الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

حسن برما: تهافت التمساح الملتحي

حسن برما: تهافت التمساح الملتحي حسن برما
عادة فقهاء الظلام أنهم مهووسون بسرقة أموال الأبرياء بالنصب والمكر وترهيب الأحياء بفقه الموت والأموات ولا يبالون بردود أفعال الدهماء كما يقولون، وما فعله التمساح الجوعان يدخل في مواصلة الرقص على حبل الغباء والتنكر لأخلاقيات النضال النبيل.
زعماكين هو يعتبر نفسه أذكى الناس حين أقسم وأرعد وأزبد بأنه سيقدم استقالته لو تم تمرير قانون تقنين زراعة الكيف، طبعا هو لا يعترف بأنه أغبى السياسيين وأحقر الزعماء الذين انبطحوا منذ البداية للمخزن وأعلنوا دون لف ولا دوران أنه عبد لادريس البصري ولداخليته الرعناء.
حاول الانخراط في حزب يساري، شكوا في كونه مخبرا حقيرا، رفضوه، أسس جمعية إسلاموية، راسل الصدر الأعظم واختار أن يكون الخادم المطيع، ولنيل رضى الجلاد خطط لاغتيال الشهيد عمر بن جلون، وساهم في اغتيال حركة 20 فبراير.
فما الذي يمكن توقعه من مخبر كريه حلم ذات يوم بالانتماء لليسار؟ القصة تعرفونها، رفاق اليسار اشتموا فيه رائحة النذالة والكره للقيم الإنسانية النبيلة، اقتنعوا بعمالته لحجاج سنوات الجمر والرصاص وطردوه كالكلاب الجرباء.
ولأنه من طينة غربان العتمات الخانزة، ارتمى في حضن الحكام كما يفعل فقهاء الدواوير العاطلين عن الفعل، استجدى مهمة حقيرة، جمعوا حوله كل من يأنس في نفسه الغباء اللازم والحقد الصادق والانتهازية المركبة، أعطوه حانوتا كان يعاني من الكساد وأخرجوا لنا أخبث جماعة عرفها الوطن.
تم تمرير قانون زراعة الكيف، ولأن الرجل هو الكلمة، أهداه التفكير المثقوب حيلة صبيانية يدمنها رعاوين القسم الكسالى، قطع ورقة لتلفيف الزبدة، دون احترام لأخلاقيات التواصل الرسمي، ودبج إخبارا فقيرا وتخربيقة عاهرة في سلم المراسلات المنفعلة، وفي كل مرة يكشف عن جزء مريض من شخصيته الهشة، فمن يكتب خبر التجميد في تلك الورقة لا يمكنه أن يكون سوى حقيرا مدلولا ولا قيمة له .. لأنه بتلك الورقة وبذاك الأسلوب كشف عن شخصيته غير السوية ومعاناته من مرض نفسي يفضحه توقيعه المضطرب وخط كتابته.
هدد بالاستقالة، لكنه اكتفى بأن قرفش بعض الأسماء وجمد عضويته، عادة غربان وفقهاء الظلام أنهم بارعون في التلاعب باللغة وترك الفجوات لممارسة الحرام بكل حرية.
ثم عاد صاحب فقه الغرغرة والقراد الكلبي وتراجع عن مقاطعة قطيع العبيد المنبطحين معتقدا أننا نهتم لتهريجه، ونحن لم ننس أنه دخل السياسة من باب الخسة والنذالة، مثله لا يليق به سوى الاحتقار!
وللتاريخ، ما زلت أتذكر جيدا يوم ارتدى عباءة الحلايقي الفاشل، تباهى بإنجازات بليدة سيشهد التاريخ أنها كوارث ونكبات نزلت على مأجوري الوطن، بجرة قلم رعناء ذهبت مكتسبات ناضلت من أجلها الطبقة الكادحة وقدمت التضحيات الجسيمة من دمها وقوتها، افتخر بكونه جاء ولاحظ امتصاص الأجور لخزينة الدولة، وللتخلص من المشكل، قرر قطع رأس الكلب بسبب قراد يمتص دماء الحيوان، بهذا التشبيه المثير للتقزز حدث جماعته المخدرة بفقه القضيب المعطوب.
وما زلت أتذكر قهقهات التشفي من قطيعه الملتحي الحاقد والتصفيق الحار كما لو أنه حقق إنجازا بطوليا، وأضاف قائلا بأنه منذ جاء اختفت الإضرابات في المدارس وفي المستشفيات، وللتذكير أيضا قال أنه آن للدولة أن ترفع يدها عن التعليم والصحة، ولذلك فرض العمل بالتعاقد، وأضاف سنوات ظالمة لتأجيل التقاعد.
كان السبب في فرض التعاقد بحقد غبي لا مثيل له .. في أفق قتل المدرسة العمومية والتضييق على تعليم أولاد الشعب والطبقات الفقيرة خدمة لأطماعه الخبيثة ومصالح لوبيات التعليم الخصوصي.
وقبلها قضى على صندوق المقاصة وحرر أثمان الوقود، متجاهلا كوارث تسببت في إفراغ جيوب المواطنين تماشيا مع شعار فقهاء ظلام يستجدون رضى الحكام بإغناء الغني وإفقار الفقير، دون أن ينسى تذكير ذئابه الجائعة بحقيقتهم الحربائية التي جعلتهم يدخلون الحكومة من أجل تحسين أحوالهم المالية والاغتناء الشخصي غير المشروع.
فعلا أقسى القلوب عادة هي لفقهاء الظلام، لا شفقة ولا رحمة، يبررون قسوتهم بشعارات دينية، يرفعون اليافطات الجاهزة في وجه من يفضح تجارتهم بالدين وسمسرتهم بعواطف المؤمنين، ويشهرون صكوك الغفران من منطلق أنهم وحدهم يملكون الحقيقة المطلقة والترخيص السماوي الموبوء !!!