Tuesday 11 November 2025

خارج الحدود

باحث فرنسي يحذر من استغلال الإخوان لتهمة "الإسلاموفوبيا "

باحث فرنسي يحذر من استغلال الإخوان لتهمة "الإسلاموفوبيا "
حذر الباحث والمفكر الفرنسي المتخصص في العالم العربي، جيل كيبل، من لعب الإخوان المتزايد على وتر "الإسلاموفوبيا"، لتحقيق أهدافها، وقال كيبل في مقابلة مع شبكة "سي.نيوز" الفرنسية، إن "هذا السلوك خلق مناخًا يمنع التحليل ويحول النقاش حول الإسلام السياسي إلى منطقة محظورة، وهو ما يهدد وحدة المجتمع وحرية التعبير في فرنسا".
 
وأوضح كيبل، أن تنظيم الإخوان، يستغل تهمة الإسلاموفوبيا كغطاء لتبرير ممارساته السياسية والدعائية، مضيفاً أن التنظيم يعتمد على هذه الاستراتيجية لإسكات أي نقد يوجه لإيديولوجيته أو لأنشطته، خاصة حين يتعلق الأمر بتوظيف الدين في المجال العام أو في المدارس والجمعيات. 
 
ونبه كيبل إلى "ضرورة الفصل بين الإسلام كدين يعتنقه ملايين المواطنين بسلام، وبين التنظيمات أو الجماعات التي تستخدم الدين لتحقيق أهداف سياسية".
 
وأكد أن اعتبار الهوية الدينية "جزءًا ثابتًا وغير قابل للنقاش من شخصية الفرد يُهدّد وحدة المجتمع، لأن هذا النهج يقولب الناس داخل جماعات مغلقة".
 
وشدد على أن هذا المسار "يتعارض مع قيم الجمهورية الفرنسية التي تقوم على المواطنة والمساواة أمام القانون، بعيدًا عن الانتماءات الدينية أو العرقية".
 
وحسب كيبل، فإن هذا الاستخدام المفرط للتهمة، "لا يهدف إلى حماية المسلمين من التمييز، بل يصبح أداة لفرض الصمت وإعاقة النقاش الحر حول الأنشطة السياسية للإسلام السياسي في فرنسا، مما يعقد القدرة على تحليل تأثيره الاجتماعي والسياسي".
 
وأضاف أن هذه التهمة، التي كانت في الأصل وسيلة لحماية المسلمين من العنصرية والتمييز، "أصبحت أداة سياسية تُستخدم لإسكات النقاش ومنع أي تحليل علمي أو فكري لظواهر الإسلام السياسي". 
 
وبحسب كيبل، فإن سوء استخدام مصطلح الإسلاموفوبيا، "جعل كثير من الباحثين والصحفيين والسياسيين، يخشون الخوض في هذه الملفات بسبب الخلط المتعمد بين الإسلام كدين والإسلاميين كمشروع سياسي". موضحا بأن الواقع الحالي أوجد "حظرًا غير معلن على التفكير"، إذ "يجري ربط أي نقد أو تحليل للإسلام السياسي بجميع المسلمين دون تمييز، ما يؤدي إلى تعميم يضر بالمجتمع ويخلق توترًا داخليًا مصطنعًا".