الجمعة 19 إبريل 2024
اقتصاد

سليمة بلمقدم: غرس النخل بالمغرب..قصة حب مزيفة!!!

سليمة بلمقدم: غرس النخل بالمغرب..قصة حب مزيفة!!! سليمة بلمقدم، ومشهد للنخيل
غرس النخل بالمغرب هو "فانتاسم" لزمرة من مسيري شأننا العام المهووسين بأناهم العالية أو بالتهيئة المركنتيلية. 
منذ سنوات وأنا اتابع هذه الخطيئة بحكم مهنتي ومن خارجها كمواطنة أولا، وكم مرة أحسست وشرحت أن المغرب يحتل المرتبة 2 من حيث التنوع البيولوجي على مستوى المتوسط وبالتالي، هو ليس وطن للنخيل بكل ترابه، أي أن النخيل بنوع Phoenix dactilifera يتوقف مستواه البيومناخي بمراكش شمالا وفكيك شرقا. وهذا أمر جوهري يجب مراعاته واحترامه. 
بالمناسبة حتى مراكش، تم انتهاك حقوق منظرها الطبيعي الأصلي الذي يشكل هويتها المنظرية والتاريخية، بإدخال النوع الامريكي Washigtonia أو Pritchardia وزرعه بين نخلات الثمور الشامخة. وهذا السلوك اللامسؤول أصفه بالجريمة.
نفس الشيء بالمدن الأخرى، كأكادير، التي استسلمت المسكينة هي كذلك لتخريب هويتها المنظرية والايكولوجية، ثم طنجة، الدار البيضاء، الرباط، العرائش، القنيطرة، فاس، مكناس، وحتى أزرو يا ناس.. أريد أن أقول كل المدن لأني زرت معظمها وتأسفت لتغييب الضمير المهني والوطني وانعدام الانصات للكفاءات المتخصصة في الميدان. 
- انتهاك الهوية المنظرية للجماعة الترابية.
- النخلة المغروسة بغير مجالها تتعذب ولا تكون بصحة جيدة وتنتهي بالموت..
- النخل لا يمدنا بالظل اللازم إلا اذا كان على شكل مجموعة..
- النخل لا يمد كل الخدمات الإيكولوجية وبنفس النسبة، التي تمدها الشجرة كامتصاص ثاني أكسيد الكربون.
- النخل لا يحمي من انجراف التربة كما الشجرة..

وعليه، أوقفوا التهيئة السوقية والغرس العشوائي والتنخيل اللامسؤول. جغرافيتنا رائعة وثراتنا الايكولوجي ساحر وغني ومن واجبنا الخضوع لقوانينه وتنزيل أو تفعيل المواثيق الحضرية المنظرية والعمرانية التي يجب أن تتواجد بكل مدينة.
إن لم يستطع مدبرو الجهات والأقاليم والجماعات على التدبير الذكي والرشيد لترابنا، فنحن في "حركة مغرب البيئة 2050"، مستعدون لمساعدة المجتمع المدني البيئي المحلي المنظم أو الراغب في التنظيم، على إعادة الاعتبار للثروة الايكولوجية والهوية المنظرية والمتطلبات البيئية النباتية لجماعاتهم.
 
سليمة بلمقدم، مهندسة منظرية