أطلق الفنان الشيخ علال الرويحة على صفحته الخاصة بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك تدوينة أكد من خلالها لعشاق فن العيطة والغناء الشعبي قائلا: "جمهوري العزيز و أصدقائي الأعزاء أخبركم أنه و بعد تفكير عميق قررت أنا والفنانة سهام المسفيوية إنهاء علاقتنا الزوجية مع الحفاظ على روابط الصداقة والإحترام المتبادل...كما أخبركم كذلك أنه و من اليوم قررنا أيضا إنهاء الإشتغال الفني الذي جمعنا لسنوات".
وعلى إثر هذه التدوينة تناسلت عدة أسئلة لدى جمهور الطرفين بخصوص هذا القرار، والترويج لعدة معطيات غير دقيقة دفعت بجريدة "أنفاس بريس" للإتصال بالطرفين قصد استجلاء الأسباب الحقيقية وراء توقيف العلاقة الزوجية ومن تم توقيف المشوار الفني بين الشيخ علال الرويحة و الشيخة سهام العبدية / المسفيوية... فهل ينطبق كلام العيطة "الطرقان صعابو والخطوات كتابو" على هذه العلاقة الفنية بين الطرفين.
في تصريحه للجريدة قال علال الرويحة بخصوص فك الإرتباط مع الفنانة سهام المسفيوية "هو قرار شخصي اتخذناه نحن الإثنين دون تدخل أي طرف، كما إتخذنا سابقا قرار الإرتباط على سنة الله ورسوله".
وعن سؤالنا أوضح الفنان الرويحة بأنه "لا علاقة للعمل الأخير ديو الفنانة سهام (فيديو كليب) عيطة العمالة رفقة الفنان هشام ميموزا، بقرار فك الإرتباط الفني والطلاق"
من المعلوم أن الشيخ علال الرويحة كان قد بدأ مشواره الفني الشعبي سنة 2000، رفقة مجموعته الشعبية التي استطاع أن يدمج فيها لاحقا العديد من الشيخات الطبعات مثل (مليكة الكحلة، مباركة قنينيفة، ربيعة الحاركة نوالة، السعدية بنت الهاشمية ..وشيخات أخريات) فضلا عن إدماجه ضمن مجموعته لممارسين محترفين في للإيقاع والعزف.
ويستحضر علال الرويحة سنة 2011 ، التي استقطب فيها سهام العبدية كصوت غنائي شعبي بعد أن تناهى إلى علمه أنها تحمل جينات فنان شعبية واعدة، وقادرة على شق طريق فن العيطة كشيخة طباعة : "في البداية كنت أسند لها مهمة أداء (كاشكولات) شعبية، وأبانت عن علو كعبها في الغناء والتفاعل مع الموسيقى والإيقاع".
وأوضح بالقول: "لم تكن سهام تتعاطى مع القصيدة العيطية ومتونها آنذاك، نظرا لصعوبة فن العيطة، لكنها كانت تمتاز بأذن موسيقية، وكانت تلتقط الرسائل، وتتجاوب مع الغناء والإيقاع بسرعة"، حيث عملت على "تلقينها مجموعة من العيوط، بالسمع والكتابة والترديد، ولما حفظت كلمات النصوص العيطية، انتقلت إلى التأقلم مع الإيقاع والنغمة الموسيقية" يضيف ضيف "أنفاس بريس"
وشدد هذا الأخير، على أن أول تجربة لسهام العبدية في غناء العيطة وهي تحت التمرين مع الشيخ علال الرويحة كانت في البداية مع نص "تكبت الخيل" التي حفظته بواسطة تسجيل المجموعة الرائدة في فن العيطة للشيخ جمال الزرهوني، ثم نص عيطة "دامي" وعيوط أخرى.. وتمكنت من مراكمة رصيد هائل من نصوص كلمات العيطة المغربية بالممارسة سواء خلال تمارين البيت أو أمام لجمهور . حيث ستنطلق في الغناء الإحترافي سنة 2013 رفقة مجموعته، ليتم الزواج بينها وبين شيخها علال الرويحة سنة 2018 .
