الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب دبيش: الكيف منقذ المغاربة

عبد الوهاب دبيش: الكيف منقذ المغاربة عبد الوهاب دبيش
اعترف أن الدولة المغربية أعرف  بالبلاد من أي كان وأن لديها الحنكة والحكمة للقيام بدورها الكبير في تحصين المجتمع والبلاد من اي خطر يتهددها.
الكيف هذه النبتة المحرمة قانونا على المغاربة منذ عشرينيات القرن العشرين استطاعت أن تعيد الامور الى نصابها فهي نبتة طبيعية تنمو تلقائيًا في امان الله باكثر من موطن وموقع بالريف الأوسط شمال حوض ورغة الأعلى .
عرفت النبتة من خلال والدي واعمامي واهل قريتي الدين كانوا يتفننون في تدخينها وعشت خلال طفولتي طقوس تدخينها من طرف والدي  منفردًا في بيته أو مع اقرانه من معارفه  وكنت اعرف كذلك  طقوس من يبيعها واسلوب نقلها من قبل "الحرايفية الذين كانوا لا يخافون الا الله اثناء نقلها وبيعها وشرائها الكيف لم يقتل احدا ممن دخنوه واغلب من اعرفهم ممن دخنوه وماتوا تجاوزت اعمارهم الثمانين وماتوا بامراض لا علاقة للكيف بها عالم مدخني الكيف مرح ونشط وبعيد عن النرفزة وعن التشدد في المواقف والبيئة التي عاش فيها مدخنو الكيف عالم فيه كرم وحفاوة  فهو عالم محب للاكل والشراب ودكة المدخن  للسبسي  فيها حلاوة ما بعدها حلاوة تظل تنتظر من يرتشفها ساعات طوال وقد تدوم الى اليوم الموالي اذا انعدم الاتاي او القهوة عالم الكيف يعشق الاكل لكنه لا يساهم في التخمة لذلك لا ترى ضمن مدخني الكيف الا اشخاص رشيقي القوام وليس بينهم شخص يتجاوز الستين او السبعين كيلوغراما عالم السبسي مضاد للتطرف  ويستهوي حفظة كتاب الله ممن لا يؤمنون بفكرة اعف عن اللحية وقص الشارب فهم يحبون الحلاقة وشفرة الحلاقة ويتزينون في مناسباتهم ولباسهم نظيف اسميهم الطلبة المعتدلي الرأي ونقاشاتهم الدينية ليس فيها ما يسيء الى الآخر ...
الحمد لله ان السبيل الى الانتهاء مع صناع التفاهة والتطرف والعداء للاسلام الوسطي الذي اقره المغاربة منذ القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي ونظمته متون المغاربة وحفظه قراء المغرب من اعتبار المغرب سني مالكي اشعري جنيدي هو دين المغاربة الذين لا يحبون لا اين تيمية ولا من يعتقد فيه. حمدا لله ان الكيف اصبح نبتة طبية لها منافع  قد يستفيد منها المغاربة ماديا ومعنويا وان هذه النبتة كشفت ان ممتهني الاسلام السياسي لا يعجبهم الوضوح ولا ضوء النهار لانهم يحبون ممارسة نفاقهم الديني بطريقة لا يمكن للنور ان يصلها حتى لا تنكشف للناس عوراتهم ..
هنيئا  للدولة بمرحلة التصالح مع جزء من ذاتها  وهنيئا لها ايضا بقدرتها على تجنيب المغاربة طفيليي القرن الواحد والعشرين ولا خوف على شعب تحكمه دولة مؤسسات عريقة ومتأصلة  والجملة الاخيرة  لسي بن كيران ارجو ان تلتزم بما كتبت وان لا تكون هذه الرسالة بوابة دخول السياسة باسلوب جديد اكثر سوداوية مما مضى..