجرة، و أضحت رمال شواطئ الفنيدق عبارة عن قاعات انتظار..شباب يائس ينتظر الخلاص و الهروب .
إلى متى سيستمر هذا النزيف الجماعي، الذي يعطي صورة قاتمة عن وطننا ؟ ولماذا تلتزم مؤسسات الدولة الصمت تاركة هذا الهجوم الكاسح على الشواطئ الشمالية غير مبالية بمصير أبناء هذا الوطن ؟.
 وإذا كان الإعلام الإسباني اليوم يسوق للإنسانية والعمليات البطولية التي يقوم بها لإنقاذ المغاربة مسخرا جميع الوسائل اللوجيستيكية والطاقم البشري والطبي و يشن حرب إعلامية ضد هذا الوطن، فأين وسائل الإعلام التابعة للدولة ؟
 إذا كانت إسبانيا اليوم لم تحترم علاقتها مع المغرب وحسن الجوار باستقبالها زعيم جبهة البوليساريو المتطرف بن بطوش و المتابع في عدة قضايا تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان فالديبلوماسية المغربية لها الكثير من الأوراق من أجل الضغط، ليس على إسبانيا فقط،  بل على المنتظم الدولي. 
فما الذي يجري اليوم في الخفاء ؟