خليل البخاري يتزامن الإحتفال باليوم الدولي للتضامن الإنساني هذه السنة مع فاجعة الأحد الأسود بٱسفي العزيزة. لقد خلفت الأمطار الغزيرة التي ٱجتاحت حاضرة المحيط خسائر بشرية ثقيلة ومادية بصفة خاصة بالمدينة القديمة سيدي بو الذهب وباب الشعبة التاريخي. وأمام هذا المصاب الجلل لابد من تنظيم حملات تضامنية واسعة لفائدة السكان المنكوبين. كما وجب على السلطات العمومية بكل تلويناتها إيجاد حلول استعجالية لمشكلة واد الشعبة النائم والتي طالما نوقشت في مناسبات عديدة لكن دون جدوى وتبقى دار لقمان على حالها مع الأسف.
إن اليوم الدولي للتضامن مناسبةً للتذكير بأهمية وجدوى التعاون والتكافل بين الأفراد والمجتمعات والدول، ويسلط هذا اليوم الضوء على قيم المشاركة والمسؤولية الجماعية من أجل مكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي .
إن اليوم الدولي للتضامن مناسبة لتوعية الأفراد والرأي العام بأهمية التضامن خاصة عند حدوث الكوارث الطبيعية كما وقع بٱسفي يوم الأحد الأسود، وهي فرصة كذلك لتشجيع وتعزيز التنمية البشرية والاجتماعية ولا سيما في الأوساط الفقيرة.
إن التضامن الإنساني ركيزة أساسية من ركائز التماسك الاجتماعي. فهو يشكل أساس كل مجتمع مزدهر. فمن خلال ترسيخ قيم التضامن والتآزر والتعاون، يتم تعزيز ثقافة الدعم المتبادل. كلها قيم ضرورية ليس فقط على المستوى العالمي، بل أيضاً داخل البيئات التعليمية. فالتعليم يلعب دورا جوهريا في تعزيز التضامن من خلال مساهمته في توعية التلاميذ بأهمية قيمة التضامن بآعتباره جزءا لا يتجزأ من المقاربة التربوية.
وصفوة القول، الاحتفال باليوم الدولي للتضامن يمثل تذكيرا قويا بمسؤوليتتا جميعا تجاه مستقبل أفصل. فالتضامن ليس قيمة نبيلة نحتفل بها مرة واحدة كل سنة بل هي إلتزام يومي لتحويل مجتمعنا نحو الأفضل وتدكير بأهمية الوحدة في إطار التنوع.
خليل البخاري أستاذ مادة الاجتماعيات
