عندما أقرأ التاريخ عن الجدار الأمني وعن المعبر الحدودي بين المغرب والشقيقة موريتانيا، ينتابني ألم في القلب ومغص في النفس ودوران في الرأس، كل ذلك من جراء الأخطاء الفادحة والمتكررة التي نؤدي اليوم ثمنها غاليا على حساب كرامتنا كمغاربة أحرار وحدويون..
قبل اتفاقية إيقاف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو سنة 1991 كان المغرب قد أحكم السيطرة على جزء هام من الصحراء وأصبحت هجمات البوليساريو من طرف الجزائر وليبيا انتحارية، الداخل إليها مفقود، لأن طائرات الميراج والميك تكون بالمرصاد لكل داخل إلى عمق الأراضي الصحراوية المغربية..
الغلط الفادح الذي اقترفه الجيش المغربي برئاسة آنذاك قائد المناطق الجنوبية الجنرال أحمد الدليمي، هو انه لم يحصن مجموع التراب الصحراوي المغربي وترك مساحات شاسعة بيننا وبين تراب الشقيقة موريتانيا وهذا غلط لا يغتفر، استراتيجيا نؤدي ثمنه غاليا اليوم.. فبعد انسحاب موريتانيا من منطقة وادي الذهب سنة 1978 خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد خونا ولد هيدالة العروسي الذي اعترف بالجمهورية الصحراوية المزعومة كان على المغرب أن يسيطر على معبر الكركرات ولا يترك السبع كيلومترات الفاصلة بينه وبين الجمارك الموريتانية، وبقاء تلك المنطقة العازلة هو ما خلق للمغرب مشكلا عويصا من الصعب حله بسهولة وهو اليوم أكبر مسمار في قدم المغرب.
لماذا اكتفينا ببناء حزام امني يؤمن المثلث النافع في الصحراء المغربية المدن الرئيسية ومناجم الفوسفاط والموانيء، لقد استغل البوليساريو هذه الاغلاط المغربية في بسط سيطرته الكاملة على الأراضي خارج الحزام المغربية وسماها الأراضي المحررة وأصبح يتصرف فيها تصرف المالك في ملكه، بل اتخذها مرتعا خصبا لماشيته بل اتخذ من منطقة تفاريتي عاصمة لجمهوريته المزعومة وبنت له بريطانيا فيها مستشفى كبير ومبنى للبرلمان الصحراوي، كما دأب مند عدة عقود على تنظيم كل احتفالاته ودعوة الوفود الدولية لحضورها بالمناطق المحررة على حد قوله..
إنها ليست أراضي محررة بل هي أراضي تخلى عنها المغرب بمحض إرادته إما قصدا أو غلطا فادحا لا يغتفر.. ولولا ندرة الماء الصالح للشرب وقساوة أحوال الطقس لقام البوليساريو بتحويل مخيمات تندوف والرابوني وعوينت بلكرع إلى تفاريتي، وقد حاول المغرب إخراجهم منها بعملية فاشلة بتفكير من خليهن ولد الرشيد وتنفيذ، فاشل من ابن عمه حمادة ولد الدرويش هذه العملية التي صرفت عليها الملايير والتي استعمل فيها موريتانيون عادوا إلى موريتانيا بلدهم الأصلي بعد أن منحت لهم تعويضات سخية وإقامة مريحة في فندق نكجير الشاطيء ومنازل في حي العودة بالعيون باعها جلهم وعاد من حيث أتى..
لقد نجحت البوليساريو في وضع المغرب في موقف حرج ليلة التصويت على قرار مجلس الأمن 30 اكتوبر 2020، فقد جندت الجبهة رجال ونساء من المجتمع المدني وسيطروا على المعبر الحدودي بين المغرب وموريتانيا بالقوة بل قاموا بمنع عبور الشاحنات ووسائل النقل البري للمسافرين بل قاموا بتخريب الجزء القليل من الطريق التي بدا المغرب بتزفيتها لانه لا يعرف احد لماذا توقف ولم يتممها إلى حدود الأراضي الموريتانية.. من أوقفه ومنعه من إتمام تزفيت الطريق؟ الله ورسوله أعلم..
