الخميس 28 مارس 2024
سياسة

بعد خيانة الوزير أمكراز.. كيف كان المغاربة يتعاملون مع الخونة؟

بعد خيانة الوزير أمكراز.. كيف كان المغاربة يتعاملون مع الخونة؟ الوزير أمكراز

على هامش الخرجة الإعلامية الأخيرة للوزير أمكراز، في قناة شيعية خان فيها المصالح القومية للمغرب، وخان فيها القسم أمام الله والملك والشعب، بصفته وزيرا في الحكومة، واصطف المسؤول الأصولي ضد الخيارات الاستراتيجية المسطرة، ارتأت "أنفاس بريس" تسليط الضوء على كيف كان المغاربة يتعاملون مع الخونة الذين يصطفون مع العدو ضد المصالح العليا للبلد.

 

تاريخيا لم نجد في النصوص ما يدعو إلى التساهل مع الخائن، دائما كان الخائن يتعرض للقصاص إما من المجتمع أو يتعرض للنسيان، أي يتعرض للقصاص من الزمن الذي يتناساه وكأنه لم يكن موجودا أصلا، وإما من السلطة السياسية التي كانت قائمة في البلاد، يعني الخائن يكون مصيره القتل بمحاكمة أو بدون محاكمة، الخيانة في حد ذاتها جرم، لا يستحق أن ننصب فيه محكمة لتحاكم الشخص الخائن، ولكن يحاكمه المجتمع باعتبار أنه خرج عن جادة الجماعة والمجتمع وأصبح يطعن في نفسه وفي هويته.

 

نماذج كثيرة مرت بالمغرب، نعطي كأمثلة: في فترة احتلال المغرب من طرف البرتغال، كان هناك شخص يُدعى «يحيى اتعفوفت»، كان أكبر خائن دونته المصادر التاريخية وكان مصيره القتل على يد المجاهدين المغاربة، فقد ترك الدفاع عن الهوية وانبطح في أذرع البرتغاليين، وبايع الملك البرتغالي وفرض على سكان آسفي تأدية ضرائب عينية للملك البرتغالي في تلك الفترة. وهذه كلها كانت تضع «يحيى اتعفوفت» في دائرة الكفر وليس في دائرة الإنسان المسلم الذي يؤمن بالله... 

وكان هذا الخائن يحيى اتعفوفت، وكان يحكم أسفي التي تتمتع بحكم ذاتي؛ لكن أكبر جرائمه أنه رافق البرتغاليين لمحاصرة مراكش لاحتلالها ....

وكانت أكادير تسمى حصن سانت كروز، وكانت أول ثغر يحرره السعديون بمشاركة مجاهدين من الساقية الحمراء، كما كانت أحد أسباب قدومهم واستقبالهم بمنطقة الرحامنة إلى اليوم...

 

ليس فقط الشخص الذي كان يجهر بخيانته للوطن هو فقط من كان معرضا للقصاص، بل حتى الشخص الذي لم يكن يحمل السلاح للدفاع عن الأرض، ووصلت الأمور عند بعض الفقهاء أنهم كانوا يحرمون الصلاة وراء إمام لا يدعو إلى الجهاد أو لا يساهم فيه، بل إن بعض الناس هاجروا من مدنهم احتجاجا على عدم حمل المجتمع للواء الدفاع عن الثغور المغربية، وأبرز هذه الثغور هي سبتة ومليلية وطنجة والعرائش وأصيلا والمهدية وأنفا وآزمور والجديدة و«سانطاكوز مالبيكينا» (أكادير حاليا)، وسيدي إفني وبوجدور. كل هذه الثغور كانت محتلة وكانت الرباطات أو الزوايا بعلمائها في تلك الفترة هي من تحمل لواء الجهاد، في غياب دولة مركزية بعد انهيار الدولة الوطاسية وخضوعها لسلطة الإيبيريين في تلك الفترة.

 

ملحوظة:

أخذنا هذه المعطيات من حوار مطول نشرته أسبوعية "الوطن الآن" مع عبد الوهاب دبيش، أستاذ التاريخ بكلية الآداب بنمسيك بالبيضاء، يوم 22 أكتوبر 2015