السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الحميد جماهري: شهداء لأجل بلادهم بالرغم من لوموند…

عبد الحميد جماهري: شهداء لأجل بلادهم بالرغم من لوموند… عبد الحميد جماهري
ماذا لو نتحدث عن الانفصالية
المسيحية يا سيدة فورهان؟
لنفترض أننا أسسنا «حركة المسلمين من أجل مناهضة التعذيب».
لنفترض أننا غامرنا بإسم نبينا محمد، وحشرناه في عمل بشري يهم التموقع والديماغوجيا، وقلنا إن حركتنا، هي «الحركة المحمدية لمناهضة التعذيب».
كانت التهمة ستكون جاهزة، وستلعننا يومية لوموند، وتعتبرنا «انفصاليين إسلاميين»، أوالانعزاليين المحمديين».
لابأس، فالانفصالية تزعج عندما تهم المسلمين في فرنسا، لكنها قمة الإلتزام الحقوقي والمسيحي عندما تزعج المغرب.
يا ألله ،هل يسلم العقل الفرنسي من هكذا تناقض، وهل يظل ديكارت هو ديكارت إذا تابع منطق اليومية، لسان الـ»كيدورسيه» في قضايا الأمة الفرنسية، ولسان الخوارج عندما يتعلق الأمر بالمغرب؟
مناسبة الحديث: ما أفردته اليومية الباريزية لحدث أكديم ايزيك، والذي ذكرت فيه كل ما جادت به العدوة برناديت فورهان، رئيسة حركة المسيحيين لمناهضة التعذيب بفرنسا.
السيدة فورهان، طالبت »بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين». السيدة فورهان أعلنت «إدانتها لسياسة المغرب في قمع الأصوات الناقدة والمعارضة له».
السيدة فورهان، تحدثت في لوموند عن «الهجوم العسكري على أبناء الشعب الصحراوي المطالبين بحقهم في تقرير المصير».
السيدة فورهان، تحدثت ليومية سان بوف، عن «تفكيك المخيم بالقرب من «مدينة العيون المحتلة» في صورة احتجاجية سلمية متحضرة.
السيدة فورهان، تباكت على السجناء في القضية.
والسيدة، تحدثت عن التدخل الهمجي للقوات العمومية.
السيدة، قالت ما حلا لها الأخضر والنيّء معا.
لكن السيدة واليومية، لم يذكرا ولو جملة واحدة عن أحد عشر كوكبا سقطوا يومها، لأنهما لا تريان -في ما يبدو- الشهداء وهم يسقطون.
لا يرون الضحايا عندما يكونون من المغاربة،
ويصابون بعمى الألوان الإيديولوجي، عندما يكون الشهيد رجل أمن أوعنصرا من القوات المساعدة.
والحقيقة، أن ما لم تره لوموند، وما لم تره المَجْدلية الحقوقية، رآه العالم كله.
ونحن دفناهم في قلوبنا لا في قبورنا وحسب.
هؤلاء شهداؤنا، ولله شهيد والعالم شاهد.
والأحرار يعرفون ما حدث في تلك الليلة الغبراء ، عندما تم الاعتداء على مغاربة في مهامهم، وقتلوا وهم في عز واجبهم.
لا نعتقد بأن السيدة فورهان عمياء، بل تتعامى.
ولا نخال من يسارها في طرح القضية الحقوقية بالنسبة للقتلة لا يعرفون، لهم حاقدون على بلاد أعطتهم كل شيء، ولم تعطهم فقط رقبتها!
ويبدو أنها عادت إلى صفحات الماضي، تلك التي طواها المغرب بمساعدة المناضلين الحقوقيين الحقيقيين، وليس الذين
تسميهم أصواتا منتقدة والمتحالفة معها في التنسيق الهجومي على بلادنا، بعد أن فطمتهم السلطة التي يهاجمونها، معاناة عائلاتهم وأهاليهم التي يسلط عليها المغرب، وكتبت سيدة الاكاطacat عما سمته القيام «بانتظام أعمال انتقامية وإجراءات عقابية بسبب عزمهم على الحصول على العدالة، مثل القيود على حقوق الزيارة، والعزل، ومراقبة الشرطة للأقارب وغيره، بدون تقديم أية حجة.
لم تتحدث السيدة فورهان عن القتل.
هؤلاء المسجونون قتلوا،
وصارت تبحث لهم عن مبررات في تعرضهم للتعذيب،
تعذيب لا يترك أثرا.
فالمعتقل الذي أوردت اسمه، لا يوجد في السجن لأنه انفصالي، فالانفصاليون في المغرب يؤسسون الجمعيات الَلَّا بريجيت ويتجولون في أراض ليست لهم.
المعتقلون قتلة.
وهم في السجن لأنهم قتلة وليس لأنهم انفصاليون!
فهل يمكن أن تزعم غير ذلك؟أم أن التعذيب،والوهمي الذي تتحدث عنه، لتبررعشقها القاحل، أهم من القتل؟
هل السجناء في قضية حق عام، أنبل من الشهداء؟
نسأل وأمامنا قضية رجال الشرطة الذين قتلوا في أكتوبر من السنة الماضية في فرنسا،في مفوضية باريز، ألم يتلوها خطاب الرئيس ماكرون المتلفز، ؟
ألم تتابع السيدة فورهان كيف دعا فيها إلى يقظة المجتمع؟
ألم يتم طرد إمام مسجد كان يرتاده القاتل ، رغم أنه مسكين لا يد له في القتل والقاتل والمجزرة؟
من بعيد اتهم ومن بعيد عوقب، أما المغرب فليس من حقه أن يعاقب القتلة!
ألم يحتف الرئيس الحالي بالضحايا ويخلد ذكرهم، أتُراهم فرنسيون يستحقون وشهداء الأمن المغربي، لا يُروْن يا فورهان المجدلية؟..
بئس المنظمة وبئس المنبر.
ما بين فورهان وديكارت، يوجد نعمة السفاري أميناتو حيدر ، ولا أحد منهما سيذكره التاريخ، لأنه لا شيئ من المنطق في دفاع السيدة برجيت عنهما،يا زملاءنا في لوموند!
والتاريخ سيخلد الشعب المغربي، ويذكره بأنه أعطى شهداء، مدنيين وعسكريين وأمنيين وأعطى دما وعرقا وخبزا ومكابرة من أجل ترابه.