الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

اسمهان عمور: سهم العمر قفز سريعا إلى الستين...

اسمهان عمور: سهم العمر قفز سريعا إلى الستين... اسمهان عمور

إلى صديقتي فاتحة العكاري، في عيد ميلادها الستين...

 

تحسست صفحة الميلاد فقفز سهم العمر سريعا إلى الستين... هل تقيس ما مر من عمرها بعدد بياض الشعر، أم بترهل عضلات الجسم الذي هوت تضاريسه، أم بالبقع الداكنة التي انتشر بعضها على ظهر اليد والآخر في الوجه، الذي كان بالأمس صافيا يتحدى بياض الطهر... أم بالجفون التي ارتخت فأعاقت مساحة ما بين الحاجب والعين؟

 

ينفلت العمر منا وينسل ونحن لا ندري أن السهم قد بلغ إلى السقف، غافلين في زماننا أن السنين لا تقاس بتاريخ الميلاد المدون، بل بعدد ما حملنا الجسد من ثقل الحياة والركض...

 

هكذا فطنت هي إلى بلوغ الستين، غير متحسرة على ما مضى من العمر الذي قضت نصفه في خدمة الإعلام وخدمة أسرة تشعبت مشاكلها وامتدت فأبت إلا أن تكون السند والحاضن.

 

عزيزة النفس هي. كريمة اليد كانت ولا تزال... فهل تقرع الأجراس ليستفيق من ضمتهم بالأمس ليشعلوا شموع العيد 60.

 

احسستها متوجسة، أسئلة كثيرة تنط من عيونها الخضر لون الحياة... أما آن ليديها أن تفتح العلب الملفوفة في الأحمر والزهري والحاملة لصور القلوب الملآى بالحب؟؟ هل يشفع لها سخاؤها لسنين طويلة أن تحظى بلمة العمر وأن تشعل الشموع فوق كعكة الميلاد وصدى أصوات تباشير عمر مديد تشق عضلة القلب لتضخ فيه املا جديدا في الحياة بعد الستين؟ وأن ينثر الورد على جسد المرأة من شيب الشعر إلى أسفل الخطو، معلنين عن توقيع ميلاد جديد لا يحسب بعدد السنين، بل بعدد زهرات العمر؟

 

أحسست بخطوات الفرح تسبق خطاي وأنا أقتني لها الهدية... ارتميت في حضن يتسع لمحبة الكون لأعلن لها في عيد ميلادها الستين أنها هي البحر المليء بالدرر، وأن السهم الذي شق صفحة الستين انكسر من فيض الحب والأمل.