الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي: محمد كرينة شهيد يوم الأرض

صافي الدين البدالي:  محمد كرينة شهيد يوم الأرض صافي الدين البدالي
مات الشهيد محمد كرينة، واقفا من أجل الأرض الفلسطينية، مات مساء يوم 24 أبريل 1979، مات واقفا كالفارس المغوار يقارع النظام ومخابراته التي عذبته من أجل انتزاع معلومات منه عن التنظيمات التلاميذية التي كانت تنشط في المؤسسات الثانوية آنذاك في ارتباط مع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب؛ وعن الشبيبة الاتحادية وعن إضراب 30 مارس . لكنهم لم ينالوا منه ما يريدون من اعترافات ذات الارتباط بتحركاته وبعلاقاته التنظيمية.
لقد كان المناضل الشاب الصلب الذي لم يتأثر بالخطابات الرجعية التي تسعى إلى طمس القضية الفلسطينية كقضية كل الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب المغربي، وهو تلميذ تشبع بالمبادئ الإنسانية التي تحملها الاشتراكية العلمية المؤسسة لقيم التحرير والديمقراطية والاشتراكية. لقد تشبع بالقيم النضالية وبالكفاح من أجل نصرة حقوق الشعوب وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني.
خرج إلى الشارع يدعو إلى الإضراب الذي دعا له حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي كانت ما زالت فتية ولم تتخلص بعد من تبعات الإضراب العام وما ترتبت عنه من أحداث ( 9، 10، 11 أبريل 1979)، خرج كرينة من أجل إنجاح اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني في الذكرى الثالثة ليوم الأرض التي اغتصبها الكيان الصهيوني.
لقد كان الشهيد يحمل هموم الشعب المغربي وهو في ريعان شبابه وهموم القضية الفلسطينية كقضية لها ارتباط جدلي بانشغالات الشعب المغربي التي يعتبرها جزءا من برنامجه النضالي، خرج الشهيد محمد اكوينه في المغرب ليساند كفاح الشعب الفلسطيني في نفس اليوم الذي خرج فيه الفلسطينيون من أجل تحرير أرضهم التي اغتصبت منهم . كان محمد اكرينه يدرك مخطط الإمبريالية الصهيونية الهادف إلى احتلال كل الأراضي العربية وإلى إضعاف حركة التحرير الفلسطينية وعزلها عن حركات التحرر العالمية من أجل الاستقلال.
وكان النظام المغربي في سياق تصفية اليسار في المغرب والحد من امتداداته عبر العالم يختار من يكون في المقدمة حتى تخلو الساحة من أي حركة تدعو إلى التغيير الجذري من أجل بناء دولة ديمقراطية حداثية.
في هذا السياق تم اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بن بركة ثم الحسين المانوزي، الذي يرى أحد المتحدثين أنه ظل “مجهول المصير”، مؤكدا أنه “اعتقل في أواسط 1975 بالمعتقل السري النقطة الثابتة الثالثة الكائن في طريق زعير بالرباط.