السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

كمال السعيدي: في شأن انسحاب عمر بلافريج

كمال السعيدي:  في شأن انسحاب عمر بلافريج كمال السعيدي
ما أعرفه عن انسحاب الرفيق عمر بلافريج من الحياة السياسية، هو ما قاله في استجوابه الأخير مع ميديا 24 ولكم، وهو اعتباره أن مشروع فيدرالية اليسار، قد أصبح في حكم الميت وأنه انخرط في الحزب وترشح باسمه لأنه آمن بهذا المشروع. ربما هناك أسباب أخرى أرى من اللائق ألا أتحدث عنها نيابة عنه خاصة، وأنه هو نفسه قال بأنه لا يريد التشويش على الرفاق في الفيدرالية وهي مقبلة على محطة الانتخابات.
آمل شخصيا أن تحدث تطورات إيجابية في مسار الاندماج تعيد للرفيق بعض من الأمل المفقود في مستقبل الفيدرالية ومشروع الوحدة.
أمل نحتاجه جميعا ويترقبه معنا ربما الكثيرون ممن يتعاطفون مع اليسار الذي نمثله والذي جسده الرفيق عمر بشكل استحق عليه الثناء والاحترام.
وبعد هذا التقديم
لا يسعني إلا أن أحترم قرار الرفيق عمر بلافريج
ولكن هذا لا يمنع من القول بأن انسحابه هذا هو خسارة كبيرة للحزب ولفيدرالية اليسار الديمقراطي. مما لا شك فيه أن الرفيق عمر وككل ممارس للسياسة قد يكون أصاب وأخطأ ولكنه نجح عموما في تقديم صورة طيبة عن العمل المؤسساتي وعن أداء فيدرالية اليسار من زاوية المعارضة العقلانية والبناءة.
وأبدع في التواصل مع المواطنين والناخبين وبشكل خاص مع الشباب من خلال خطاب سمته الصدق والوضوح.
صحيح أن الحزب الاشتراكي الموحد حضي دائما بقدر كبير من الاحترام. احترام لخطه السياسي ولمواقفه. احترام لرموزه ولقادته ولعموم مناضليه. . فما هو مؤكد أن الرفيق عمر كان واحدا ممن ساهموا في تعزيز هذا الاحترام وفي إعلاء شأن الحزب وسمعته.
لذلك فإن قراره هذا وبغض النظر عن حيثياته ومبرراته هو خسارة للحزب وللوحدة اليسارية المأمولة.
 
كمال السعيدي، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد