الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد بوبكري: هل ما يزال إبراهيم غالي حيا أم اغتاله حكام الجزائر مع صديقه "الداه البندير"؟

محمد بوبكري: هل ما يزال إبراهيم غالي حيا أم اغتاله حكام الجزائر مع صديقه "الداه البندير"؟ محمد بوبكري
يقال إن " إبراهيم غالي" دخل إلى إسبانيا على متن طائرة طبية جزائرية بهدف العلاج. وتروج أخبار أخرى مفادها أنه ذهب أولا إلى المانيا، ورفضت سلطاتها استقباله، لأنها لا تقبل تعميق أزمته علاقاتها مع المغرب...
ويقال إن " إبراهيم غالي" قد دخل إلى إسبانيا بجواز سفر مزور. لذلك، إذا كان حكام الجزائر يزعمون " أن هذا الشخص هو "رئيس دولة" تحظى باعتراف دول عديدة"، فلماذا قبل وقبل معه جنرالات الجزائر أن يسافر بجواز سفر مزور ممنوح له من قبل بلد آخر؟ ألا يشكل هذا عدم اعترافه هو ذاته وجنرالات الجزائر بما يزعمون أنه يمثله؟ ألا يؤكد هذا أن ما يدعي تمثيله غير موجود، بل إنهم مجرد وهم زرعه في ذهنه حكام الجزائر؟ ألا يعري سلوك هؤلاء الجنرالات أنهم يرغبون في استعمال مليشيات "البوليساريو" لاحتلال الصحراء المغربية لا حقا؟ وإذا كان "غالي" قد دخل إلى إسبانيا بجواز سفر مز َّور؟ ألا يؤكد ذلك أنه شخص لا قيم له؟ ألا يفيد هذا أن حكام الجزائر ُمز ِّورون؟ ألا يخجلون من هذا السلوك الذي ترفضه القيم الكونية ويدينه القانون الدولي؟... وإذا كان هذا الشخص موجودا فعلا في إسبانيا، ألا يخجل حكام إسبانيا من ذلك، حيث أصبحوا شركاء في التزوير؟...
لقد كثرت التساؤلات حول رحلة هذا الشخص إلى إسبانيا، حيث تساءل بعض المتتبعين قائلين: لماذا فضل حكام الجزائر إرساله إلى ألمانيا، وبعد ذلك إلى إسبانيا، ولم يرسلوه إلى فرنسا، علما أن هناك علاقة متينة بين حكام الجزائر والمسؤولين الفرنسيين؟
وقد ذهب بعضهم بعيدا إلى حد افتراض أن "إبراهيم غالي" موجود في فرنسا. وأضافوا إلى ذلك قائلين: إذا كانت فرنسا قد رفضته، فمعنى ذلك أنها اتخذت موقفا لصالح المغرب.
لقد ورد للتو خبر جديد مفاده أن مدينة الداخلة ستحتضن مسؤولين فرنسيين في شهر يونيو المقبل لدعم اختيار الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب، ما يعني أن فرنسا قد اختارت السير على نهج الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتضمن موقفها هذا الاعتراف بشرعية سيادة المغرب على صحرائه. كما ورد في مختلف وسائل الإعلام أن هذا الوفد الفرنسي سيتكون من نواب فرنسيين، وأن نائب شمال أفريقيا وغربها "مجيد الكراب" سيمثل الرئيس " إيمانويل ماكرون" في هذ اللقاء. وهذا ما يفسر أن فرنسا اتخذت موقفا لصالح المغرب، ما جعلها ترفض، في تمام السرية، استقبال " إبراهيم غالي" على أرضها.
وإذا تأكد أن هذا الشخص موجود في فرنسا، فإن جميع ما يروج من أخبار هو مجرد سيناريو من تأليف حكام الجزائر وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وموريتانيا، كما تم تشخيصه من قبل "إبراهيم غالي".
تبعا لذلك، تظل التساؤلات التالية قائمة: هل هذا الشخص موجود في فرنسا، أم في إسبانيا؟ وهل تمت تصفيته من قبل حكام الجزائر مع "الداه البندير"؟ هل ما يزال حيا أم فارق الحياة؟
يبدو أن هذه الأسئلة مشروعة، لأنه ليس هناك شيء يؤكد أن هذا الشخص ما يزال حيا؛ فليس هناك شريط فيديو، ولا شريط صوتي يؤكد أنه حي. ومن الأكيد أن الأيام القادمة ستجيب على هذه الأسئلة، حيث سيتضح كل شيء حول مصير هذا الشخص...