السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

وليد كبير: القبائل جزائرية والصحراء مغربية!

وليد كبير: القبائل جزائرية والصحراء مغربية! وليد كبير
ما كنا نخشاه وصلنا إليه، وما التطورات الأخيرة التي شهدتها منطقة القبائل الجزائرية إلا بداية لورم الانقسام الذي تسبب فيه النظام وإن لم نسارع بمعالجته سيدفع الوطن الثمن!
النظام الجزائري دأب منذ الاستقلال على زرع سياسة فرق تسد التي تعلمها من الاستعمار فكرس التمييز في التعامل بين جهات الوطن وها نحن نرى اليوم تنامي الأفكار التي كان عدد متبنيها محدودا إلى وقت قريب في منطقة تعتبر إحدى أهم قلاع الوطنية والمقاومة والنضال والتاريخ شاهد عنها.
حركة الماك الانفصالية تحصيل حاصل لغياب دولة الحريات والديمقراطية وأيضا لدعم نظام الحكم للنزعة الانفصالية خارج حدود الوطن عبر تبينه سياسة تقسيم المغرب واحتضانه لانفصاليين من أبنائه.
فلا يُعقل أن تُذكي النار في بيت جارك دون أن تنتبه إلى أن تلك النار ستصل إلى بيتك!
إنقاذ الوطن من التقسيم يمر فقط عبر طريق تُعَبده الحرية وبناء منظومة حكم راشدة تعيد الثقة إلى أبناء الشعب في مؤسسات الدولة.
والمقاربة الأمنية التي بدأ النظام في تبنيها لا تحل المشكل فالأزمة سياسة والحل يكون فقط سياسي.
على النظام الإنصات لما طالب به الشعب في الشارع منذ فبراير 2019 وأن يسلم السلطة له طبقا لما بُنيت على أسسه الدولة الجزائرية وعليه أن يعي بأن الحل لابد أن يتبلور في مشروع سياسي وطني يقطع الطريق أمام التهديدات التي تحوم حول الوحدة الوطنية.
محاصرة تطور الفكر الانفصالي في منطقة القبائل الجزائرية يكون عبر مليء الفراغ الرهيب الذي أحدثه تعامل السلطة مع هذا الجزء الغالي من وطننا والذي ذهب أبناءه ضحية التهميش وسياسة الإقصاء وقمع الحريات ومصادرة الحق في الرأي.
على النظام الكف فورا عن دعم جبهة البوليساريو وعليه أن يفهم جيدا بأن وحدة المغرب تعزيز لوحدة الجزائر، وأن تداعيات استمرار دعمه للنزعة الانفصالية في البلد الجار هو خطر على الجزائر بالأساس وأنه آن الأوان لإعادة النظر في تعاطيه مع هذا الملف بشكل يخدم المصلحة العليا للوطن
وستبقى إن شاء الله القبائل جزائرية والصحراء مغربية.
 
وليد كبير، إعلامي جزائري، مهتم بقضايا العلاقات المغربية الجزائرية