الثلاثاء 19 مارس 2024
اقتصاد

مشروع فلاحي ينذر بهجرة جماعية لسكان واحات الجنوب الشرقي

مشروع فلاحي ينذر بهجرة جماعية لسكان واحات الجنوب الشرقي مشهد من واحات الجنوب الشرقي (أرشيف)

دق فاعلون بيئيون ناقوس الخطر بسبب مشروع إنشاء مزرعة للنخيل بمساحة تقدر بـ 900 هكتار بمنطقة تاديغوست بإقليم الراشيدية، على بعد حوالي 20 كلم من وادي غريس.

 

وذكرت مصادر محلية أن هذا المشروع الزراعي حظي بموافقة السلطات المحلية، وستتم إقامته على أرض جماعية، محذرين من خطورة استنزاف المياه الجوفية ومياه منبعين رئيسيين وهما منبع بوخازم وتمدا نمسعود اللذان يغذيان عبر ساقية طويلة واحات مكامان، أيت يحي أوعثمان، حرات، كلميمة، الوكا، الكاوز، تيلوين، توروغ والجرف.

 

في نفس السياق ذكر المهندس رشيد بوفوس أنه من المرتقب أن يلجأ أيضا صاحب المشروع إلى بناء أربعة أحواض ضخمة لجمع مياه الري بسعة تبلغ 150.000 متر مكعب من أجل تطوير زراعة البطيخ إلى جانب النخيل، وهي المياه التي سيتم ضخها اعتمادا على منسوب المياه الجوفية مما سيؤدي مع مرور الوقت إلى استنزاف أكثر من 40 في المائة منها في هذه المنطقة الحارة والصحراوية، الأمر الذي سيكون له انعكاس خطير على مصادر المياه بالمنطقة والتي تروي أزيد من 3000 هكتار.

 

وأضاف أن نتيجة هذا المشروع المتهور والخطير ستكون هي الانخفاض الكبير في حجم المياه التي ستصل إلى الواحات الواقعة في اتجاه مجرى وادي غريس، وهو الحجم الذي انخفض بالفعل بشكل حاد منذ سنوات، بسبب الجفاف وندرة هطول الأمطار، وسيؤدي في نهاية المطاف إلى موت بطيء للواحات التي استقر فيها عشرات الآلاف من السكان لأكثر من قرنين من الزمان، وتوقع بوفوس أن يحدث ذلك خلال 20 سنة القادمة بسبب عدم وجود مشروع زراعي واحد مرخص له، علما أن وكالة الحوض المائي أيدت هذا المشروع خلال اجتماع عقد في 5 أبريل 2021 بكلميمية معتبرة إياه "خال من المخاطر"، لكن دون أن يتم الاستناد علميا على دراسة التأثير على النحو المنصوص عليه في قانون البيئة أو في الدراسات الهيدروجيولوجية -يضيف بوفوس- خصوصا أن الفرنسيين الذين بنوا نظام الري بالسواقي قبل 90 عاما لم يأذنوا مطلقا بتطوير الزراعة خارج الواحات لأنهم يعرفون جيدا أن هذا من شأنه أن يقوض بقائهم.

 

ومن المتوقع إذا تحقق مشروع زراعة النخيل والبطيخ أن يؤدي الأمر إلى هجرة جماعية للسكان المحليين نحو الداخل، في الوقت الذي أطلقت فيه الدولة مشروعًا طموحًا للحفاظ على الواحات والنظام البيئي للواحات، من خلال وكالة وطنية أنشئت لهذا الغرض وتأمل من خلالها استقرار الناس في أراضي الواحات.