السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد فردوس: سؤال مول الكيف لبنكيران.. لماذا لم تنتفض ضد حزب شَارِبَانْ و خنقت "اَلسًبْسِي"؟

أحمد فردوس: سؤال مول الكيف لبنكيران.. لماذا لم تنتفض ضد حزب شَارِبَانْ و خنقت "اَلسًبْسِي"؟ أحمد فردوس
 رحم الله الوطنيين من رجال المقاومة الذين أفتوا بتحريم تدخين السجائر المستوردة في زمن الإستعمار، وأوصوا باستهلاك القنب الهندي كمنتوج وطني يعرفه الشعب باسم "الكيف"..بالحق متى كان بنكيران وصحبه وطنيون ؟
 في الثقافة الشعبية وطقوس التدخين يعتبر القنب الهندي ـ الكيف ـ "سلطان" و"حكيم"، رغم صعوبة الحصول عليه في بعض الأحيان، وكثرة متطلبات وشروط تهييئه و إعداده في مختبر، (اللوحة والموس، والغربال، والسبسي والمطوي ولوقيد).
الكيف "سلطان وحكيم" نظرا لما يمتاز به صاحب "اَلسًبْسِي وَالْمَطْوِي" من سلوك إجتماعي نبيل يتمثل في الطيبة والأخلاق وبرودة الأعصاب، بل أن جلسات "مُولْ اَلشْقُوفَةْ" مع لمة الأحباب حول صينية الشاي ، وسيطرة رائحة الكيف الجميلة على الفضاء، (صَاحَبْ لَكْوِيفَةْ يَتْعَاشَرْ)، و"تْقَرْقِيبْ اَلنًابْ" أو الإستماع لأمواج الإذاعة، أو إحدى الجلسات الفنية الشعبية، تمتاز بالحكم والدروس البليغة في الحياة وفن القول على مستوى حكي الأزليات .
في باديتنا نستعمل دخان الكيف (اَلْعِيسِي) كعلاج للأطفال المرضى بـ "الشًمْ"، وهو مرض إسهال حاد يصيب الرضع، يصاحبه قيء وارتفاع في درجة الحرارة، حيث يتم اللجوء لـ "مول لكويفة" للحضور لبيت العائلة لكي يدخن "السِبَاسَةْ" في حضرة الطفل المريض، وينفث دخان الكيف تحت إبط الرضيع. 
سألني الأسبوع الفارط أحد "اَلْمَبْلِيٍينْ" (42 سنة من التكيف مع الزمان) باستهلاك القنب الهندي بمنطقة دكالة من أفراد عائلتي، هل تدخين الكيف حرام بالنسبة لحزب العدالة والتنمية؟ وما هي الأسباب التي جعلت بنكيران ينتفض و يُقْدِمْ على التهديد باستقالته من حزبه الذي أهداه كرسي زعامة رئاسة الحكومة؟. (وثيقة التهديد بالإستقالة بخط يده)
أجبته بأسئلة أخرى من بينها، ألا يعتبر الخمر حرام في الإسلام؟ كم هو عدد حوادث السير والجرائم التي يتسبب فيها الخمر؟ لماذا لم يقم بنكيران بنفس الموقف لمحاربة بيع الخمور؟ بل لماذا أعد ميزانيات حكومته السابقة استنادا على مداخيل الضرائب المفروضة على الخمور بجميع أصنافها وأنواعها؟. ومن أين يجني اليوم بنكيران ريع 7 مليون شهريا؟.
أشعل النار في مقدمة اَلسًبْسِي، وبدت جمرة مفروم نبتة الكيف الممزوجة بـ "طَابَةْ لَكْتَامِيًةْ" حمراء ملتهبة وسط الشْقَفْ اَلطٍينِي مثل كُورَةْ من ذهب، في ترجمة حقيقية لشذرة الغناء الشعبي الزعري (سَبْسِيكْ مْسَرًحْ، يَسْـﯖُطْ غِيرْ اَلْـﯖَمْحْ)، بعد أن التهم دخانه الناصع البياض، ورشف من "كَأْسْ حَيَاتِي" دَكًتَهُ المفضلة المعدة بالشاي من نوع الشعرة الصحراوي الممتاز  وقال متوسلا: "فِيدْنَا اَلًلهْ يَرْحَمْ اَلْوَالِدِينْ".
