السبت 27 إبريل 2024
مجتمع

دفاع ضحايا الاغتصاب الجنسي يعرون أدعياء حقوق الإنسان (مع فيديو)

دفاع ضحايا الاغتصاب الجنسي يعرون أدعياء حقوق الإنسان (مع فيديو) المحامية مريم الإدريسي، ومشهد من الندوة، والمتهم توفيق بوعشرين
تحت شعار "حقوق الضحايا بين سيادة القانون ودولة المؤسسات ومزاعم التضليل" نظمت هيئة دفاع ضحايا الإغتصاب الجنسي ندوة في الموضوع بنادي هيئة المحامين بالرباط، يوم الخميس 1 أبريل 2021.
في هذا السياق عبرت المحامية مريم الإدريسي، بوضوح عن موقفها بالتأكيد على أن "أي نقاش خارج وثائق الملف هو نقاش انتهازي، ومن له حقد ضد الوطن عليه أن يعالج نفسه"، على اعتبار أن "ضحايا الإستغلال الجنسي أو الإتجار بالبشر هو واقع".
ووجهت الإدريسي تحية خاصة للنساء ضحايا الإعتداء الجنسي بالقول: "اليوم أحيي النساء على جرأتهن، فليس من السهل جدا أن تتقدم امرأة بشكاية." واستطردت قائلة: "لو تقدمت نساء المغرب بشكاويهن، سنكون أمام فضائح وفظائع جنسية. لأن المسكوت عنه كثير، لذلك أعتبر نسائنا مناضلات، فالمرأة اليوم تعري واقع الحقوق والحريات في المغرب ويستحيل أن نستمر في ظل هذا الإضطراب الحقوقي والفكري".
وانتقدت الإدريسي هذا السلوك الذي وصفته بالتطرف بقولها: "تطرف اليوم نجده عند من يتعامل بانتهازية مع حقوق الإنسان من أجل مآرب غير معلومة، مثله مثل من يؤمن بأن تفجير الذات سيؤدي به إلى الجنة، وهذا التطرف يرفضه المجتمع".
وطالبت نفس المتحدثة من الصحافة "أن تكون مسؤولة، وتعرف بأننا نحن بصفتنا محامون ومحاميات لن نسكت على أي اعتداء جنسي أو اتجار في البشر". مؤكدة على أن هيأة الدفاع "ستتصدى باستدعاء مباشرة لأي صحافة موالية تتجاوز ما هو قانوني وتتسبب للضحايا في أضرار.. لأن القانون يمنحنا الحق أن نبحث عن جبر الضرر من خلال الوسائل والإجراءات القانونية المتاحة".
وعلى اعتبار أن الإعلام هو صلة وصل مع الرأي العام الوطني والدولي، قالت مسيرة الندوة: "أنتم مطالبون بالإطلاع على واقع ضحايا الإستغلال الجنسي، لأنه يقع تسريب بعض المغالطات من بعض الجهات والتي تحاول أن تستفيد من الهامش الديمقراطي لكنها تنتفض إذا كان القانون غير في صالحها، و تعتبر نفسها ضحية ".
وفي كلمة إحدى ضحايا الاتجار بالبشر والاغتصاب الجنسي قالت متأثرة: " أشكر هيأة دفاعي. لقد قررت أن أتلكم بعد سنين من الصمت، لأنني أم، ولن أتقبل هذا الواقع (أجهشت بالبكاء).."
وتساءلت "كيف سأواجه أخوتي وأهلي وأقاربي.. إننا تعذبنا ، و لم يستشعر أي أحد معاناتنا وآلامنا.. أطلب من الجميع أن يفهوا ويحسوا بنا، نحن لسنا فاقدي للعقل (حمقين) أتينا من كوكب آخر لنرمي إنسانا بالباطل ونعيش حياتنا في عذاب ..."
وعن نفسها أوضحت: "أنا شابة في العشرينات من عمري، بدأت أشعر بعد هذه الأزمة أن عمري بلغ إلى التسعين سنة.. أرجوكم كفى ما تعرضنا له من ابتزاز في ذلك المكتب، وكفى لما تعرضنا إليه من استفزازات بقاعات المحاكم من شتم وقلة الآداب، وقلة الإحترام...نتمنى من كل المغاربة والعالم أن يحسوا بنا وبعذاباتنا، أنا كأم لم أعد قادرة على العيش في بيتي ولم أعد اتحمل الحياة ..مررت من ثلاث محاولات انتحار ..كلنا مغاربة ولن يرضى أي أحد فيكم أن يقع ما وقع إلينا لأخته أو إبنته ...كصحفيات وصحفيين لن ترضوا أن يتحرش إنسان ضد قريبتكم ".
وشددت على أننا: "نتكلم أمامكم لتغيير هذا الوضع ولتحطيم هذا الطابو، أريد أن يتكلم كل من تعرض للتحرش أو الإتجار في إنسانيته ، اليوم أنا أنام بفضل الدواء ..لا أستطيع عناق أبنائي أو احتضانهم...لم يرحمنا أحد نحن ضحايا الإغتصاب"  
واستغربت لمن يروجون خطاب التشكيك ويدعون أن "الدولة هي من دفعتنا لتقديم الشكايات"، في الوقت الذي كشفت نفس المتحدثة عن معاناتها مع "الأمراض وقلة ذات اليد، ولم تقدم لها الدولة علاجا لأمراضها ومشاكلها الصحية أو تبحث لها عن عمل.."
وأكدت على أنها ستتكلم " ولن أبالي لأقوال بعض الجهات وإشاعاتها المغرضة ، لأن (هذاك السيد) مجرم خاصو ينال العقاب.. كفى.. فكروا فينا راه عندكم أبنائكم وبناتكم" 
هذا النوع من الجرائم الجنسية لن "نسكت عليها لأنها تمس بشرف الضحية وعائلتها وأسرتها وأبنائها ومحيطها الاجتماعي و تمس بوطنها مع الأسف ...هذه معاناة نساء تعرضن للإغتصاب والتحرش الجنسي والاتجار في البشر، ويعانين من أزمة نفسية وقساوة نظرة المجتمع لهن، وهذا واقع يجب على الصحافيين أن ينقلوا المعلومة بكل موضوعية، وبأمانة، وكذلك يجب على الحقوقيين والحقوقيات أن يحتكموا للقانون والديمقراطية ".
وقال المحامي الهيني في مداخلته: لقد "حضر الجسم الإعلامي من أجل تنوير الرأي العام، من خلال هذه الندوة الصحفية، أؤكد لكم أن المتهين المتابعين في هذا الملف نحن نحترم قرينة برائتهم، ولن نهاجمهم أو نتطاول عليهم، أتينا اليوم لنتحدث عن كرامة الضحايا ونوضح مسؤولية الدولة ومسؤولية الجسم الصحفي والمجتمع المدني".
ووجه خطابه للصحافة قائلا: "أنت ملزم كحقوقي عليك أن تحترم كرامة المواطن، وكرامة الضحايا..وهذا ما جاء به الدستور من أجل احترام الحقوق والحريات". خلاف ما يقوم به "أصدقاء المتهم في سياق عشيرة حقوق الإنسان" حسب الهيني. 
وختم قائلا: "أيها الحقوقي لما تعتدي على كرامة المواطن بدعوى أنك حقوقي فهذا ليس بحقوق الإنسان ولكن أسميه تجارة بهذه الحقوق".