الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

ساكنة الصويرية تدعو الكائنات الانتخابية إلى فتح أوراش التنمية بجماعة المعاشات

ساكنة الصويرية تدعو الكائنات الانتخابية إلى فتح أوراش التنمية بجماعة المعاشات بشاعة كورنيش الصويرية القديمة
تعتبر الصويرية القديمة مركز مقر الجماعة الترابية المعاشات التابعة لإقليم أسفي "جوهرة ركراكة" التي تحكي جغرافيا تضاريسها تاريخ منطقة غنية بمواردها الإقتصادية وإمكانياتها الطبيعية ومعالمها الأثرية الشاهدة على تفاعل الإنسان مع المجال والطبيعة، بل تعد القصبة الهوائية لرئة منطقة جهة مراكش أسفي التي تتغذى بأوكسجين الحياة وثروات ساحل بحري بشواطئه الجميلة المتاخمة للجبل والغابات ومصب وادي تانسيفت .
الزائر للصويرية القديمة يصاب بالحيرة والاستغراب بفعل توقف عقارب الزمن التنموي وغياب حس الضمير الوطني لمن أوكلت إليهم مهمة تدبير الشأن المحلي بجماعة المعاشات. "هل يعقل أن تمر سيارات المجلس الجماعي كل ساعة من فوق كمائن الحفر المقيمة منذ زمان أمام مقر الجماعة دون أن تحس مؤخرات السائق بالاهتزاز والوخز..سواء كان السائق موظفا أو مستشارا جماعيا أو رئيس المجلس نفسه؟"، يتساءل أحد المواطنين الذي يستغرب لموت الضمير المهني وحس مسؤولية التدبير الجماعي بالمنطقة.
تتلقفك مشاهد اللامبالاة المتعددة والمتنوعة وأنت تتجول وسط بنايات ومرافق الصويرية الباهتة، أو بجانب الشاطئ البحري، ولم تعد عين الزائر تلتقط إلا ما يؤرق البصر ويعطل مجمل حواس الإنسان في غياب ذوق حس المسؤولية الجماعية وتردي طعم الحياة ولذة جودتها في ظل غياب شروط بنية تحية ومرافق إدارية وثقافية ورياضية..
لقد ظل حطام آثار انهيار أسوار كورنيش شاطئ الصويرية شاهد على تقاعس مجلس جماعي منذ سنة 2019 التي شهدت مدا بحريا تحول إلى عاصفة تمددت أمواجها العاتية نحو الكورنيش ودمرت جزء من بناياته التي أحدثها المجمع الشريف للفوسفاط منذ سنوات. "عاصفة بحرية هاجت أمواجها على الشاطئ ودمرت بنايات الكورنيش، وخلفت شقوق وتصدعات في أرضية الزليج.. ومنذ ذلك الوقت ظل الحال على ما عليه دون أن تحرك الجهات المسؤولة ساكنا لإعادة بنائه" يوضح أحد البحارة الذي إلتقته جريدة "أنفاس بريس".
الغريب في الموضوع أن رئيس الجماعة الترابية المعاشات بإقليم أسفي عضو في غرفة المستشارين وابنه برلماني ومع ذلك ظلت الصويرية القديمة تعاني من التهميش والركوض التنموي على جميع المستويات: "كيفاش الأب والابن يمثلون المنطقة بمجلسي النواب، ولم تنعكس تمثيليتهما إيجابا على مستوى تنمية المنطقة واستثمار مواردها وإمكانياتها الطبيعية لتحويل الصويرية لمنطقة سياحية جذابة؟"، يتساءل فاعل جمعوي من أهالي ركراكة بمنطقة خميس أولاد الحاج.
نفس الفاعل الجمعوي طالب من رئيس جماعة المعاشات الذي حول الصويرية القديمة ومحيطها الاجتماعي إلى محمية خاصة أن "يستغل نفوذه الإداري والمالي والمعنوي للقيام بحملة انتخابية (مشروعة) لتسخير آليات الجماعة وإمكانياته الماديةواللوجيستيكية لإعادة ترميم وإصلاح كورنيش الصويرية...وتغطية الحفر الذي تؤثث مدخل جماعته"، وأضاف قائلا: "سأكون من الأوائل للمساهمة تطوعيا في أشغال بناء الكورنيش الذي ظل يترقب من يبادر لإصلاحه وإرجاع الحالة كما كانت عليه".
وعن سؤال للجريدة أكد محدثنا بأن "مبادرة إعادة إصلاح و بناء سور الكورنيش وتزيينه وفق المواصفات الهندسية التي تليق بواجهة شاطئ الصويرية لن يتطلب أكثر من 100 مليون سم، في حين أن حملة انتخابية لشخص يخطط للظفر برئاسة جماعة قد يصرف عليها الملايين تحت جنح الظلام".
وعبر العديد من ساكنة الصويرية عن قلقهم بفعل "غياب المبادرة التنمية لدى الجماعة الترابية لمعاشات في منطقة تعتبر سياحية وجذابة لكنها تفتقر لأبسط المرافق الاجتماعية والثقافية والرياضية والبيئية..".
وقد عاينت "أنفاس بريس" شساعة الأراضي الخلاء على ضفة مصب نهر تانسيفت المحاذية لفضاء الثانوية التأهيلية لمعاشات وبجوار مخيم الشبيبة والرياضة والتي تحتاج إلى من يفكر فعلا على استثمارها لإحداث مرافق بيئية وثقافية ورياضية تساهم في تأطير شباب المنطقة وإنعاش الحركة السياحية والاجتماعية والثقافية.."نحن مقبلون على التلقيح، ومن الممكن أن نتجاوز محنة كورونا في الصيف القادم الذي من المحتمل أن يعرف ارتفاعا كبيرا في منسوب المصطافين والسياح الأجانب والمغاربة بشاطئ الصويرية، فالمطلوب هو إعطاء الأولوية لاحتياجات المنطقة، ولا يمكن أن نتركها تقاوم النسيان والتهميش" يقول أحد فعاليات المنطقة.
مصطاف الصويرية القديمة ينتظر من القائمين على الشأن المحلي "تسخير ذكائهم الانتخابي وكل إمكانياتهم المادية واللوجيستيكية كمقاولين، وسلطتهم المعنوية ونفوذهم المالي من أجل إنتعاشة جديدة تعيد الروح لـ "جوهرة ركراكة"، وإضفاء لمسة الترافع عن منطقة سياحية جذابة تحتاج لمن يعيد لها إشراقاتها التي دونها رجالاتها في صفحات التاريخ والجغرافيا بمداد الإنتماء للمجال والإنسان.