اليوم المغرب في موقف لا يحسد عليه معبر مقفول ظلما وعدوانا من طرف عصابة وكأنها قطاع الطرق في واضحة النهار يسمون انفسهم ثوارا، ويقولون إن الارض أرضهم والمعبر معبرهم وأن المغرب الذي يستعمر أرضهم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسمحوا له باستغلال أرضهم وخيرات بلدهم ليكون معبرا لتصدير منتجاته إلى أفريقيا وهم لا يحركون ساكنا..
الجزائر تستعمل البوليساريو في كبح جماح المغرب وإيقاف كل تعامل للمغرب مع الدول الإفريقية هذا التعامل الذي يقض مضجع جنرالات الجزائر..
لقد نجح البوليساريو في شل المعبر تماما مند عشرة أيام بالتمام الكمال..
أزيد من 17 كيلومترا من الشاحنات المصطفة تنتظر السماح لها بالمرور إلى موريتانيا، أطنان من الخضر والفواكه خسرت وتم رميها في الخلاء..
موقف موريتانيا متذبذب لا مع هؤلاء ولا من هؤلاء خوف مبطن من الجزائر التي تستطيع زعزعة الاستقرار في موريتانيا في أي وقت تريده، الدستور الجزائري الجديد الذي صودق عليه، يسمح للرئيس الجديد بالسماح للجيش الجزائري بالحرب خارج التراب الوطني..
رغم استقبال السفير المغربي حميد شبار من طرف وزير الخارجية ووزير الداخلية الموريتانيين فإن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا وحافظت على برودة أعصابها وصمتها لأن الصمت حكمة..
قرار مجلس الأمن الذي صدر يوم 30 أكتوبر 2020، لم يأت بجديد كعادته، لم يشر لا من قريب أو بعيد إلى مشكل معبر الكركرات، لم يندد حتى بما تقوم به عصابة البوليساريو في المعبر من قطع الطريق بالقوة، وقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق كما يقول المثل العربي أهم ما في القرار الأممي هو تمديد صلاحيات البعثة الاممية سنة أخرى إلى أكتوبر 2021، صوت ضد هذا القرار الأممي هذه السنة دولتين مهمتين هما روسيا وجنوب أفريقيا وأينما توجد هذين الدولتين المهمتين توجد الجزائر التي تعتبر رأس الحرباء في ملف الصحراء وبدونها لن يصل المغرب إلى أي حل لهذا المشكل العويص الذي قد يجر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه..
معبر الكركرات مغلق اليوم إغلاقا تاما من طرف عصابة من قطاع الطرق تحدت دولتين مجاورتين هما المغرب وموريتانيا وتحدت المجتمع الدولي برمته، ولا أحد يستطيع أن يقول اللهم إن هذا منكر فانكرناه..
إن المغرب يفكر في تعويض معبر الكركرات بفتح خط بحري دائم سواء إلى ميناء نواذيبو أو نواكشوط أو ميناء دكار بالسنغال، إلا أن هذا الحل ليس حلا ناجعا لأن تكلفة النقل البحرى مكلفة بالنسبة للنقل البري، وهذا الحل سيكون في أي حال من الأحوال حلا موقتا ظرفيا في انتظار فتح المعبر...
يجب الإسراع كما ينص على ذلك القرار الأممي الأخير إلى تعيين مبعوث أممي في الصحراء يجمع الأطراف المعنية، المغرب والبوليساريو بحضور الجزائر وموريتانيا، وتشجيع المغرب على إعطاء المزيد من الصلاحيات للحكم الذاتي ولم لا، إيصاله إلى كونفدرالية، وإقناع الصحراويين بقبول الحل لا غالب ولا مغلوب، لأن المغرب لن يقبل بأي حال من الأحوال باستفتاء تقرير المصير، إن أقصى ما يمكن قبوله هو حكم ذاتي موسع.
