الثلاثاء 23 إبريل 2024
خارج الحدود

ضبابية الصورة الجزائرية توحي بأزمة سياسية غير مسبوقة

ضبابية الصورة الجزائرية توحي بأزمة سياسية غير مسبوقة خليفة حفتر (يمينا) عبد المجيد تبون(يسارا)
تعيش الجزائر أجواء شبيهة بالتي خيمت على البلد قبل نهاية حكم بوتفليقة، وذلك بسبب تواجد الرئيس الحالي تبون بألمانيا من أجل العلاج، وغياب قائد الجيش الجنرال سعيد شنغريحة الذي يوجد هو الآخر بسويسرا بسبب المرض.
ووسط هذه الأجواء، لايملك الشعب الجزائري أية معلومة صحيحة حول صحة الرئيس تبون وهو ما يشعل شبكات التواصل الاجتماعي بالإشاعات المخيفة رغم أنه اتم قراءة رسائل الرئيس في نشرات الأخبار المتلفزة وهو ما يذكر الجميع بمرحلة ما قبل بوتفليقة.
وهنا يطرح السؤال حول سير مؤسسات الدولة فحتى قائد الجيش الذي شغل الفضاء الإعلامي في الساعات الأولى التي أعقبت نقل الرئيس تبون قبل شهر إلى ألمانيا من أجل العلاج اختفى عن الأنظار.
كما أن رئيس البرلمان صلاح غوجيل المفروض فيه تحمل المسؤولية في حالة فراغ السلطة، يجد هو الآخر صعوبة في تحمل المسؤولية نظرا لوضعه الصحي و كبر سنه.
هكذا إذن فالساعة البيولوجية لكبار المسؤولين الجزائريين توجد وجها لوجه أمام الضغط الشعبي للحراك.
في ظل هذه الأجواء، تبحث القيادة العامة للجيش الجزائري عن بديل للأزمة التي يعيشها النظام الجزائري منذ 2013 أي منذ إصابة بوتفليقة بالمرض وهو ما فتح الباب أمام الجماعات الانتهازية.
إن عجلة الجزائر تدور ولكن لا أحد يعلم في أي اتجاه.  فالتكثلات تحاول طي صفحة الرئيس الحالي تبون وتبدو المعركة أكثر شراسة؛ كل الضربات فيها مسموحة للوصول إلى السلطة وسيكون الخاسرين في المعركة الاختيار بين المنفى أو السجن.
فالقوات المساندة لوزير الدفاع السابق والقائد السابق للجيش الجنرال غايد صالح لم تقبل الخسارة بعد والجنرال بنعلي بنعلي يملك رغم سنه المتقدم امتدادا بعدد من الجهات العسكرية، وهو الذي يملك أعلى رتبة عسكرية وسبق له الالتحاق بغايل صالح للسماح بمغادرة هادئة لبوتفليقة..بنعلي بنعلي الذي صرح ذات يوم أنه يتمنى "الموت بالزي العسكري".و دفاعه عن القيم الوطنية التي حصنت وحدة الجيش يعتبر الحاجز الأهم أمام استحواذ الآلة الأمنية  للمقربين من الجنرال توفيق  الذين عادوا إلى الساحة بعد إبعادهم أو سجنهم بعضهم مدة سنتين.
إن القادم أسوأ بالنسبة للجزائر نظرا للدورة السريعة للتاريخ غير المراقب.
 فالبلد عرف في عام واحد  ثلاث رؤساء إضافة إلى  ال 20 لبوتفليقة والتصويت على الدستور سجل أضعف نسبة مشاركة في تاريخ الجزائر وقلب الأوراق داخل أجهزة الدولة.
كل هذا يوخي بازمة حادة مادام المجمتع المدتي الذي يعتبر امتدادا للخرام الشعبي.
من جهة أخرى، إن تدخل الرئيس الفرنسي  ماكرون الذي شجع الرئيس تبون على الاستمرار في مرحلته الانتقالية يقول الشيء الكثير عن هشاشة فرق الرئيس الجزائري الملتزمة بالتنسيق الأمني مع فرنسا بمالي و ليبيا.
إن الخوف من الانهيار يرعب الجزائريين و يفسر نسبيا التعبئة الشعبية لتنظيم حركتها و فشلها في تقديم قيادة.
فالخوف من تكسير مجتمع هو أصلا مريض لو تم التعبير عن طموحات داخل الحراك.
بالموازة مع كل ما يقع بالجزائر، برز تنسيق أمني مع الأتراك و يتقوى منسوب الثقة مع أنقرة بعد صفقة طائرات الدرون.
وآخر مفاجأة هي النزاع الجديد بين المغرب والبوليساريو الذي وضع الآلة العسكرية الجزائرية في حالة استنفار قصوى، وهو ما يضع النظام الجزائري الذي يمثله العسكر أمام سؤال عاجل يحتاح إلى جواب سياسي  آني حول الفراغ في كرسي الرئاسة.