الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

عزيزة غلام: هدفنا إخراج مخطط علاجي لمساعدة المصابين بضعف الخصوبة

عزيزة غلام: هدفنا إخراج مخطط علاجي لمساعدة المصابين بضعف الخصوبة عزيزة غلام

تؤكد عزيزة غلام، رئيسة جمعية الحالمين بالأمومة والأبوة "مابا"، أن جمعية «مابا»، منذ تأسيسها وهي ترفع مطلب التغطية الصحية على رأس قائمة المطالب التي توجهها إلى مختلف الجهات المسؤولة؛ مشيرة إلى أنها تترافع من أجل تمتيع الزوجين بحقهما في تغطية مصاريف تشخيص وعلاج ضعف الخصوبة. معتبرة أن أن التعويض عن الأدوية يشكل مدخلا مهما للولوج إلى العلاجات.

 

+ كيف تلقيتم إدراج وزارة الصحة، مؤخرا، لأدوية علاجات المساعدة الطبية على الإنجاب، ضمن قائمة الأدوية المقبول إرجاع مصاريفها برسم نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض؟

- يعد هذا الخبر مفاجأة بالنسبة إلى جميع الحالمين بالأمومة والأبوة، لأنه جاء بعد سنوات من النضال والترافع لدى المؤسسات الرسمية المعنية.

فمنذ تأسيس جمعية «مابا»، ونحن نرفع مطلب التغطية الصحية على رأس قائمة المطالب التي نوجهها إلى مختلف الجهات المسؤولة، إلى الوكالة الوطنية للتأمين الصحي ووزارة الصحة، لتمتيع الزوجين بحقهما في تغطية مصاريف تشخيص وعلاج ضعف الخصوبة.

من حسن حظنا أننا تلقينا خبرا سارا حول التغطية الصحية، ونحن نودع سنة 2020، إذ نشر بالجريدة الرسمية، عدد 6946، الصادرة بتاريخ 9 جمادى الأول 1442، الموافق لـ 24 دجنبر 2020، قائمة الأدوية المقبول إرجاع مصاريفها برسم نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض. وتضم الصفحة 8516 من الجريدة الرسمية نفسها أدوية الجهاز البولي والتناسلي والهرمونات الجنسية، وضمنها منشطات التبويض، التي تدخل في علاجات المساعدة الطبية على الإنجاب التي يستعملها الراغبون في الانجاب.

كنا دائما نطالب باتخاذ جميع الإجراءات والسبل والمساطر الكفيلة بتسريع وتيرة خروج التغطية الصحية إلى حيز الوجود، سيما في ظل غلاء الأدوية والتشخيصات ومختلف الخدمات الطبية والصحية التي يتطلبها علاج ضعف الخصوبة، والتي تتراوح كلفتها الإجمالية، ما بين 30 ألف درهم وقد تصل إلى 45 ألف درهم، في الشهر الواحد، خلال دورة شهرية واحدة، حسب اختلاف المراكز المتوجه إليه ونوع صعوبة الإنجاب.

 

+ هل تحقق بهذا حلم الحالمين بالأمومة والأبوة؟

- هذا جزء من أحلامنا، بالنظر إلى أن التعويض عن الأدوية يشكل مدخلا مهما للولوج إلى العلاجات، سيما إذا علمنا أن كلفة الأدوية تشكل ما بين 40 في المائة إلى 50 في المائة من الكلفة الاجمالية للعلاجات في إطار المساعدة الطبية على الإنجاب.

المشوار لا يزال طويلا لأجل إدراج باقي الخدمات الصحية الأخرى ضمن التغطية الصحية، وتشمل مجموع الخدمات الصحية المرتبطة باستعمال تقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب والتعويض على جميع التحاليل المخبرية والفحوصات الإشعاعية والعمليات الجراحية التي توصف طبيا لأجل علاج ضعف الخصوبة أو العقم، أخذا بعين الاعتبار أن التكفل الطبي بالزوجين في وضعية ضعف الخصوبة يتطلب تدخل مجموعة من التدخلات الطبية ما يجعل من الكلفة الإجمالية تتراوح ما بين 30 ألف درهم وقد تفوق 40 ألف درهم للمحاولة الواحدة، حسب الحالات المرضية وحسب المراكز وحسب نوعية ضعف الخصوبة.