قلت بعد أن ألهمني سحر دخان الكيف، لو كان حريصا زعيم الباجدة على الشعب و الوطن  ومقدراته الوطنية، كان الأجدر بالسي بنكيران أن يستقيل من حزب العدالة والتنمية لما سقط قناع الورع والتقوى والطهارة عن وجوه قناديله وقنديلاته سواء وسط المؤسسات أو خارج وداخل الوطن، وهرولت جحافل مريديه ومريداته ومرشديه ومرشداته نحو أفخم الفنادق و شواطئ البحر للإستمتاع بلحظة الإستمناء والمساعدة على القذف، أو لما افتضح أمر ريعهم هنا وهناك، ولائحة الفضائح و القرائن لا تعد ولا تحصى..
كان الأجدر بالسي بنكيران (مول 7 المليون في الشهر) أن يهدد بالإستقالة من حزبه مقابل إغلاق شركات إستيراد وتصدير الروج والماحيا والبيرة والأوساك والفودكا، وتوزيعها على المستودعات والحانات، ودهاليز الليالي الحمراء التي يتستر ورائها "اَلْبًانْضِيَةْ" من رجالات مافيا الخمور في المغرب. (ألم يعلم الزعيم بملفات تحويل الفيلات إلى كبريات في زمن وباء كورونا، لولا يقظة رجال الأمن ببلدنا الأمين؟)
عجبا، لم نسمع ولو مرة واحدة بأن زعيم الباجدة انتفض ضد ملف الخمور التي تدر على الحكومة عشرات الملايير سنويا من الضرائب تضخ في ميزايناتها، وتتحول إلى أجور لوزراء حكومة الإسلام السياسي . (الشراب حرام والكيف حلال سبحان الله؟)
ليتذكر بنكيران، أنه لولى حزب شاربان الوفي لطقوسه وزهده، لما تمكنت حكومتكم من ضمان توازنات مالية منذ أن جلستم بمؤخرتكم النحيلة على كرسي الرئاسة. حزب شاربان الذي لم ولن يتردد مرة في تسمين أجوركم وتمسين مؤخراتكم، وتغيير زوجاتكم وسياراتكم وفيلاتكم... رغم الحصار الذي تضربونه على فعالياته و منخرطيه ومناصريه و زبناء استثماراته لفائدتكم في الحانات والكبريات وملاهي الليل... تحت درعية "بيع الخمر لغير المسلمين" (الله أكبر).
لم يكن خروج الزعيم السكران والثمل بفعل ـ جرعات غلاف السبع ملايين ـ موفقا للإعلان عن موقف فاشل بقناع التدين وكلام الحرام والتحريم ضد استثمار القنب الهندي "الكيف وما أدراك ما الكيف" في الصناعة الصيدلانية والطبية وتقديمه في وصفات طبية قادرة على علاج الداء في زمن العلم والمختبرات العلمية التي تنتصر للإنسانية.
إن خروج بنكيران وتهديده بالإستقالة من حزبه، كان محسوبا لدغدغة و تجييش ذبابه الإليكتروني، و توجيه كلامه للإمعات من كتائب أبواق الدعاية الرخيصة استعدادا لمواجهة صناديق الإقتراع التي سيشارك في تحديد مصير الفائزين بأصواتها أكثر من 40 ألف مزارع لنبتة الكيف في مناطق الشمال بعد طي صفحة المتابعة وإسقاط تهم ترويج الكيف. وتحويل المنطقة إلى نقطة ضوء صناعية واستثمارية باسم الدولة المغربية.
إن حزب "شَارِبَانْ" وحزب "السًبْسِي"، قوتان أساسيتان في اقتصادنا الوطني، لأن الخمور والكيف ثروتين وطنيتين وجب تثمينهما وحمايتهما من تدخل المطبعين مع الريع والفساد، وتحيين القوانين ذات الصلة، حتى لا تنفث ألسنة من هم على شاكلة بنكيران وغيره سمومها في مساحات أحواض مزروعاتنا (عنب وشعير) ونباتاتنا العطرية والطبية (الكيف وطابا)، أو تضرم النار في محاصيلها بلهيب ألسنة اَلثٍنِينْ الزعيم الذي يمارس سياسة التنويم المغناطيسي على الشعب بالسبحة وعود الأرك ورائحة المسك.
قال لي صاحبي بعد أن حلق بعيدا بجناحين متوازنيين "دْعَيْنَاهْ اَلًلهْ اَلْقَاهِرْ اَلْقَهًارْ.. اَلٍلي رْكَبْ يَنْزَلْ وَالٍلي سْمَنْ يَهْزَلْ"، وختم قوله قائلا: " حِزْبْ شَارِبَانْ و حِزْبْ اَلسًبْسِي، عَلْفَتْهُمْ طًيًحْ اَلْمَنْسِي".