الجمعة 29 مارس 2024
خارج الحدود

البابا فرنسيس: كوفيد 19 جهزنا لتجنب الفردانية المفرطة والشعبوية العدوانية

البابا فرنسيس: كوفيد 19 جهزنا لتجنب الفردانية المفرطة والشعبوية العدوانية البابا فرانسيس
نشرت جريدة الغارديان «The guardian» البريطانية مقالا حول كتاب " دعونا نحلم.. الطريق إلى مستقبل أفضل" للبابا فرانسيس، الصادر عن دار " سايمون وتشاستر" فى الأول من دجنبر2020، وهو عبارة عن تأملات البابا المكتوبة خلال فترة الحجر الصحي خلال أزمة فيروس كورونا، ومناقشات طويلة مع المؤلف الكاثوليكى الإنجليزى أوستن إيفيرى. 
 
ويرى البابا أن فترة الحجر الصحي وصمت الشوارع وامتلاء المستشفيات وتوقف العالم بشكل مرعب: " ربما تكون بداية، تقسم حقبة عن أخرى"، قائلا: «هذه لحظة لنحلم، لإعادة التفكير فى أولوياتنا ــ ما نقدره، وما نريده، وما نسعى إليه ، لنلتزم بالعمل فى حياتنا اليومية لنحقق ما كنا نحلم به. "
وأكد البابا فرنسيس أن أزمة كوفيد أظهرت فشل "أسطورة الاكتفاء الذاتى التى تضعف الروابط التى تربط المجتمعات ببعضها البعض، حيث أظهر الفيروس بلا رحمة اعتمادنا المتبادل وضعفنا المشترك، واعتمادنا بشكل جماعى على الدولة أكثر من أى وقت مضى، فكان التصفيق عند عتبات الأبواب للممرضات والأطباء وعمال الخدمة العامة الذين خاطروا بحياتهم ليساهموا فى استمرار الخدمات الأساسية.."هو بمثابة تذكرة أن حياتنا هدية وأننا ننمو من خلال العطاء لأنفسنا: لا نحافظ على أنفسنا، بل قد نخسر أنفسنا فى سبيل خدمة الآخرين"  - وفق ما أوردته صحيفة " الغارديان " .

 
كما كشفت تلك الفترة الصعبة على حد قول البابا تلك الحالة الإنسانية التى يمكن أن تصبح منصة انطلاق لسياسة جديدة للصالح العام، حيث شعر البابا خلال فترة عزلته كباقى سكان العالم بتعاطف غير مسبوق مع  قضايا المنسيين والمستبعدين والذين يتعرضون لسوء المعاملة بشكل خطير، متحدثا عن محنة مسلمى الروهينجا وأقلية الإيغور، ونضالات حركة السود..
 
وفى القسم الأخير من المذكرات كتب فرانسيس أن كوفيد 19 علمنا أن " لا أحد ينجو بمفرده"، كما أنه أعدنا لتجنب كل من الفردانية المفرطة والشعبوية العدوانية التى تزدهر فى تحديد الأعداء فى الداخل والخارج، مصرا على أن " الأخوّة" هى " الحدود الجديدة " القادرة على التوفيق بين مطالب الحرية والمساواة التى تتنافس فى كثير من الأحيان.
وبذلك انضم الكتاب إلى مجموعة عصر كوفيد 19 الأدبية ككتاب " طغيان الاستحقاق " لمايكل ساندل، " الصعود"  لروربرت بوتنام و" الأخلاق " لجوناثان ساكس، والتى تدعو جميعها إلى إعادة ضبط القيم المجتمعية، ليعود بذلك مصطلح الضمير الجمعى للواجهة من جديد.