قبل اتفاقية إيقاف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو سنة 1991 كان المغرب قد أحكم السيطرة على جزء هام من الصحراء وأصبحت هجمات البوليساريو من طرف الجزائر وليبيا انتحارية، الداخل إليها مفقود، لأن طائرات الميراج والميك تكون بالمرصاد لكل داخل إلى عمق الأراضي الصحراوية المغربية..
الغلط الفادح الذي اقترفه الجيش المغربي برئاسة آنذاك قائد المناطق الجنوبية الجنرال أحمد الدليمي، هو انه لم يحصن مجموع التراب الصحراوي المغربي وترك مساحات شاسعة بيننا وبين تراب الشقيقة موريتانيا وهذا غلط لا يغتفر، استراتيجيا نؤدي ثمنه غاليا اليوم.. فبعد انسحاب موريتانيا من منطقة وادي الذهب سنة 1978 خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد خونا ولد هيدالة العروسي الذي اعترف بالجمهورية الصحراوية المزعومة كان على المغرب أن يسيطر على معبر الكركرات ولا يترك السبع كيلومترات الفاصلة بينه وبين الجمارك الموريتانية، وبقاء تلك المنطقة العازلة هو ما خلق للمغرب مشكلا عويصا من الصعب حله بسهولة وهو اليوم أكبر مسمار في قدم المغرب.
لماذا اكتفينا ببناء حزام امني يؤمن المثلث النافع في الصحراء المغربية المدن الرئيسية ومناجم الفوسفاط والموانيء، لقد استغل البوليساريو هذه الاغلاط المغربية في بسط سيطرته الكاملة على الأراضي خارج الحزام المغربية وسماها الأراضي المحررة وأصبح يتصرف فيها تصرف المالك في ملكه، بل اتخذها مرتعا خصبا لماشيته بل اتخذ من منطقة تفاريتي عاصمة لجمهوريته المزعومة وبنت له بريطانيا فيها مستشفى كبير ومبنى للبرلمان الصحراوي، كما دأب مند عدة عقود على تنظيم كل احتفالاته ودعوة الوفود الدولية لحضورها بالمناطق المحررة على حد قوله..
إنها ليست أراضي محررة بل هي أراضي تخلى عنها المغرب بمحض إرادته إما قصدا أو غلطا فادحا لا يغتفر.. ولولا ندرة الماء الصالح للشرب وقساوة أحوال الطقس لقام البوليساريو بتحويل مخيمات تندوف والرابوني وعوينت بلكرع إلى تفاريتي، وقد حاول المغرب إخراجهم منها بعملية فاشلة بتفكير من خليهن ولد الرشيد وتنفيذ، فاشل من ابن عمه حمادة ولد الدرويش هذه العملية التي صرفت عليها الملايير والتي استعمل فيها موريتانيون عادوا إلى موريتانيا بلدهم الأصلي بعد أن منحت لهم تعويضات سخية وإقامة مريحة في فندق نكجير الشاطيء ومنازل في حي العودة بالعيون باعها جلهم وعاد من حيث أتى..
لقد نجحت البوليساريو في وضع المغرب في موقف حرج ليلة التصويت على قرار مجلس الأمن 30 اكتوبر 2020، فقد جندت الجبهة رجال ونساء من المجتمع المدني وسيطروا على المعبر الحدودي بين المغرب وموريتانيا بالقوة بل قاموا بمنع عبور الشاحنات ووسائل النقل البري للمسافرين بل قاموا بتخريب الجزء القليل من الطريق التي بدا المغرب بتزفيتها لانه لا يعرف احد لماذا توقف ولم يتممها إلى حدود الأراضي الموريتانية.. من أوقفه ومنعه من إتمام تزفيت الطريق؟ الله ورسوله أعلم..