 

+ هل كان من السهل الترافع لتحقيق هذا المطلب؟

- بطبيعة الحال لم يكن الأمر بالسهل، كونه يتطلب صبرا ومثابرة وعدم الاستسلام لواقع الحال، النضال يتطلب العمل والكد والاجتهاد وتعزيز التواصل مع الجهات المسؤولة وطرق جميع الأبواب وعدم الملل في تكرار المطالب في مناسبات عدة، أنتم تابعتم معنا، مشكورين، مختلف الندوات الوطنية التي حضرها مسؤولو وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي، كما كنا نشرك معنا الجمعيات العلمية ومختلف العاملين في مجال الصيدلة والدواء والمستشفيات الجامعية وغيرهم لأجل مناقشة قضايا ضعف الخصوبة والعقم وسبل تسهيل ولوجهم إلى العلاجات. كما أننا هيأنا كتابا أبيضا حول وضعية ضعف الخصوبة ووجهناه إلى الوكالة الوطنية للتأمين الصحي سنة 2015، ثم أطلقنا حملتين للتوقيع على مطالب الجمعية الخاصة بالتغطية الصحية ورفعنا نتائجها إلى رئاسة الحكومة سنة 2017، ثم خضنا حملات تواصلية عبر وسائل الاعلام بمختلف أنواعها، ولهم مني أفضل شكر وامتنان. إلى جانب عقد مجموعة من اللقاءات والاجتماعات مع الجهات المسؤولة بوزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي وعدد من الجهات على مستوى البرلمان وعدد من الجهات الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها في هذا المجال. كل هذا يتطلب وقتا وجهدا وتركيزا وتطوير أساليب متعددة لإقناع الجهات المسؤولة بطرحنا وعدالة مطلبنا.

وبالمناسبة، أتوجه بالشكر الجزيل إلى جميع الحالمين بالأمومة والأبوة على صبرهم وعلى نضالهم. وأشكر كل من رئاسة الحكومة ووزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي، وجميع الجمعيات العلمية الطبية المغربية وكل الفاعلين في قطاع الصحة، بكل فئاتهم، وكليات الطب، البرلمانيات والبرلمانيين ونساء ورجال الإعلام، بكل فئاتهم، وإلى كل من خانتني الذاكرة في ذكر صفتهم وموقعهم، لهم مني أكبر تقدير واحترام وشكر جزيل لما بذلوه من مجهودات، سواء في السر أو العلن، على ترافعهم لأجل نصرة قضيتنا والتعريف بها والدفاع عنها إلى وصلنا إلى تحقيق هذه النتيجة التي تعد بداية مشرقة في مسار تمتيع الراغبين في الانجاب بتغطية صحية شاملة.

 

+ ما هي الخطوات المقبلة ضمن أنشطة الجمعية؟

- سنشتعل على إعادة مشروع مطلبي جديد لدعوة الجهات المسؤولة إلى تسريع وتيرة توفير النصوص التنظيمية لقانون المساعدة الطبية على الإنجاب وإصدار مخطط علاجي للمصابين بضعف الخصوبة، في إطار حق الزوجين في خدمات الصحة الإنجابية لرفع حظوظهم في الإنجاب، مع التأكيد على فتح مراكز ووحدات جهوية للعلاج وتقريب الخدمات من المواطنين في جميع مدن المملكة.

 

+ وجود أطفال في الأسرة، هل هو ضرورة أسرية أم مجتمعية؟

- هو ضرورة فطرية يشعر بها الكائن الحي، بشرا كان أو حيوان أو غيره. الشعور بالأمومة والأبوة هو حاجة فطرية، بيولوجية، نفسية واجتماعية واقتصادية، تختلف حسب المجتمعات والأزمان، لكن المؤكد أن الكائن الحي يتوق إلى أن يعطي الحياة لكائن حي آخر. تلك هي سنة الخلق. اجتماعيا، الزوجان في وضعية ضعف الخصوبة يشعران بوجود حاجة ماسة إلى الإنجاب استجابة لرغبة ذاتية وأخرى اجتماعية تهدف إلى الاستجابة للمعايير التي يضعها المجتمع، بشكل لاواع، يتشكل مع التنشئة الاجتماعية وتعززه التصورات والتمثلات الاجتماعية الأكثر سيادة في الحياة الاجتماعية والتي تجعل من الزواج طريقا إلى تأسيس أسرة والتي لا تكتمل عناصرها إلا بوجود ذرية.

وبالمناسبة أدعو الزوجين إلى المثابرة لأجل كسر طابو ضعف الخصوبة والعقم، والتسلح بالتضامن والود داخل الأسرة وعدم الاستسلام لضغوطات المجتمع. فنحن في الطريق السليم، نحتاج إلى تضافر الجهود لتستفيد الأجيال المقبلة من ظروف أفضل مما عشناه ونعيشه نحن في الفترة الحالية.