وعن مسارها الفني قال: "أنا جد فخور بسهام كفنانة وشيخة طباعة قادرة على أن تفرض نفسها في الساحة الفنية العيطية بالمغرب"، على اعتبار أن الرويحة "كان وما زال يحلم بتكوين وصقل مواهب شيخات شابات يتسلمن مشعل الغناء العيطي بالطريقة القديمة (شيخات زمان) وإرجاع تلك الأصوات النسائية البهية لإيقونات العيطة اللواتي خلدن أسمائهن في سجل الموسيقى التقليدية من أمثال فاطنة بنت الحسين والحامونية وغيرهما من الشيخات المحترمات في الميدان وهن كثيرات"
وشدد في سياق حديثه عن العلاقة الطيبة التي كانت تجمعه مع سهام العبدية على أنه "لم يكن هاجسي هو الشهر والنجومية والجانب المادي، لقد كان هدفي هو أو أوصل سهام إلى مقام الشيخة المحترمة التي تجيد الغناء والطبوع العيطية"، ودليله في ذلك يقول نفس المتحدث للجريدة: "كنت أؤكد لسهام بأن زواجنا لن يقف حاجزا أمام مسيرتها الفنية شريطة أن تحافظ على مسارها وسيرتها الفنية التي اختارتها، وشجعتها على ذلك، وكنت دائما أتطلع إلى تميزها وفرض نفسها كشيخة محترفة بمعنى الكلمة وأن تقتفي أثر شيخات زمان"
لذلك يؤكد الشيخ علال الرويحة بأنه "لن يسمح للفنانة سهام العبدية بصفته (شيخها/أستاذها) أن تتبرم وتنحرف عن المسار الذي اشتغلت عليه مدة 9 سنوات برفقه، واستطاعت من خلاله أن تنتزع صفة شيخة المستقبل في ميدان فن العيطة عن جدارة واستحقاق"
بدورها عبرت الفنانة الشيخة سهام العبدية عن "احترامها وتقديرها لشيخها علال الرويحة الذي كان سببا في نسج خيوط علاقتها الحميمة مع الغناء الشعبي عامة وفن العيطة خاصة" وتقدر فيه "التضحية التي قدمها لها خلال مشوارهما الفني"، وأكدت على أنها "مازالت تفتح باب العمل الفني المشترك مع شيخها علال الرويحة"
وأوضحت في تصريحها للجريدة بأنها تحترم موقف و رأي الفنان علال الرويحة الذي "كانت تربطها به علاقة زواج محترمة، وعلاقة فينة جميلة، وأن فك ارتباطهما يدخل في إطار الأمور الشخصية، وأنها تؤمن بأن أبغض الحلال عند الله الطلاق"، وأفادت الجريدة بأن "السبب في فك الإرتباط لا علاقة له بالعمل الأخير (ديو عيطة العمالة) مع الفنان هشام ميموزا، وإنما الأمر يتعلق بأمور شخصية ستبقى سرا بينهما"
عن سؤال للجريدة "اعتبرت سهام العبدية أن العمل المشترك مع الفنان هشام ميموزا، (كليب العمالة) هو خلاصة لنقاش فني تدخلت فيها آراء مختلفة، وانتصر في الأخير للمحافظة على كلمات عطية العمالة دون تحريف، لكن أدخلت عليه لمست شبابية على مستوى المشاهد واللقطات لتمكين الجيل الحالي من التعاطي مع فن العيطة كتراث مغربي أصيل"
جدير بالذكر أن سهام العبدية كانت قد عملت سابقا على إصدار عمل فني (كليب) عيطة بين الجمعة والثلاث، والذي ترك صدى طيبا على مستوى الجمهور العاشق لفن العيطة خصوصا وأن الأصوات النسائية العيطية في تراجع كبير أمام قلة الخلف.