"واحد يحلب أ واحد يشد المحلب"، هذا المثل الدارج ينطبق على حكومة البيجيدي، التي يرأسها العثماني، لكن الظاهر أن بنكيران، يحاول بكل ما أوتي من قوة، الضغط على العثماني ليجعله ينصت لأوامره، ويعمل بوصاياه، ويحلو له كثيرا بأن يمسكه من اليد المريضة ويضع له العصا في الرويضة يراقبه بعيون لا تنام، ويفتي عليه، في الحلال والحرام، وهو مرتديا جبته البيضاء مستلقيا على قفاه بمقر سكناه.
لو كان، حزب البيجيدي، يؤمن بالديمقراطية، لترك العثماني يعمل بما يمليه عليه ضميره، ثم محاسبته، بعد إتمام واجبه في نهاية ولايته؛ لكن الحزب لا يهمه سوى المنصب والمكسب، فهو يضع أقدامه على ظهور جاثمة وعيونه على ولاية قادمة؛ فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسير حكومة برأسين.. وكما يقول المثل الدارج، أيضا، "خبزة عشرة ما طيب"...