اليوم المغرب في موقف لا يحسد عليه معبر مقفول ظلما وعدوانا من طرف عصابة وكأنها قطاع الطرق في واضحة النهار يسمون انفسهم ثوارا، ويقولون إن الارض أرضهم والمعبر معبرهم وأن المغرب الذي يستعمر أرضهم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسمحوا له باستغلال أرضهم وخيرات بلدهم ليكون معبرا لتصدير منتجاته إلى أفريقيا وهم لا يحركون ساكنا..
الجزائر تستعمل البوليساريو في كبح جماح المغرب وإيقاف كل تعامل للمغرب مع الدول الإفريقية هذا التعامل الذي يقض مضجع جنرالات الجزائر..
لقد نجح البوليساريو في شل المعبر تماما مند عشرة أيام بالتمام الكمال..
أزيد من 17 كيلومترا من الشاحنات المصطفة تنتظر السماح لها بالمرور إلى موريتانيا، أطنان من الخضر والفواكه خسرت وتم رميها في الخلاء..
موقف موريتانيا متذبذب لا مع هؤلاء ولا من هؤلاء خوف مبطن من الجزائر التي تستطيع زعزعة الاستقرار في موريتانيا في أي وقت تريده، الدستور الجزائري الجديد الذي صودق عليه، يسمح للرئيس الجديد بالسماح للجيش الجزائري بالحرب خارج التراب الوطني..
رغم استقبال السفير المغربي حميد شبار من طرف وزير الخارجية ووزير الداخلية الموريتانيين فإن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا وحافظت على برودة أعصابها وصمتها لأن الصمت حكمة..
قرار مجلس الأمن الذي صدر يوم 30 أكتوبر 2020، لم يأت بجديد كعادته، لم يشر لا من قريب أو بعيد إلى مشكل معبر الكركرات، لم يندد حتى بما تقوم به عصابة البوليساريو في المعبر من قطع الطريق بالقوة، وقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق كما يقول المثل العربي أهم ما في القرار الأممي هو تمديد صلاحيات البعثة الاممية سنة أخرى إلى أكتوبر 2021، صوت ضد هذا القرار الأممي هذه السنة دولتين مهمتين هما روسيا وجنوب أفريقيا وأينما توجد هذين الدولتين المهمتين توجد الجزائر التي تعتبر رأس الحرباء في ملف الصحراء وبدونها لن يصل المغرب إلى أي حل لهذا المشكل العويص الذي قد يجر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه..
معبر الكركرات مغلق اليوم إغلاقا تاما من طرف عصابة من قطاع الطرق تحدت دولتين مجاورتين هما المغرب وموريتانيا وتحدت المجتمع الدولي برمته، ولا أحد يستطيع أن يقول اللهم إن هذا منكر فانكرناه..
إن المغرب يفكر في تعويض معبر الكركرات بفتح خط بحري دائم سواء إلى ميناء نواذيبو أو نواكشوط أو ميناء دكار بالسنغال، إلا أن هذا الحل ليس حلا ناجعا لأن تكلفة النقل البحرى مكلفة بالنسبة للنقل البري، وهذا الحل سيكون في أي حال من الأحوال حلا موقتا ظرفيا في انتظار فتح المعبر...
يجب الإسراع كما ينص على ذلك القرار الأممي الأخير إلى تعيين مبعوث أممي في الصحراء يجمع الأطراف المعنية، المغرب والبوليساريو بحضور الجزائر وموريتانيا، وتشجيع المغرب على إعطاء المزيد من الصلاحيات للحكم الذاتي ولم لا، إيصاله إلى كونفدرالية، وإقناع الصحراويين بقبول الحل لا غالب ولا مغلوب، لأن المغرب لن يقبل بأي حال من الأحوال باستفتاء تقرير المصير، إن أقصى ما يمكن قبوله هو حكم ذاتي موسع.
عبد الله حافيظي السباعي الادريسي، باحث متخصص في الشؤون الصحراوية والموريتانية