تساهم الجمعيات والاتحادات الوطنية بدور كبير وفعال وجدي في كثير من المجالات الحيوية. هذا الدور ربما لا تلعبه الدولة بمؤسساتها ووزارتها ومندوبياتها وميزانياتها الضخمة، حيث لا توفر عناية لبعض من تلك المجالات...
إن الجمعيات لا تحل محل الدولة الذي يجب أن يكون دورها حاضرا، لكن تحاول قدر المستطاع أن توفر خدمات وتدخلات بجودة وفعالية. ومن بين الإشكاليات التي لعبت الجمعيات دورا كبيرا في الترافع من أجلها ومحاولة إيجاد حل لها، نذكر موضوع الإعاقة بصفة عامة واضطراب التوحد بصفة خاصة.
اضطراب التوحد الذي كان مجهولا عند العامة في كيفية التعامل معه على المستوى الداخلي، أي علاقة الشخص التوحدي بأسرته التي تكون البيئة الأولى لأي إنسان، ثم مشكل التشخيص وبعده العلاج ومحاولة تعديل السلوك والاشتغال مع الشخص التوحدي على أكمل وجه...
ومن بين الجمعيات الرائدة التي يضرب بها المثل في جهة الدار البيضاء سطات، نجد جمعية "إدماج للتوحد الحي المحمدي"، التي تشتغل بتراكمات وتاريخ ومسار ليس سهلا في الترافع والنضال من أجل تحسين ظروف عيش الأشخاص التوحديين (أطفال، يافعين، مراهقين، شباب، شابات، رجال، ونساء)، وتمكينهم من الحقوق وتيسير ولوج الخدمات الأساسية وتوفير أطر بخبرات طويلة وأطقم طبية وشبه طبية وأخصائيين أكفاء في المجال من أجل تعديل سلوك الأشخاص التوحديين وتنمية قدراتهم ومهاراتهم.
جمعية "إدماج للتوحد الحي المحمدي"، مثال حي يحتذى به في جهة الدار البيضاء سطات، يترأسها الحسن المقتدي، الذي يشتغل بنكران للذات وشفافية، همه وطموحه خدمة القضية والترافع في سبيلها، وهذا واضح في تدخلاته الصحفية والدعوات التي توجه إليه من منابر إعلامية وطنية وخارجية، باعتباره شخصا متمكنا يترأس جمعية كبيرة تعتبر مرجعا ومدرسة للجمعيات التي تحاول كذلك وضع بصمة متواضعة للارتقاء والدفع بالقضية من أجل حياة أفضل.
الحسن المقتدي، يترأس بتطوع واشتغال دائم وعن كثب ومواكبة للحياة اليومية كل من جمعية إدماج للتوحد الحي محمدي التي تعتبر الأم، والمدرسة، كما قلت سابقا، وجمعية (من حقي نتدمج) التي تشتغل في تراب عمالة البرنوصي.. هذه العمالة التي كانت تعاني من خصاص، بل انعدام لأي نسق جمعوي يشتغل في مجال الإعاقة واضطراب التوحد بجودة وجدية، كما أنه يترأس "التحالف الجهوي للتوحد الدار البيضاء".
وفي إطار تفعيل الجهوية الموسعة، تم مؤخرا تأسيس "الاتحاد الوطني للتوحد"، يضم جمعيات تشتغل في مجال اضطراب التوحد، بهدف توحيد الكلمة ولتكون الرسالة واضحة وموجهة عند الترافع والمواكبة والتسيير.
الإضافة النوعية في مسار الفاضل الحسن المقتدي هي انتخابه رئيسا "للاتحاد الوطني للتوحد"، الذي سيكون لبنة مهمة وأساسية من أجل ضم جمعيات المملكة المغربية التي تريد الانضواء تحت لواء "الاتحاد الوطني للتوحد" من أجل إسماع الكلمة على نطاق واسع والترافع الموجه باستراتيجية واضحة شفافة لمصلحة الأشخاص التوحديين.
أجندة اشتغال الاتحاد ستكون عن طريق الترافع وتقوية قدرات كل جمعيات "الاتحاد الوطني للتوحد" ومساعدة الجميع عن طريق تبادل التجارب والقيام بدورات تكوينية شاملة وجامعة تصب في الاشتغال العام والموحد؛ كما لا ننسى أن "الاتحاد الوطني للتوحد" سيوجه كذلك اهتماماته في مواكبة الأسر والمربين المرافقين جنود الخفاء، هذا أمر مهم في مسار تعديل سلوك الشخص التوحدي لأن الاشتغال الأساسي هو تقوية قدرات العائلة وإذكاء وعيهم ودمج شخص جديد ومهم، هي/ هو المرافق(ة).