الخميس 25 إبريل 2024
خارج الحدود

"ميغان" والأمير هاري.. بين تغول صحافة لندن الصفراء وShow الأمريكي

"ميغان" والأمير هاري.. بين تغول صحافة لندن الصفراء وShow الأمريكي الأمير هاري وزوجته ميغان

تنتمي المقابلة إعلاميا لنوع خاص من المقابلات لها شروط ومحددات تجعلها غريبة وغير كلاسيكية لنا كإعلاميين، منها على الخصوص في المونتاج قطع صورة ميغان وهي تذرف الدموع عند حديثها عن لون بشرة ابنها، وكيف تعاملت معه العائلة الملكية لإظهار فيديوهات وصور أرشيفية، وأيضا وهو الأهم عدم اكتفاء المذيعة النجمة بطرح أسئلة تقليدية، وانتظار الرد من الضيف، بل إن مليونيرة الإعلام الأمريكي كانت تتدخل على طريقة الـshow  الأمريكي وتوجه المقابلة أنى شاءت وتقترح إجابات.. وهذا مربط الفرس، حيث أن الاتهامات الأساسية (تجريد الحفيد من لقب الأمير بسبب لون بشرته) لم تأت من ميغان، وإنما من المذيعة السمراء التي كانت تنتظر فقط تأكيدًا من ضيفة "برنامجها".

 

وتعترف أوبرا في المقابلة بنفسها بأنها تطرح أسئلة مشحونة loaded questions وهي غير مقبولة مهنيا، لكن يجوز لأوبرا ما لا يجوز لغيرها طبعا. ومن  الأمور المستغربة في المقابلة تقسيمها إلى جزأين بشكل غير مفهوم، حيث توجه الأسئلة في الجزء الأكبر منها لميغان، بينما الأمير هاري موجود، لكنه لا يظهر في الصورة، ثم تعود المذيعة في الجزء الأخير وتسأله عن أشياء كانت قد سألت عنها زوجته ميغان.

 

وهنا استغربت كيف أن أهم ما قالته ميغان كانت تنقله عن زوجها الأمير هاري، فلماذا لا نسمع منه هو بالأساس طالما أنه هو مصدر المعلومة. وبرأيي الاتهامات التي أطلقتها ميغان -ورغم أن قصر باكينغهام أخذها مأخذ الجد- لا تستحق كل هذا الزخم، لأنها كلها بنيت على انطباعات من أحاديث جانبية ومن حديثها مع زوجها الذي لم يضف شيئا ذا قيمة، عندما حان دوره للكلام.

 

ومن المفارقات أن الدوق والدوقة المغضوب عليهما كشفا في المقابلة أنهما غادرا المؤسسة الملكية لسببين: أحدهما غياب الدعم داخل قصر الملكة، والثاني تغول الصحافة الصفراء التي تقوم بـ "دور وسخ" في علاقة تحالف مقدس مع المؤسسة الملكية فما كان منهما سوى أن بدآ مشوار التجربة الأمريكية بعمل مقابلة مع شبكة cbs. كيف تهرب من شبح الإعلام وترتمي بين أحضانه، بغض النظر عن الفوارق بين صحافة لندن الصفراء فاقعة اللون وبين الشو show الأمريكي الذي له ما له وعليه ما عليه.

 

وختاما، أهمية المقابلة برأيي، وبعيدا عن جوانبها التجارية، تكمن في النقاش الذي تركته في بريطانيا والعناوين المدوية التي تصدرت أمهات الصحف وشغلت معها الرأي العام. أما أمريكيا فما كان يهم أوبرا بعد السبعة ملايين دولار هو أن تقدم للجمهور الأمريكي الذي لا يهمه في شيء ما يجري داخل أروقة قصر باكنغهام، قصة أميرين عاشا تجربة قاسية في دروب قصر متوحش ثم غمرت حياتهما السعادة بعد أن قفزا من المركب الغارق للعمة إليزابيث، وانتقلا للعيش في حياة مخملية في بيت سعيد غير بعيد عن بيت النجمة ذاتها أوبرا وينفري...