الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

كاتب مغربي يؤرخ لرحلة عجيبة إلى أقصى حدود ألاسكا

كاتب مغربي يؤرخ لرحلة عجيبة إلى أقصى حدود ألاسكا إدريس اعفارة مع صورة غلاف مؤلفه

بأسلوب سلس يحكي الكاتب إدريس اعفارة، في كتابه "مغربي في ألاسكا"، وقائع رحلة عجيبة قام بها إلى أقصى حدود ألاسكا.. الرحلة ابتدأت ليلة 16 يوليوز 2015، انطلاقا من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، مرورا بفرانكفورت الألمانية، ثم تورنتو  Torontoوڤانكوڤر Vancouver الكنديتين؛ ساردا للوقائع وواصفا للصور التي أثارت انتباهه مع صدمة المكان وأشيائه .

 

وبعد استراحة قصيرة في ڤانكوڤر، في أقصى الجنوب الغربي لكندا، والتي لم ينس الرحالة أن يسجل بعض ارتساماته حول تعايش المعتقدات في كندا والحضور الإسلامي الذي لفت انتباهه هناك؛ انطلقت رحلة أبي العيال -كما سمى الكاتب نفسه- من ڤانكوڤر في مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية BC، متوجها نحو الشمال الشرقي، ليعبر مقاطعتي ألبرتاAlberta ، ويوكون Yukon الكنديتين، كي يصل إلى ولاية ألاسكا الأمريكية في الشمال.. وقطع خلال هذه الرحلة أزيد من ثلاثة آلاف كلم. في الذهاب، ومثلها في الإياب .

 

حاول الرحالة سرد الأحداث ووصف الصور، الحسي منها والفكري، مع حضور لافت لحنين فائض إلى المغرب، واسترجاع صور يمتزج فيها الواقع التاريخي بالمتخيل الأسطوري، بلغة تضعك في فخ شباكها منذ أن تشرع في امتطاء الطائرة أو السيارة أو امتطاء صهوة الجليد في قلب صحراء بيضاء.

 

يصف إدريس اعفارة ما التقطته ذاكرته من مشاهدات، مركزا اهتمامه على المثير في مجريات الرحلة، مثل وحيش كندا الكثير، وغاباتها وبحيراتها ومدنها، مع وقفات تأمل ومقارنة بين بما عاشه في بلده المغرب، إن استحسانا أو استهجانا .

 

وإذا كان يبدأ ويعيد معجبا بالوجه الحضاري لكندا، فإنه استغرب لضيق الطرق البرية التي قطعها، سواء طريق كندا السيار، أو طريق ألاسكا السيار، أو طريق كولومبيا البريطانية السيار، ولكنه التمس لكندا الأعذار، لأن شسوع مساحتها وقلة السكان، ثم -وهذا أهم- حالة المناخ الصقيعية لا تسمح باستعمال السيارات والقطارات على مدار السنة، لذا عوّل الكنديون على التنقل بالطائرات التي تقوم مقام القطار عندنا والحافلات، وتربط بين كل المدن والقرى في مساحة مترامية الأطراف.

 

في حكي اعفارة يمتزج الواقعي بالمتخيل، يحضر جنس الرحلة ومحفوظ ذاكرة الكاتب عن رحالة جابوا الآفاق وبين وقاع ما كان يراه ويسجله في هذا الكتاب المغربي بالتتبع.