الأحد 24 نوفمبر 2024
نشاط ملكي

أشعلوا الشموع ودقوا الطبول.. الأمير مولاي الحسن يلبس ثوب عيد ميلاد "الرشد الدستوري"

أشعلوا الشموع ودقوا الطبول.. الأمير مولاي الحسن يلبس ثوب عيد ميلاد "الرشد الدستوري" بورتريه الأمير مولاي الحسن بريشة الفنان الناجي بناجي

في هذا اليوم (08 ماي 2003) يطفئ "ولي العهد" مولاي الحسن شمعته الثامنة عشرة، شمعة الشموخ والطموح والمسؤولية. مولاي الحسن فرع من شجرة جذعها من البيت النبوي الشريف. رقم 18 هو رقم "سحري" فاصل في عمر الرجل، وجسر عبور إلى فورة الشباب والنضج والاستقلال الفكري.

 

كم مر عمرك سريعا كقطار سريع.. 08 ماي 2003 تاريخ لن ينساه المغاربة.. تاريخ ولادة "ولي العهد"، وامتداد العرش العلوي، واستمرار الحكاية.. حكاية دولة الأشراف العلويين التي ابتدأت منذ 1666 قبل أن يزرع بذرتها المؤسس مولاي الشريف بن علي. خمسة قرون من الامتداد والفخر والمجد يمكن أن تملأ مجلدات من التاريخ. هذا التاريخ يصبّ في عرش يجلس عليه الملك محمد السادس، بينما مولاي الحسن يرافقه كظله، ويتعلم منه كل يوم "فنون" الحكم، لذا حينما تنظرون إلى مولاي الحسن ترون انعكاس حضارة، وإشعاع دولة عريقة، وتاريخا يمشي على قدمين.

 

الأفراح تعمّ القصر الملكي، لأن الحدث استثنائي، "الأمير" شبّ عوده، بقامة فارعة، وشموخ ورثه عن أبيه وأسلافه السلاطين العلويين. انظروا إلى "وليّ العهد"، بنظرتي نسر ينظر إلى الأفق ليعانق الآتي. لذا حياته كانت لا تشبه حياة الأطفال الآخرين، طفل يلبس قبعة "أمير" ويحمل جينات "ملكية" ووارث "سرّ" و"عرش" أبيه.

 

احتفال مولاي الحسن بعيد ميلاده الثامن عشر له أكثر من دلالة ورمزية. الباب يفتح أمام مرحلة عمرية جديدة لأمير يقتفي خطى ملك يزرع في قلبه بذور السلف الصالح، ويبث في صدره كيف تكون حاكما يجمع بين "العدل" و"الصرامة". ودع "الأمير" حياة الطفولة، بالرغم من أن طفولة "أمير" و"وليّ عهد" طفولة لها ثمن. الأمير في "القصر" لا يولد وفي فمه ملعقة "ذهب"، بل ملعقة "مسؤولية"، والمسؤولية تقاس بالصرامة والانضباط والتربية العسكرية، لذا النظر في وجه مولاي الحسن هو النظر في وجه مغرب ينمو ويتكامل. النظر في عيني "وليّ العهد" هو استشراف لمغرب الغد. النظر في "وليّ العهد" اكتشاف لشهامة محمد السادس وصرامة جده الحسن الثاني وهيبة محمد الخامس.

 

القصر يستعد لإطلاق مدافع عيد الميلاد التي تتزامن مع الأنفاس الأخيرة لشهر رمضان الأبرك. الفرحة في عيني والده فرحتان تتراقصان: فرحة "أب" وفرحة "ملك".

 

كيف مرت 18 سنة كسهم لاهث؟!! بالأمس فقط تداول المغاربة صورة ملك وهو يحضن أميرا كالقمر.

 

كم تجري أيها العمر حتى أننا لم ننتبه كيف كبر "الأمير" في غفلة عنا وأصبح بقامة والده منتصبا كنخلة.

 

أشعلوا الشموع ودقوا الطبول وانفخوا في المزامير.. أميرنا يلبس ثوب عيد الميلاد.. وأيّ عيد ميلاد؟

عيد ميلاد "الفتوّة" و"الشّموخ" و"الكبرياء".